الدرس فى كتاب الله
الربانيون ربانيتهم بدراسة الكتاب:
بين الله للناس أنه لا يوجد إنسان أعطاه الله الكتاب وهو الحكم وهو النبوة وهو كلام الله قال للخلق :
أصبحوا متبعين لوحيى أنا ولا تتبعوا حكم الله
وإنما قال للناس :
أصبحوا عبيدا لله والمراد متبعين لوحى الله بالذى كنتم تعرفون من الوحى الإلهى وفسر هذا بقوله بما كنتم تدرسون والمقصود بالذى كنتم تتعرفون من الوحى الإلهى وفى هذا قال سبحانه :
"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون "
دراسة ما فى الكتاب:
بين الله أن بعد ذلك الجيل من بنى إسرائيل جاء من بعد موتهم جيل أخر عرفوا الوحى من كتب رسلهم وهم يأكلون متاع الدنيا بالباطل ويقولون سيعفو الله عنا وإن يجيئهم متاع مثله والمراد شبهه من متاع الدنيا يأكلوه بالباطل
وسأل الله ألم يفرض عليهم عهد التوراة ألا ينسبوا إلى الله إلا الصدق ؟
وبين الله أنهم درسوا ما فيه والمقصود علموا الأحكام التى فى عهد التوراة ومع هذا صنعوا الباطل المحرم كما بين لنا أن الدار الآخرة وهى الجنة هو نصيب يطيعون الحق وهو الوحى وفى هذا قال سبحانه:
"فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه"
قول الكفار للنبى(ص) درست:
بين الله أن بنزول الوحى بين الأحكام للخلق والكفار يقولون للنبى (ص):
درست والمراد تعلمت هذا القرآن من بشر أخر
وبين الله له أنه بين أن الوحى من عنده لناس يؤمنون به وفى هذا قال سبحانه:
و"كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون"
ليس للكفار كتب درسوها :
بين الله أنه ما أوحى للكفار كتب يدرسونها والمراد ما أعطى الناس صحف وحى يتعلمونها حتى يكذبوا القرآن بكونه ليس من عند الله لأنهم فى تلك الساعة سيميزون الوحى الإلهى من غيره وفى هذا قال سبحانه:
"وما أتيناهم من كتب يدرسونها "
أم لكم كتاب فيه تدرسون أن لكم فيه لما تخيرون؟
سأل الله :
هل نساوى المطيعين لله بالمخالفين لحكمه ما لكم كيف تقضون؟
وسأل :
أم لكم كتاب فيه تدرسون أن لكم فيه لما تخيرون والمقصود هل عندكم وحى منه تتعلمون أن لكم فيه الذى تريدون والمراد أن الكفار ليس لديهم وحى من الله يقول:
أن لهم الرحمة وهى الحسنى فى الآخرة لو كان هناك أخرة وفى هذا قال سبحانه:
"أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون أن لكم فيه لما تخيرون"
الغفلة عن دراسة الوحى:
بين الله للناس أنه أنزل لهم الوحى وهو القرآن كى لا يعترضوا فى القيامة قائلين:
إنما أوحى الوحى إلى جماعتين ممن سبقونا وإنا كنا عن دراستهم غافلين والمقصود وإنا كنا عن تعلم الكتابين التوراة والإنجيل ساهين وهذا يعنى أنهم لم يعرفوا بهم والمراد لم يصلوا لعلمهم وفى هذا قال سبحانه:
"أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين "
نبى الله إدريس(ص)
أمر الله نبيه(ص)أن يقص فى القرآن قصة إدريس(ص)ومعنى اسمه فيما يبدو الدارس أى المتعلم على الخلق وهى أنه كان صديقا والمقصود صادق القول نبيا والمقصود رسولا وأدخلناه مقاما عظيما والمقصود وأسكناه موضعا حسنا هو الجنة وفى هذا قال سبحانه:
"واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا"
وبين الله أن رسله إسماعيل (ص)وإدريس(ص)وذا الكفل (ص)من الصابرين وهم المتبعين وهم الأخيار وبين أنه أسكنهم فى جنته لكونهم من الصالحين وهم المسلمين وفى هذا قال سبحانه:
"وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم فى رحمتنا إنهم من الصالحين"