البكم فى كتاب الله
البكم لا يرجعون :
وصف الله الكفار بكونهم صم بكم عمى والمقصود بالصم أنهم يسمعون كلام الله ولا يطيعونه والمقصود بالبكم أنهم يتكلمون بكلام الله ولا يتبعونه والمقصود بالعمى أنهم يعلمون بكلام الله وهو طريق الرشد ولكنهم لا يسيرون عليه ومن ثم هم لا يرجعون وشرحها الله بأنهم لا يعقلون والمقصود لا يؤمنون
وفى هذا قال سبحانه:
"صم بكم عمى فهم لا يرجعون"
البكم لا يعقلون :
بين الله أن قول الكفار:
بل نطيع ما وجدنا عليه آباءنا يشبه نداء وهو دعاء وهو قول الذى ينعق أى يزعق بالذى لا يعرف فى الوحى الإلهى كما بين الله أن الكفار صم بكم والمقصود لا يسمعون وحى الله ولا يتكلمون أى يعملون به وهم عمى لا يرون الحق ويرون الضلالة وهم لا يعقلون أى لا يطيعون الوحى الإلهى وفى هذا قال سبحانه:
"ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون"
البكم فى الظلمات :
بين الله أن الذين كذبوا بآياته هم صم وبكم فى الظلمات والمقصود أنهم عصاة مخالفين لأحكام الله فى جهنم فالصم يسمعون كلام الله ولا يطيعونه والبكم يتكلمون بكلام الله ولا ينفذونه وهو فى الظلمات والمقصود يعملون بالضلالات وهو قوله سبحانه :
"والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم فى الظلمات"
وتفسير ما سبق قوله:
"لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها"
فالمقصود بالصمم والبكم والعمى واحد وهو أن قلوبهم لا تفقه وليس معناه حواسهم الأذن واللسان والعين
شر الدواب البكم :
بين الله أن شر الدواب والمقصود أن أسوأ البرية وهم أسوأ الخلق فى حكم الله هم الصم البكم الذين لا يعقلون والمقصود العصاة المخالفين الذين لا يؤمنون
وفى هذا قال سبحانه :
"إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون"
وشرح الله الصم البكم بكونهم الكفار بقوله سبحانه:
"إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون"
الأبكم لا يقدر على شىء :
بين الله أن الأبكم وهو العاجز عن الكلام وهو الأخرس الذى لا ينطق لا يقدر على عمل شىء سليم وهو معتمد على ولى أمره فيما يعمل والولى عندما يأمره بفعل خير لا يفعله الأبكم لأنه لا يعرف معنى ما يقوله المرشد له
وفى هذا قال سبحانه :
"أحدهما أبكم لا يقدر على شىء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخيره