عطيه الدماطى
المساهمات : 2114 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مراجعة لكتاب اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم الثلاثاء مارس 14, 2023 7:43 pm | |
| مراجعة لكتاب اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم الكاتب هو أبي يحيى زكريا بن محمد بن زكريا السنيكي الأنصاري وموضوع الكتاب شروط التعلم والتعليم وأنواع العلوم وهى رسالة قصيرة حيث قال فى المقدمة: "... الحمد لله الذي شرف من فقه بالعلم والعمل ، وزينه بالهداية المقدرة في الأزل ، والصلاة والسلام على أشرف من خلقه الله عز وجل ، وعلى أصحابه المنزهين عن الفاحشة والسفاهة والزلل ، وبعد ... ... فهذه رسالة مشتملة على بيان شروط تعليم العلوم ، وتعلمها المضطرة ، وعلى حصر أنواعها ، وبيان حدودها ، وفوائدها المشتهرة المحررة ، وسميتها باللؤلؤ النظيم ، في روم التعلم والتعليم ." وقد تناول الأنصارى فى ابتداءها شروط التعلم والتعليم حيث قل : "... أما شروط تعلمها وتعليمها فاثنا عشر : أحدها : أن يقصد به ما وضع ذلك العلم له ، فلا يقصد به غير ذلك ، كاكتساب مال وجاه ، أو مغالبة خصم ، أو مكاثرة " والكاتب هنا يتناول هدف الإنسان من التعلم والتعليم وهو ما وضع له العلم ولم يفسر الهدف الذى يختلف من إنسان لأخر حسب دينه فالمسلم هدفه الحصول على سعادة الدنيا والآخرة معا وبألفاظ أخرى أن بعدل فى دنياه ليحصل على جنة الله وتناول فى الشرط الثانى أن كل واحد يتعلم ما يتفق مع طباعه حيث قال : ثانيها ... : أن يقصد العلم الذي يتعلمه طباعه ، إذ ليس كل أحد يصلح لتعلم العلوم ، ولا كل من يصلح لتعلمها يصلح / لجميعها ، ولا كل من يصلح لتعليمها يصلح لجميعها ، بل كل ميسر لما خلق له ." وهناك عدة أغلاط فى الكلام : الأول التعلم حسب الطباع وهو ما يعارض وجود علم لا يمكن أن يجهله المسلم وهذا يتعلمه كل المسلمين والمسلمات منا جاء فى الرواية : " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" الثانى عدم صلاحية كل واحد لتعلم كل علم والحقيقة أن كل النفوس واحدة صالحة لتعلم أى شىء كما قال سبحانه: " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة" والعلم الوحيد من ضمن العلم الذى يتعلمه المسلم حسب رغبته هو علم المهنة أى الوظيفة فكل واحد يختار مهنة معينة لتعلم أصولها للعمل بها وهذا العلم حسب الرغبة من الممكن ألا يكون إذا اتفقت الرغبات على مهن معينة دون مهن أخرى يحتاجها المجتمع فساعتها يجب على المجتمع أن يضطر بعض أفراده للعمل بالمهن التى لا يرغبها أحد وتناول غاية العلم حيث قال: "ثالثها ... : أن يعلم غاية ذلك العلم ؛ ليكون على ثقة من أمره ." لا توجد أساسا غايات لأنواع العلوم كلها سوى غاية واحدها وهى تعلم العلم وهو العدل للعمل به فى الحياة وتناول وجوب اتقان كل واحد للعلم الذى تخصص قيه حيث قال: "رابعها ... : أن يستوعب ذلك العلم من أوله إلى آخره ، تصويرا وتصديقا " وبالطبع اتقان العلم يقصد به علم الوظيفة التى يعمل بها وليس كل العلوم لأنه لا يوجد إنسان يتحمل تعلم كل العلوم نظرا لضيق الوقت وعدم تضييع العمر وتناول وجوب تعلمه علم الوظيفة من خلال كتبه التى تستوعبه كله حيث قال : "خامسها ... : أن يقصد فيه الكتب الجيدة ، المستوعبة لجملة الفن " وتناول وجوب وجود معلم للفرد حيث قال : "وسادسها ... : أن يقرأ على شيخ مرشد أمين ناصح ، ولا يستبد بنفسه ، وذكائه ." هذا الكلام مقبول فى حالة التعلم فى الصغر وأما فى حالة الكبر فقد تستمر الحاجة للمعلم وقد لا تستمر حسب الدرجة التى وصل لها المتعلم فقد يفوق التلميذ معلمه فى أحيان وحديثى هنا عن علم الوظيفة وأما العلم العام الذى يجب على كل مسلم فيؤخذ من المعلمين مع العودة إلى كتاب الله فى كل الأحوال كما قال سبحانه: " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله" فالمعلم ليس إلها وإنما هو بشر يصيب ويخطىء وتناول وجوب أن يتذاكر الفرد علمه مع أصحاب نفس التخصص حيث قال : "سابعها ... : أن يذكر به الأقران والأنظار ؛ طلبا للتحقيق ، لا للمغالبة على الإفادة والاستفادة ." فالتشاور مطلوب فى كل المهن وهى التخصصات للحصول على أحسن النتائج وتناول وجوب الاستمرار فى الحصول على علم التخصص ووجوب تعليمه لغيره حيث قال : "ثامنها ... : أنه إذا حصل ذلك العلم لا يضيعه بإهماله ، ولا يمنعه مستحقه ، لخبر( من علم علما نافعا وكتمه ، ألجمه الله تعالى يوم القيامة بلجام من نار ) ولا يؤتيه غير مستحقه ؛ لما جاء في كلام النبوة : لا تعلقوا الدر في رقاب الخنازير ، أي تؤثروا العلوم غير أهلها ." وهذا الكلام هو ما يسمونه التنمية الذاتية فى مجال المهنة وتناول وجوب أن يؤلف الفائق فى علم ما ما وصل إليه من العلوم فى كتب حتى تستفيد البشرية منه حيث قال: "تاسعها ... : أن يثبت ما استنبطه بفكره مما لم يسبق إليه لمن أتى بعده ، كما فعل من قبله، فمواهب الله تعالى لا تقف عند حد ." وهذا ما يسمونه فى عصرنا بتوثيق العلوم وإن كان تحت مسميات حرمها الإسلام مثل براءة الاختراع أو الملكية الفكرية لكون العلم مشاع يجب نشره وتناول الأنصارى أن على المتعلم فى تخصص ما ألا يعتقد أنه وصل لنهاية العلم وأنه عليه أن يتواصل مع الأخرين فى التخصص للاطلاع فقد يكونوا وصلوا لمعلومات لا يعرقها حيث قال: "عاشرها ... : أن لا يعتقد في علم أنه حصل منه مقدارا لا يمكن الزيادة عليه ، فذلك نقص وحرمان ." وتناول أن فى كل تخصص أى علم مهنة ما لا يسع أى عامل بها الجهل به حيث قال: "حادي عشرها : أن يعلم أن لكل علم حدا ، فلا يتجاوزه ، ولا ينقص عنه " وهذا الشرط متناقض مع الشرط التاسع وهو اثبات ما لم يصل إليه غيره فى كتاب وهو تجاوز لحد العلم التخصصى المعروف وتناول وجوب عدم إدخال العلوم فى بعضها عند التعلم أو المناظرة حيث قال : "ثاني عشرها : أن لا يدخل علما في علم آخر ، لا في تعلم ولا في مناظرة ؛ لأن ذلك يشوش الفكر " والمقصود من هذا الشرط ألا يكثر المتعلم على نفسه من العلوم فيعجز عن تعلمها وإنما عليه أن ينتهى من جزء جزء فى العلم حتى يستطيع اتقان العلم ورغم أن الكاتب حدد الشروط باثنى عشر فى بداية كلامه إلا أنه ذكر شرطا زائدا حيث قال : ثالث عشرها : أن يراعي كل من المتعلم والمعلم الآخر ، خصوصا الأول ؛ لأن معلمه كالأب ، بل أعظم؛ لأن أباه أخرجه إلى دار الفناء ، ومعلمه دله إلى دار البقاء ." وهذا الشرط خاص باحترام المعلمين ووجول تعهدهم بالرعاية كالآباء والأمهات فى التعامل وتناول أمراض الاشتغال بالعلم والتى تصيب بعض المتعلمين وتكون عائقا فى مجال التعلم حيث قال : "... واعلم أن للاشتغال بالعلم آفات كثيرة ، عدمها في الحقيقة له شروط ، فمنها : ـ الوقوف بالزمن المستقبل ، فيترك التعلم حالا ؛ لأن اليوم في التعلم والتعليم أنفع ، وأفضل من غدا وأفضل منه أمس ، والإنسان كلما كبر/ كثرت عوائقه . ... ... ـ ومنها الوقوف بالذكاء ، فكثير من فاته العلم بركونه إلى ذكائه، وتسويفه أيام الاشتغال. ـ ومنها التنقل من علم قبل إتقانه إلى آخر، ومن شيخ إلى آخر قبل إتقان ما بدأ به عليه ، فإنه هدم لما قد بني . ـ ومنها طلب الدنيا ، والتردد إلى أهلها ، والوقوف على أبوابهم . ـ ومنها ولاية المناصب ؛ فإنها شاغلة مانعة ، كما أن ضيق الحال أيضا مانع ." وقسم الكاتب العلوم لسبعة وأربعين علما وقسمها لأربعة أنواع شرعية وأدبية وعقلية ورياضية وهو تقسيم بلا دليل من كتاب الله وإنما مأخوذ فيما يظهر من كتب اليونان وكل ما زادوه هو العلوم الشرعية وهو قوله حيث قال : "... وأما حصر أنواع العلم فهي سبعة وأربعون علما وهي : ـ إما شرعية ، وهي ثلاثة : الفقه ، والتفسير ، والحديث . ـ وإما أدبية ، وهي أربعة عشر : علم اللغة ، وعلم الاشتقاق ، وعلم التصريف ، وعلم النحو ، وعلم المعاني ، وعلم البيان ، وعلم البديع ، وعلم العروض ، وعلم القوافي ، وعلم قريض الشعر ، وعلم إنشاء النثر ، وعلم الكتابة ، وعلم القراءات ، وعلم المحاضرات ، ومنه التواريخ . ـ وإما رياضة ، وهي عشرة : علم التصوف ، وعلم الهندسة ، وعلم الهيئة ، والعلم التعليمي ، وعلم الحساب ، وعلم الجبر والمقابلة ، وعلم الموسيقى ، وعلم السياسة ، وعلم الأخلاق ، وعلم تدبير المنزل . ـ وإمأ عقلية ، وهي عشرون : علم المنطق ، وعلم الجدل ، وعلم أصول الفقه ، وعلم أصول الدين ، والعلم الإلهي والطبيعي ، وعلم الطب ، وعلم الميقات ، وعلم النواميس ، وعلم الفلسفة ، وعلم الكيمياء ، وعلم الأرتماطيقي ، وعلم المساحة ، وعلم البيطرة، وعلم الفلاحة ، وعلم السحر ، وعلم الطلسمات ، وعلم الفراسة ، وعلم أحكام النجوم ." والحقيقة أن هناك علم عام وعام خاص فأما العلم العام فهو : أحكام الوحى الإلهى فهذه يجب أن يتعلمها كل مسلم ومسلمة لمعرفة الحلال من الحرام وأما العلم الخاص وهو جزء من العلم العام فهو علم الوظيفة ومن ثم يمكن اعتبار أى مهنة هى علم قائم بذلك كالطبابة والفلاحة والتمريض والتدريس .............. وتناول موضوعات كل علم من السبعة والأربعين حيث قال : "... وأما بيان حدودها وفوائدها : ... فعلم الفقه علم بحكم شرعي عملي مكتسب من دليل تفصيلي ، وفائدته امتثال أوامر الله ونواهيه . ... وعلم التفسير هو علم يعرف به معاني كلام الله تعالى من الأوامر والنواهي ، وغيرهما ، وفائدته الاطلاع على عجائب / كلامه تعالى ، وامتثال أوامره ونواهيه . ... وعلم الحديث رواية علم يشتمل على نقل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا ، أو فعلا ، أو تقريرا ، أو صفة ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في نقل ذلك . ... وعلم الحديث دراية علم يعرف به حال الرواية والمروي من حيث القبول والرد ، وفائدته معرفة ما يقبل وما يرد من ذلك . ... وعلم اللغة علم يعرف به أبنية الكلم ، ويقال : علم بنقل الألفاظ الدالة على المعاني المفردة ، وفائدته الإحاطة بها؛ لمخاطبة أهل اللسان، وللتمكن من إنشاء الخطب والرسائل .. ... وعلم الاشتقاق علم يعرف به أصل الكلم وفرعه ، وفائدته التمييز بين المشتق والمشتق منه . ... وعلم التصريف علم بأصول يعرف به أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في اللسان ، والتمكن في الفصاحة والبلاغة . ... وعلم النحو علم بأصول يعرف به أحوال أواخر الكلم إعرابا وبناء ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في اللسان . ... وعلم المعاني علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال ، وفائدته التمكن من مخاطبة أهل اللسان بذلك . ... وعلم البديع علم يعرف به وجوه تحسين الكلام ، بعد رعاية المطابقة ، ووضوح الدلالة ، وفائدته معرفة أحوال الشعر ، وما يدخل فيه من المحسنات ، وغيرها . ... وعلم العروض علم بأصول يعرف بها صحيح أوزان الشعر وفاسدها ، وفائدته لذي الطبع السليم أن يأمن اختلاط بعض البحور ببعضها ، وأن يعلم أن الشعر المأتي به أجازته العرب ، أو لم تجزه ، والهداية إلى الفرق بين الأوزان الصحيحة والفاسدة في النظم . ... وعلم القوافي علم يعرف به أحوال أواخر الأبيات / الشعرية من حركة وسكون ولزوم وجواز ، وفصيح وقبيح ، ونحوها ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في القافية . ... وعلم قريض الشعر علم يعرف به كيفية النظم وترتيبه ، وفائدته كيفية إنشاء القريض السالم من العيوب . ... وعلم إنشاء النثر علم يعرف به كيفية إنشائه ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في الإنشاء . ... وعلم الكتابة علم يعرف به أحوال الحروف في وصفها ، وكيفية تركيبها ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في الكتابة . ... وعلم القراءات علم بأصول يعرف بها أحوال ألفاظ القراءات من حيث النطق بها ، وفائدته معرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراء ، والقرآن كلام الله تعالى المنزل على نبيه ، المكتوب بين دفتي المصحف ، وفائدته سعادة الدارين . ... وعلم التصوف علم بأصول يعرف به صلاح القلب ، وسائر الحواس ، وفائدته صلاح أحوال الإنسان . ... وعلم الهندسة علم يعرف به خواص المقادير، الخط ، والسطح ، والجسم التعليمي ، ولواحقها وأوضاعها ، وفائدته معرفة كمية مقادير الأشياء . ... وعلم الهيئة علم يعرف به الأجرام البسيطة من حيث كميتها ، وكيفياتها ، وأوضاعها ، وحركاتها اللازمة لها ، وفائدته معرفة أعيان تلك الأجرام ، وكميتها ، وكمية كل مقدار منها ، وما يلحقها . ... والعلم التعليمي ما يبحث فيه عن أشياء موجودة في مادة كالمقادير والأشكال والحركات ، وفائدته معرفة أعيان تلك الأشياء ، وكميتها ، وكمية كل مقدار منها ، وما يلحقها ... وعلم الحساب علم بأصول يتوصل به إلى استخراج المجهولات العددية ، وفائدته صيرورة ذلك العدد من الحيثية المذكورة معلوما ؛ باستعمال قوانينه . ... وعلم الجبر علم بأصول يعرف بها ؛ لاستخراج كمية المجهول بمقدمات معلوماته ، وفائدته صيرورة تلك المقادير / المجهولة معلومة باستعمال قوانينها . ... ... 4 ب ... وعلم الموسيقى علم بأصول يعرف بها النغم ، وكيفية تأليف الألحان بعضها من بعض ، وفائدته بسطة الأرواح وقبضها ، ولهذا يستعمل في الأفراح ، وفي الحروب ، وعلاج المرضى . ... وعلم السياسة علم بأصول يعرف بها أنواع الرئاسات ، والسياسات الدنيوية وأحوالها ، وفائدته معرفة السياسات المدنية الفاصلة بين المظلومين ، والإنصاف بينهم . ... وعلم الأخلاق علم بأصول يعرف به أنواع الفضائل ، وكيفية اكتسابها ، وأنواع الرذائل ، وكيفية اجتنابها ، وفائدته الاتصاف بأنواع الفضائل ، واجتناب أضدادها . ... وعلم تدبير المنزل علم بأصول يعرف به الأحوال المشتركة بين الرجل وزوجته وولده وخدمه ، وفائدته انتظام أحوال الإنسان في منزله ؛ ليتمكن من كسب السعادة للآجلة والعاجلة ... وعلم المنطق علم بأصول تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الذكر ، وفائدته الاحتراز عن الخطأ في الفكر . ... علم الجدل علم بأصول يعرف به كيفية تقدير الأدلة، ورفع الشبهة عنها ، وفائدته معرفة تحرير المباحث الفقهية والأصولية ، ويستميل الفكر . ... وعلم أصول الفقه علم بأصول يعرف بها أدلة الفقه الإجمالية ، وطرق استفادة جزئياتها ، وحال مستفيدها ، وقبيل معرفتها ، وفائدته نصب أدلة على مدلولها ، ومعرفة كيفية الاستنباط . ... وعلم أصول الدين علم بالعقائد الدينية عن الأدلة التعيينية ، وفائدته معرفة ما يطلب اعتقاده . ... والعلم الإلهي علم بأصول يعرف به أحواله الموجودة ، وما يعرض لها ، وفائدته ظهور المعتقدات الحقة ، والمعتقدات الباطلة . ... والعلم الطبيعي علم يبحث فيه عن / أحوال الجسم المحسوس من حيث أنه معرض للتغيير ، وفائدته معرفة الأجسام الطبيعية البسيطة والمركبة ، وأحوالها ، ويقال علم الكلام بأنه مبني على أصول الفلسفة من أن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد ، وأن الواحد لا يكون قابلا وفاعلا معا ، وأن العادة ممتنعة ، وأن الوحي ، ونزول الملك محالان ، ونحو ذلك . ... وأما علم الكلام فمبني على أصول الإسلام من كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه ورسوله ، والإجماع والعقول الذي لا يخالفها . ... وعلم الطب علم يعرف به أحوال بدن الإنسان من صحة ومرض ، ومزاج وأخلاط ، وغيرها مع أسبابها من المأكل وغيرها ، وفائدته استعمال أسباب الصحة ، والإعلام بها . ... وعلم الميقات علم يعرف به أزمنة الأيام ، والليالي وأحوالها ، وفائدته معرفة أوقات العبادات ، وتوخي جهتها . ... وعلم النواميس علم يعرف به أحوال حقيقة النبوة وأحوالها ، ووجه الحاجة إليها ، والناموس يقال للوحي ، وللملك النازل ، وللسنة ، وفائدته بيان وجوب النبوة ، وحاجة الإنسان إليها في حياته ومعاده . ... وعلم الفلسفة ، ويسمى عند بعضهم علم الأخلاق وتدبير المنزل علم بأصول يعرف به حقائق الأشياء والعمل بما هو أصله ، وفائدته العمل بما ارتضاه العقلاء من حسن وقبيح . ... وعلم الكيمياء علم بأصول يعرف به معدن الذهب والفضة ، وفائدته الانتفاع بما يستخرج منها ويتفرع عن علم ذلك علم آخر . علم الأرتماطيقي علم بأصول يعرف بها أنواع العدد ، وأحواله ، وكيفية تولد بعضه من بعض ، أي من حيث أنه زوج أو فرد ، أو زوج زوج ، وفرد فرد ، ونحوها ، وفائدته ارتباط / الذهن بالنظر في المجرد من المادة ولواحقها . ... ... ... ... ... وعلم المساحة علم يعرف به استخراج مقدار أرض معلومة بنسبة زرع أو غيره ، وفائدته العلم بمقدارها . وعلم البيطرة علم بأصول يعرف بها أحوال الدواب من صحة أو مرض ، وفائدته استعمال ما يصلح لها . وعلم الفلاحة علم يعرف به أحوال النبات من تنميته ، والقي والعلاج ، وفائدته معرفة حاله من نمو وغيره . وعلم السحر والطلسمات علم بكيفية استعدادات تقدر بها النفوس البشرية ، وعلم ظهور التأثير في عالم العناصر إما بلا معين ، أو بمعين سماوي ، فالأول السحر ، والثاني الطلسمات ، وفائدتهما تغير الشيء من حال إلى حال . وعلم الفراسة معاينة المغيبات بالأنوار الربانية ، بسبب تفرس آثار الصور ، وفائدته الإخبار بما ظهر بالتفرس . وعلم التعبير ، الرؤيا علم يعرف به الاستدلال من المخيلات الحكمية على ما شاهدته النفس حال النوم من عالم الغيب ، فخيلته القوة المخيلة بمثال يدل عليه في عالم الشهادة ، وفائدته الإخبار بما ظهر بالاستدلال بما ذكر وعلم أحكام النجوم علم يعرف به الاستدلال بالتشكلات الفلكية على الحوادث السفلية ، وفائدته العمل بما ظهر بالاستدلال بما ذكر . واعلم أن بعض العلوم المذكورة قد يدخل في بعض منها ، ولا تنافي ، فإن علم الفرائض وإن كان داخلا في الفقه ، قد أفرد على حدته ، وكعلم الأرتماطيقي وإن كان داخلا في العلم التعليمي ، قد أفرد على حدة ." ومع أنه ذكر 47 علما فإن المكتوب 44 أو45 علما وفى الفقرة الأخيرة تحدث عن تداخل العلوم مع بعضها البعض اضطرارا وهو ما يتناقض مع أحد الشروط التى قالها فى التعلم وهو بعدم تداخل العلوم المتعلمة | |
|