قصيدة ابن حجر الهيثمى المصطفى حى طرى
القصيدة منسوبة لابن حجر الهيثمى وهى مبنية على روايات كاذبة تكذب كتاب الله فى العديد من المواضع ومحاولة اصلاحها غير ممكنة فى تصورى حسيب القرآن لأن المواضع المخالفة كثيرة
وتبدأ القصيدة بالصلاة على النبى(ص) بالقول :
"صلاة الله ما لمعت بروق
على طه محمد الرسول"
والصلاة على الرسول (ص) ليست مطلوبة فى كل وقت وحين وإنما مطلوبة عندما يأتى ذكره فى أثناء الكلام مع أنها لم تعد ذات فائدة له منذ موته لأن الصلاة المقصود بها الدعاء له بالرحمة والمغفرة أى بالسلام والراحة وبألفاظ أخرى بدخول الجنة وهو ما حدث له منذ موته حيث دخل الجنة
وقال الشاعر :
"تواترت الأدلة والنقول
فما يحصى المصنف ما يقول
بأن المصطفى حى طرى
هلال ليس يطرقه أفول"
وأما أن المصطفى حى فى أرضنا فهذا تكذيب لقوله سبحانه :
"إنك ميت وإنهم ميتون"
وأما كونه هلال فتكذيب لكونه سراج منير كما قال سبحانه :
"يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا"
والسراج يطلق على الشمس وليس على القمر وحتى من الناحية التشبيهية فالمفترض أن يشبه بالبدر الكامل وليس بالهلال الناقص
وأما كونه طرى بمعنى أن جسمه فى قبره ما زال كما كان فى حياته فهو تكذيب لقوله سبحانه:
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
فكل أجسام الموتى تتفتت لا فرق بين إنسان وأخر
وقال الشاعر:
"وأن الهاشمى بكل وصفٍ
جميل لا يغيره الحلول
وأن الجسم منه بقاع لحدٍ
كوردٍ لا يدنسه الذبول
وأن الدود لا يأتى اليه
كذا الآفات ليس لها وصول
ولم تأكل له الغبراء لحماً
ولا عظماً واثبت ما أقول"
وهذه الأبيات تكرر خرافة بقاء الجسم طرى فى القبر والتى تكذب قوله سبحانه السابق ذكره:
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
كما أن بقاء الجسم كما هو يتعارض مع اعترافه ببشريته التى قال فيها سبحانه على لسانه:
"قل إنما أنا بشر مثلكم"
وأما قوله عن نزول الملائكة الأرض عند القبر كل وقت وهو :
"وتأتيه الملائك كل حينٍ
تحييه وتسمع ما يقول
وتأتيه بأرزاق حسان
وبرٍ حيث يأمرها الجليل"
فيكذب عدم نزول الملائكة الأرض وبقائها فى السموات لعدم اطمئنانها وهو خوفها من النزول كما قال سبحانه:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وقوله سبحانه:
" وكم من ملك فى السموات"
وأما كون النبى(ص) حى فى الأرض يأتيه الرزق الحسن فى القبر فكذب محض لأنه فى الجنة الموعودة فى السماء التى قال الله فيها :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وهو ما يثبته قوله أيضا:
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وأما قوله عن صلاة النبى(ص) الصلوات المفروضة وصومه وحجه فى قبره وهو :
"ويُطهر للصلاة بماء غيبٍ
ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلى فى الضريح صلاة خمسٍ
دواماُ لا يمل ولا يميل
وصومٍ ثم حجٍ كل عام
يجوز عليه بل لا يستحيل"
فخرافة وأسطورة تتعارض مع كون الدنيا الأرضية دار الابتلاء وهو أداء الفرائض وهى الأحكام هى الحياة الدنيا قبل الموت وأما ما بعد الموت فلا يوجد تكليف بالصلاة أو الصوم أو الحج
والسؤال كيف جاز أن يحج الميت فى قبره وهو لا يتحرك منه بينما المسجد الحرام بعيد عن قبره عشرات الأميال
وأما عرض أعمال الناس عليه فهو من ضمن التخريف حيث قال الشاعر:
"كذا الأعمال تعرض كل يومٍ
عليه كى يسر بها الرسول
فان كانت صلاحاً قام يدعو
إلى المولى ليقبل ما يقول
وإلا غير ذلك فهو يدعو
ليغفرها وقد صفح الجليل"
والسؤال:
كيف تعرض أعمال الناس على مخلوق منهم وهو محاسب مثلهم كما قال سبحانه "ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء "؟
وحتى لو افترضنا عرض الأعمال عليه فى الجنة فهذا سيحزنه على أقاربه الكفار وغير الكفار خوفا عليهم من دخول النار بسبب ما يرتكبونه من ذنوب والجنة ليس بها حزن كما قال سبحانه :
"جنات عدن يدخلونها يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن "
وأما أن القبر قطعة من الجنة حسبما قال الشاعر:
"وبقعته التى ضمته قطعاً
رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذى ضم الطوايا
تشرّف حيث حلّ به النزيل"
فهو تكذيب لكون الجنة حاليا فى كتاب الله فى السماء عند سدرة المنتهى كما قال سبحانه:
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
فالجنة والنار الموعودتين حاليا فى السماء حيث تصعد النفوس وهى الأرواح إليها بعد الموت كما قال سبحانه:
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
ويبلغ الكذب بالشاعر مداه عندما يقول أن القبر أفضل من السموات والأرض والعرش والجنة بقوله:
"وأفضل من سموات وأرضٍ
وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدنٍ
وفردوس بها خير جزيل"
وكيف يكون القبر أفضل من السموات والأرض وهو قطعة من الأرض ؟
فالمفترض أنه لكى يكون أفضل أن يكون خارج نطاق الاثنين ولكنه موجودة فى قطعة من إحداهما
ثم كيف يفوق القبر البيت الحرام وعرش الله فضلا بلا نص من كتاب الله حيث لا ذكر للقبر ولا حتى بصاحبه الذى حولناه من بشر رسول إلى مخلوق يفوق كل المخلوقات مع أن الله طالبنا أن نقول كمسلمين :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
فلا يمكن أن نفضل محمد(ص) على أى رسول(ص) أخر فكلهم سواء عندنا
وأعاد الشاعر ما بدأ به من كون النبى(ص) حيا فى القبر هو والرسل(ص) جميعا وأنهم يصلون إلى كل أنحاء الأرض وأن القبر الوحيد المعلوم هو قبر محمد(ص) وهو قوله حيث قال :
"وفى القبر الشريف تراه حياً
إلى كل البقاع له وصول
كذاك الأنبياء والرسل قطعاً
بأجداث لها ظل ظليل
ولم تعلم مقابرهم بأرضٍ
يقينا غير ما سكن الرسول
وفى حبرون أيضاً ثم غارٍ
بها رسل كرام والخليل
ولو لا أنه حى حرىٌ
بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس اليه حقاً
تسلم حيث تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى
ويرجو أن يكون له قبول"
وهذا الكلام تكذيب لأقوال عدة فى القرآن وحتى فى الروايات فكيف يتواجد الرسل(ص)مثلا فى الأرض بينما هم فى روايات حديث الإسراء فى السموات حيث قابلهم ؟
وكما سبق القول الرسل(ص ) موتى فى الأرض كما قال سبحانه:
" ما جعلنا لأحد من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"
وأما هم حاليا ففى جنة السماء الموعودة أحياء وليسوا فى الأرض بأى حال من الأحوال
وكما هى العادة فى خداع العامة بالآيات وهى المعجزات فالإبل تتشوق للنبى(ص) وتبكى كما فى قول الشاعر:
"كذاك النوق فى الوادى ينادى
لها الحادى وطاب لها المقيل
تمد رقابها شوقاً اليه
وأدمعها كسيلٍ اذ يسيل"
وهو ما يكذب منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس بقوله :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ويواصل الشاعر أكاذيبه عن لقاء النبى(ص) للناس فى المسجد النبوى وسماعه لصلاتهم عليه حيث يقول:
"ويلقاهم إذا وفدوا اليه
وينظرهم إذا ازدحم القفول
ويسمعهم إذا صلوا عليه
بأذنيه فقصّر يا ملول"
وهذا الكلام يكذب عدم سماع الموتى كما قال سبحانه فى الآية التى يقول ظاهرها:
"وما أنت بمسمع من فى القبور"
وما سمعنا أن أحد ذهب للمسجد النبوى فوجد النبى(ص) جالسا أو واقفا فى استقباله
ويجعل الشاعر كل تلك الأكاذيب اعتقاد واجب فى دين الله حيث قال:
"ومن لم يعتقد هذا بطه
يقينا فهو زنديق جهول"
والأعجب الأغرب أنه يعلن طلبه الاستجارة وهى الاستغاثة بميت هو النبى(ص) حيث قال :
"عبيد هيثمى مستجير
بمن حطت بساحته الحمول"
وبالطبع الاستجارة وهى الاستغاثة بميت لا يقدر على نفع نفسه هى عمل من أعمال الشرك ولا يجوز الاستجارة إلا بالله من حيث الأخذ بالأسباب التى أباحها كالاستعانة بحى كالطبيب عند المرض أو بمار حى عند السقوط على الأرض وما شابه هذا
وأنهى الشاعر القصيدة بتكذيب أخر وهو أن الله يصلى علي النبى (ص) فى كل وقت حيث قال :
"عليه الله صلى كل حين
مدى الأيام ما شدت حمول
وآلٍ ثم صحبٍ ما تدانى
من الأقطار سيل اذ يسيل"
ولو كانت الصلاة على محمد(ص) هى كل ما يعمله الله فماذا نفعل فى قوله سبحانه:
" كل يوم هو فى شأن"
فالله لا ينشغل بمحمد(ص) الذى هو مجرد عبد خلقه " سبحان الذى أسرى بعبده" وإنما الله كل يوم فى شأن مختلف