عطيه الدماطى
المساهمات : 2113 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: خواطر حول مناظرة السيد الحميري مع سوار القاضي في الرجعة السبت فبراير 25, 2023 8:03 pm | |
| خواطر حول مناظرة السيد الحميري مع سوار القاضي في الرجعة هذه المناظرة من كتب التاريخ الكاذبة موضوعها هو الرجعة بمعنى: البعث للحياة الدنيا مرة أخرى فى صورة أخرى غير صورة الإنسان لمن ارتكبوا الذنوب انتقاما منهم والمناظرة كما وردت فى كتب التاريخ هى : "قال الحرث بن عبيد الله الربعي: كنت جالساً في مجلس المنصور وهو بالجسر الاَكبر، وسوار ـ بن عبد الله القاضي ـ عنده، والسيد ينشده: آتاكم المُلك للدنيا وللدين ... * ... إنّ الاِله الذي لا شيء يشبهه حتى يقاد إليكم صاحب الصين ... * ... آتاكم الله ملكاً لا زوال له وصاحب الترك محبوس على هون ... * ... وصاحب الهند مأخوذ برمّته حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور، فقال سوار: هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه، والله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم، وإنّه لينطوي في عداوتكم. فقال السيد: والله إنّه لكاذب، وإنني في مديحك لصادق، ولكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وإن انقطاعي ومودّتي لكم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي، وإن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والاِسلام، وقد أنزل الله عزّ وجلّ على نبيه (ص) في أهل بيت هذا: (إنَّ الذينَ يُنادُونَكَ مِن وَرَاءِ الحُجُراتِ أكثَرُهُم لا يَعقِلونَ) فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنّه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما. فقال السيّد: أما قوله بأنّي أقول بالرجعة فإنَّ قولي في ذلك على ما قال الله تعالى: (وَيَومَ نَحشُرُ مِن كلِّ أُمّةٍ فَوجاً ممّن يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهم يُوزعُون) وقد قال في موضع آخر: (وَحَشَرناهُم فَلم نُغادِر مِنهُم أحَداً) فعلمت أن هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص، وقال سبحانه: (رَبَّنا أَمَتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فَاعترفنا بذُنوبِنا فَهل إلى خروج من سَبيلٍ) وقال الله تعالى: (فَأمَاتَهُ الله مائةَ عام ثمَّ بعثهُ) وقال الله تعالى: (ألم تَرَ إلى الذينَ خَرجوا مِن دِيارِهِم وَهُم أُلوفٌ حَذَرَ الموتِ فَقَالَ لَهُم الله مُوتوا ثُمَّ أحياهُم) فهذا كتاب الله عزّ وجلّ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله «يُحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة» وقال صلى الله عليه وآله: «لم يجر في بني إسرائيل شيء إلاّ ويكون في أُمّتي مثله حتى المسخ والخسف والقذف» وقال حذيفة: «و الله ما أبعد أن يمسخ الله كثيراً من هذه الاَمّة قردة وخنازير» فالرجعة التي نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنّة، وإنّني لاَعتقد أن الله تعالى يرد هذا ـ يعني سواراً ـ إلى الدنيا كلباً، أو قرداً أو خنزيراً، أو ذرة، فإنّه والله متجبّر متكبّر كافر. قال: فضحك المنصور وأنشد السيّد يقول: عند الاِمام الحاكم العادل ... * ... جاثيت سوّاراً أبا شملة عند الورى الحافي والناعل ... * ... فقال قولاً خطلاً كلّه في أهله بل لجّ في الباطل ... * ... ما ذبَّ عمّا قلت من وصمة قد بان كذب الاَنوك الجاهل ... * ... وبان للمنصور صدقي كما من رسله بالنيّر الفاضل ... * ... يبغض ذا العرش ومن يصطفي فُضِّل بالفضل على الفاضل ... * ... ويشنأ الحبر الجواد الذي أدّوا حقوق الرسل للراسل ... * ... ويعتدي بالحكم في معشر فصار مثل الهائم الهائل... * ... فبيّن الله تزاويق هال فقال المنصور: كفّ عنه. فقال السيد: يا أمير المؤمنين، البادي أظلم، يكفّ عنّي حتى أكفّ عنه. فقال المنصور لسوار: تكلّم بكلام فيه نصفة، كفّ عنه حتى لا يهجوك" ولا يهمنا أساسا الحكاية التى لم تحدث من أساس وإنما ما يهمنا هو أن الكفار الذين كتبوها كتبوها كى يثبتوا أمورا ليست من الدين وهى : التقمص والتناسخ وهى عقائد راسخة فى ديانات الهند والصين وغيرهما من بلاد الشرق على وجه الخصوص وهو لا يعتقدون فى وجود قيامة ما يهمنا هو الاستدلال بالآيات على صحة الرجعة المزعومة فى الدنيا والتى تنفيها آية صريحة واضحو وضوح الشمس ولكن الكفار لا يذكرونها حرصا على تضليل الناس وهى : " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون" وأما الأدلة التى استدلوا بها على الرجعة فهى (وَيَومَ نَحشُرُ مِن كلِّ أُمّةٍ فَوجاً ممّن يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهم يُوزعُون) أين الدليل على الرجعة فى الآية؟ لا يوجد فهى تتحدث عن يوم الحشر (وَحَشَرناهُم فَلم نُغادِر مِنهُم أحَداً) نفس الكلام الآية فى الحشر يوم القيامة (رَبَّنا أَمَتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فَاعترفنا بذُنوبِنا فَهل إلى خروج من سَبيلٍ) هذا قول الكفار ومع أنه قول صادق فإنه لا يدل على الرجعة المزعومة فحياة الناس ألأولى هى حياة الابتلاء وهو الاختبار فى الدنيا وأما الحياة الثانية فهى حياتهم فى النار فى البرزخ وأما الموت الأول فهو الموت الدنيوى فى الأرض وأما الموت الثانى فهو الموت يوم القيامة فى بدايته وأما قوله : (فَأمَاتَهُ الله مائةَ عام ثمَّ بعثهُ) فهو فى فرد شك فى البعث وليس فى كل فرد لأنها معجزة وكذلك معجزة إماتة الله للفارين من الموت بالمرض فى قوله تعالى : (ألم تَرَ إلى الذينَ خَرجوا مِن دِيارِهِم وَهُم أُلوفٌ حَذَرَ الموتِ فَقَالَ لَهُم الله مُوتوا ثُمَّ أحياهُم)" وكلها لا علاقة بها بالرجعة العقابية فلم يقل الله أنهم تحولوا لأشياء غير الإنسان وأما الروايات التى استدل بها فهى: «يُحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة» فالحديث رغم بطلانه يتكلم عن يوم القيامة وليس عن الرجعة قبله وأما قولهم «لم يجر في بني إسرائيل شيء إلاّ ويكون في أُمّتي مثله حتى المسخ والخسف والقذف» وقولهم: «و الله ما أبعد أن يمسخ الله كثيراً من هذه الاَمّة قردة وخنازير" فباطل فلا يوجد شىء شاهده البشر من المسخ لحيوانات وبيس كل ما جرى لبنى إسرائيل يمكن أن يجرى لمن بعدهم فمثلا انشقاق البحر لم يحدث وتحول العصا لثعبان لم يحدث مع غيرهم | |
|