الحيوانات والجرائم

الحيوانات والجرائم:
المراد بالعنوان هو أن الحيوانات ترتكب ما يسمى تجاوزا مخالفات على نوعين وهى قطعا ليست مخالفات فى شريعة الحيوان :
النوع الأول المخالفات المتعمدة من قبل صاحبها أو مدربها أو مستخدمها مثل تدريب أحدهم القرد على السرقة أو تلغيم حيوان لتفجير مكان أو شىء أو وضع ثعبان فى مكان نوم أحدهم لقتله ... وكل جريمة من هؤلاء يعاقب صاحبها بنفس عقوبات الفاعل الأصلى فمن درب القرد على السرقة تقطع يده لقوله سبحانه:
" والسارقة والسارقة فاقطعوا أيديهما"
وبالقطع الحيوان المستخدم فى السرقة لا يعاقب لكونه غير مكلف أى ليس إنسان يطبق عليه الشرع
ومستخدم الثعبان للقتل يقتل إن ثبتت الجريمة عليه بالشهود قصاصا كما قال سبحانه"كتب عليكم القصاص فى القتلى"
النوع الثانى مخالفات مؤذية غير متعمدة من قبل صاحب الحيوان مثل جرح الحيوان لإنسان أو دهسه لإنسان أو إتلافه لشىء ...وهى ناتجة من إهمال ربط الحيوان وكل مخالفة لها عقابها فالجرح يعالج على حساب صاحب الحيوان أو العامل الذى أهمل فى حبسه أو مسكه ويدفع المهمل الدية إن تسبب فى عاهة أو ما شابه حسب قدرته المالية والحيوان الذى يتلف زرع أو شىء على صاحبه إصلاح الشىء التالف إما بدفع ثمنه أو ترميمه حتى يعود كما كان وذلك كما فى قصة الحرث والغنم التى أفسدت الحرث وهو الزرع وفيها قال سبحانه:
"وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما"
وهناك مخالفات من الحيوانات ضد بعضها ينتج عنها خسارة لإنسان كتناطح ثورين من الأنعام حيث يموت أحدهم أو يجرح والحكم فى تلك الحالة حسب الناتج من عراك الحيوانات فمثلا إذا قتل ثور ثور يأخذ صاحب الثور القتيل الثور الأخر كتعويض عن ثوره أو يدفع صاحب الثور القاتل ثمن الثور القتيل
ومثلا إذا جرح حيوان حيوان أخر يقوم صاحب الحيوان الجارح بعلاج الحيوان الأخر وإذا جرح الاثنان يعالجان على حساب صاحبى الثورين فإن وجد بأحدهما عيب زائد بعد العلاج يدفع محدث العيب الأكبر دية أى تعويض لصاحب المجروح الجرح الكبير
وهذه المخالفات الحكم فيها على أساس قوله سبحانه:
"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"