عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: نظرات فى درس النفخ في الصور الخميس فبراير 16, 2023 7:26 pm | |
| نظرات فى درس النفخ في الصور المحاضرة أو الدرس موضوعه هو النفخ فى الصور وقد ابتدأ الكاتب بذكر بعض الآيات فى الموضوع حيث قال: "نحن الآن على موعد مع حدث هام يحدث حين قيام الساعة ألا وهو النفخ فى الصور وإليك هذه الآيات الكريمة : {يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا(102)يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا(103)نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما(104)ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا(105)فيذرها قاعا صفصفا(106)لا ترى فيها عوجا ولا أمتا(107)يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا(108) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا(109)يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما } [ طه : 102 -110 ] وقد ابتدأ بتعريف الصور من خلال الروايات بأنه قرن ينفخ والنافخ هو إسرافيل حيث قال: "أولا : ما هو الصور ؟! ومن هو صاحبه ؟ ما هو الصور ؟! اسمع الجواب من سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث الصحيح الذى رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذى وغيرهم ، من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال : جاء أعرابى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ما الصور ؟! فقال : (( قرن ينفخ فيه وصاحب هذا القرن هو إسرافيل)). وفى الحديث الذى رواه الحاكم فى المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبى وهو كما قال ، من حديث أبى هريرة رضى الله عنه يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ما أطرف صاحب الصور منذ أن خلقه الله ووكله بذلك فهو ينتظر بحذاء العرش ما أطرف ينتظر متى يأمر كأن عينيه كوكبان دريان )) . يقول الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود والترمذى وصححه الألبانى بشواهده من حديث أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنا جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ ؟ )) فثقل ذلك على أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - وشق عليهم فقالوا : كيف نصنع ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : (( قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل )) وفى رواية (( قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا ))" وكل الروايات السابقة باطلة فلا وجود للصور بمعنى قرن ينفخ فيه ملاك من الملائكة فالرواية الأولى تتحدث عن أن الصور هو قرن بينما الله يقول أن النفخ هو الدعوة كما قال سبحانه: "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون" فالصور إذا آلة يتم التحدث فيها وليس قرن يصدر صوتا كقرون الحيوانات وقد سماه الله الناقور فى قوله : "فإذا نقر فى الناقور" فالناقور حسب المعنى المعروف هو الطبل وهذا غير النفخ بينما المعنى أن الله أمر بكلمة كن الغريب أن فى كل آيات القرآن لا تتحدث الآيات عن وجود ملاك مختص بالصور أى الناقور والرواية الثانية أن عمل الملاك منذ بداية الدنيا هو أنه ممسك بالصور لا يعمل أى شىء غير انتظار أمر الله بالنفخ وهو ما يخالف أن الملائكة تعمل كل شىء مطلوب منها كالتسبيح كما قال سبحانه: " ويسبحون بحمد ربهم " ولو أخذنا بالرواية فهذا معناه أن ذلك الملاك لم ينم من بداية الخلق حتى القيامة وهو كلام بلا دليل فالله هو الذى لا ينام والغلط فى الرواية الثالثة أن الرسول (ص)لا ينعم وإنما يحزن يوم القيامة ويعارض هذا أن المسلمين والرسول (ص) واحد منهم لا يحزنون يوم القيامة كما قال سبحانه: "لا يحزنهم الفزع الأكبر" وتحدث عن أن القيامة تقوم يوم الجمعة من خلال الروايات حيث قال : "بل وقد حدد لنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - اليوم الذى يأمر الله فيه إسرافيل بالنفخ فى الصور ، ففى الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : (( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، وفيه تقوم الساعة )) وفى راوية أخرى (( وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على )) . فيأمر الله جل وعلا إسرافيل بالنفخ فى يوم جمعة ، متى هو ؟ الله أعلم لأننا قبل ذلك أصلنا أن القيامة لن تقوم إلا على شرار الخلق إذ أن رب العالمين قد يرسل ريحا طيبة باردة لتقبض أرواح المؤمنين علىظهر الأرض حتى لو دخل المؤمن فى كهف أو غار فى جبل تدخل هذه الريح لتقبض روحه ولا يبقى فى الأرض إلا شرار الخلق ، وعليهم تقوم الساعة " وهذه الروايات كاذبة لأنها تعارض أن الله وحده هو الذى يعلم متى تقوم فى أى يوم تقوم وفى أى ساعة وفى أى دقيقة ولم يخبر بها أحد كما قال سبحانه: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها" ونلاحظ أن الآية تتحدث عن نفى علمها عن الرسول(ص) بقولها" فيم أنت من ذكراها" وتناول الكاتب ما أسماه نفخة الفزع حيث قال: "ثانيا : نفخة الفزع: قال الله تعالى : { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين } . [ النمل : 87 ] . اختلف أهل العلم فى من استثنى الله جل جلاله : قال بعضهم : إنهم الأنبياء ، ومنهم من قال : أنهم الشهداء فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ومنهم من قال : هم الملائكة ، ومنهم من قال : بل هم جبريل وإسرافيل ومكائيل وعزرائيل وحملة العرش فقط . ومنهم من قال : هم حور العين فى جنات رب العالمين . ومنهم من قال : نبى الله موسى عليه السلام هو المستثنى فى قوله تعالى : { فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } . واحتجوا على ذلك بحديث صحيح رواه البخارى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : (( أنا أول من يفيق بعد النفخة فإذا أنا بموسى آخذ بالعرش فلا أدرى أكان ممن أفاق قبلى أم كان ممن استثناهم الله جل جلاله )) . لذا فأنا أقول بأن الجزم بمن استثنى الله فى هذه الآية غير دقيق ، فإذا كان معلم البشرية كلها لم يجزم لنبى الله موسى ، إذا كان النبى سكت عن ذلك فلا ينبغى لأهل العلم قاطبة أن يجزموا لمن استثناهم الله فى الآية فعلم الله لا ينال إلا بالخبر الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ففزع من فى السموات ومن فى الأرض ..!! أى تنفك كل صلات الكون وروابطه ، تتزلزل الأرض كالقنديل المعلق فى سقف المسجد وترتج بأهلها رجات عنيفة مزلزلة ، ما من أحد يسمع هذه الصيحة إلا وقد رفع لينا - أى رفع صفحة عنقه وأما من أخرى يستمع إلى هذه الصيحة التى قد أفزعت كل حى من أهل السماء ومن أهل الأرض" وأما المستثنون فليسوا كما قال المحاضر مستثنين من البعث وإنما مستثنون من الفزع وهو الخوف والحزن وهو ما أوضحه الله أن المستثنون من الفزع هم المؤمنون عبر العصور حيث قال: "لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون" وقال: "من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون" وأدخلنا الكاتب أو المحاضر فى أمور بعيدة عن الموضوع الأساسى من خلال وصف أحداث القيامة حيث قال: "تصور معى هذه المشاهد التى تخلع القلب لتقف على حجم وكم هذا الفزع الذى لا نسيح له البتة ، فالشمس قد ذهب ضياءها ، والكواكب ما عادت تضئ ، تناثرت هنا وهناك وتمزقت بأمر الله . البحار والأنهار ما عادت تحوى بطونها ماء ، فماءها تحول نار أجاج ، الجبال من أرساها جعلها دكاء ، أصبحت الآن قطع متناثرة كالعهن المنفوش . ولك أن تعيش هذه الأحداث بقلبك وعقلك وكيانك حتى تقف على الهول الذى سينتاب هذه الأرض التى تراها الآن ، تأمل هاتين الآيتين : { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها } تصور معى قول النبى - صلى الله عليه وسلم - : (( من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى العين فليقرأ إذا الشمس كورت وليقرأ إذا السماء انفظرت وليقرأ إذا السماء انشقت )). فلنقرأ معا قول الله تعالى : { إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سجرت وإذا النفوس زوجت وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت وإذا الصحف نشرت وإذا السماء كشطت وإذا الجحيم سعرت وإذا الجنة أزلفت علمت نفس ما أحضرت } { إذا الشمس كورت } بعد هذه النفخة يحدث انقلاب هائل فى الكون عامة ، فتكوير الشمس هو أن الشمس التى تمدنا الآن بالضوء والدفء والحرارة كل هذا ينسحب ، وتظلم الشمس التى يضرب بضوءها كل ضياء . قال ابن عباس : أى جمعت ووضعت تحت العرش . ...سبحان الله!! تدبر جيدا قول الملك : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا(105)فيذرها قاعا صفصفا(106)لا ترى فيها عوجا ولا أمتا(107)يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا(108)يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا(109)يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما(110)وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما } { وإذا العشار عطلت } العشار : هى النوق وهى من أغلى ما يمتلكه العربى فى الجزيرة العربية إذا سمع الناس وأهل الأرض جميعا نفخة الفزع، فلا ينظر الرجل إلى هذه النوق ، ما عادت تمثل له شئ أنذاك لأنه حدث لهم ما يشغلهم عن زخارف الدنيا . ....تدبر جيدا هذه الآيات .. { إذا السماء انفطرت(1)وإذا الكواكب انتثرت(2)وإذا البحار فجرت(3)وإذا القبور بعثرت(4)علمت نفس ما قدمت وأخرت } { إذا السماء انشقت(1)وأذنت لربها وحقت(2)وإذا الأرض مدت(3)وألقت ما فيها وتخلت(4)وأذنت لربها وحقت } { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم(1)يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } تدبر وتصور جيدا هذه المشاهد لتقف على حجم الهلع العظيم والفزع الذى يحدث يوم زلزال القيامة الكبير الذى لا شبيه له البتة . { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار(42)مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء(43)وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال(44) وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال(45)وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال(46)فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام(47)يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار(48)وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد(49) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار } [ قف مع قول الله جل وعلا : { وأفئدتهم هواء } أى من فزع وهلع اليوم الموعود ، أفئدتهم خلت من القلوب ، أين القلوب ؟!! خرجت من الصدور ، إلى أين ؟!! إلى الحناجر ... لماذا ؟!! من الفزع !! { وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر } الله أكبر ... يخرج القلب من مكانه فى الصدر إلى الحنجرة من شدة الهول والهلع والفزع ." وكل هذا الكلام المفترض أنه خارج نطاق موضوع النفخ ولكنه عاد للنفخ مرة أخرى ذاكرا رواية تخالف علم الله وحده بالقيامة ومواعيد أحداثها حيث قال: "أى فزع هذا ؟!! أى هلع هذا ؟!! قمة الهول !! قمة الفزع !! وهذا تصور قاصر ، لكن لو تدبرت المعانى أعطاك الله جل جلاله قدر صفاءك وإخلاصك وصدقك لتقف على حجم هذه المشاهد المروعة . هذه النفخة تمضى فترة من الزمن ... هل تعلمها ؟ .. بالطبع لا فقد ثبت من حديث أبى هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : (( بين النفختين أربعون )) قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال : أبيت ، قالوا : أربعون شهرا ، قال : أبيت ، قالوا : أربعون سنة ، قال : أبيت . ما معنى أبيت ؟ قال أبيت أن أسأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فعلم هذه الأربعين عند رب العالمين ، وبعد الأربعين يأمر الله جل وعلا إسرافيل أن ينفخ فى الصور النفخة الثانية وهذا هو عنصرنا الثالث ." وكما سبق الكلام فالرسول(ص) لا يعلم أى شىء عن مواعيد أحداث القيامة مثله مثله غيره من مخلوقات الكون كما قال سبحانه: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله" ونلاحظ من قوله " لا يجليها لوقتها إلا هو" أن حتى الوقت الذى تحدث فيه لا يعرف الموعد وتناول ما أسماه نفخة الصعق حيث قال : "ثالثا: نفخة الصعق: اختلف أهل العلم فمنهم من قال : ينفخ إسرافيل نفختين اثنتين الأولى نفخة الفزع والثانية الصعق فى آن واحد . وتبنى هذا الرأى الحافظ ابن حجر والإمام القرطبى فى التذكرة وقال : بأن الصعق ملازم للفزع الأكبر ، أى فزعوا فزعا ماتوا منه ، ولذا فالحافظ والإمام القرطبى قالا : نفختين اثنتين فى آن واحد . وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير والإمام ابن العربى إلى أن الله يأمر إسرافيل أن ينفخ فى الصور نفخة الفزع الأكبر ونفخة الصعق ونفخة البعث ، وهذا هو الذى أميل إليه لأن صريح القرآن يقول ذلك فلقد فرق الله فى صريح القرآن بين نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث ، إذ يقول { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } وقال { ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } ثم قال بعدها عن نفخة البعث { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } ولقد اختلف أهل العلم فيمن استثناهم الله ، منهم من قال هم : الملائكة ، ومنهم من قال : هم جبريل وإسرافيل ومكائيل وعزرائيل وحملة العرش فقط ، ومنهم من قال : هم الشهداء ، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ومنهم من قال : هم الحور العين ، ومنهم من قال : إن نبى الله موسى عليه السلام هو المستثنى فى قوله تعالى : فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } ، واحتجوا على ذلك بحديث صحيح رواه البخارى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : (( أنا أول من يفيق بعد النفخة فإذا أنا بموسى آخذ بالعرش فلا أدرى أكان ممن أفاق قبلى أم كان ممن استثناهم الله جل وعلا )) . ولذا فأنا أقول بأن الجزم بمن استثنى الله فى هذه الآية غير دقيق ، إذا كان المصطفى لم يجزم لنبى الله موسى يقول فلا أدرى أكان موسى ممن أفاق قبلى أم كان ممن استثناهم الله جل وعلا . فإذا كان المصطفى لم يجزم لنبى الله موسى فلا ينبغى لأحد بعد المصطفى من أهل العلم قاطبة أن يجزم لمن استثناهم الله فى الآية ، فعلم الله لا ينال إلا بالخبر الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ." والغلط فى الرواية التى ذكرها المحاضر مسك موسى (ص)لقائمة العرش ويعارض ذلك أن يمسكون العرش هم الملائكة الثمانية كما قال سبحانه: "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" والاستثناء هنا من الموت يشمل حملة العرش فهم لا يموتون ليظل العرش محمولا وتناول النفخ مرة أخرى حيث قال: "{ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } صعق أى مات كل حى وبقى الحى الذى لا يموت . ورد فى حديث الصور الطويل الذى رواه البيهقى والطبرانى والطبرى وابن أبى حاتم وغيرهم ، وللأمانة العلمية التى اتفقنا عليها وأصلناه من قبل فإن الحديث بطوله ضعيف ، ومدار ضعفه على إسماعيل بن رافع ، وهو ضعيف كما قال علماء الجرح والتعديل فى هذا الحديث : (( يأتى ملك الموت للملك فيقول الملك لملك الموت يا ملك الموت من بقى ؟ - وهو أعلم جل جلاله - فيقول : بقى جبريل وإسرافيل وميكائيل وحملة العرش وبقيت أنا ، فيقول الملك ليمت جبريل - لام الأمر - ليمت إسرافيل ليمت حملة العرش ، ويبقى ملك الموت فيأتى للملك فيقول له الملك : من بقى يا ملك الموت ؟ فيقول : بقيت أنا ، فيقول الملك : أنت خلق من خلقى وخلقتك لما ترى فمت يا ملك الموت فيموت ويبقى الحق الذى لا يموت )) " والاستثناء من الموت يعنى ألا يموت بعض الخلق كحملة العرش كما قال سبحانه: " والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" وتناول الكاتب وعظ الناس فى الموت وعدم البقاء وهو ما لا علاقة له بالموضوع | |
|