عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مراجعة لمقال الأمراض النفسجسمية الإثنين فبراير 13, 2023 7:09 pm | |
| مراجعة لمقال الأمراض النفسجسمية المقال يتحدث فيه كاتبه عن الصلة الوثيقة بين النفس والجسم حيث يقول: "صلة وثيقة بين الجسم والنفس، تتجلى في حالتي الصحة والمرض والأمراض النفسجسمية ملمح لهذه العلاقة وهذا المقال يوجز آلية حدوثها، وأظهر ملامحها" ابتداء لا وجود لما يسمى بالأمراض النفس جسمية إلا فى حالات نادرة والموجود هو أن الأمور النفسية تزيد من أوجاع أو من آثار مرض موجود بالفعل والحالة الوحيدة التى ذكرها الله هو أن الحزن المستمر بالبكاء يتسبب فى العمى كما قال سبحانه: "وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" وقد تناول الكاتب أن الموت هو النهاية بسبب مرض أو غيره حيث قال : "هو طريق كتب على الإنسان أن يمضي فيه وعند نقطة معينة من الطريق ينتهي دوره هو، بينما تكمل مجاميع البشر المضي والنهاية عادة ما يكون لها سبب من مرض أو شيخوخة حادث " وبالطبع الموت ليس له سوى سبب واحد وهو مجىء ألأجل أى انتهاء العمر كما قال تعالى: "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" فالكل يموت مريض وصحيح والسبب انتهاء العمر وليس المرض أو الاصطدام بسيارة أو غيره لأن هناك من يموت وهو نائم أو يموت وهو يأكل أو يشرب أو غير هذا وتناول كون المرض إنذار وتهديد حيث قال: "والمرض إنذار وتهديد وأعراضه ألم وعجز أو كلاهما ولكل مرض سبب، وواجب الأطباء البحث عن أسباب المرض وإذا عرف السبب أمكن التوصل للعلاج أي لا علاج لاقتلاع جذورها والقضاء عليها، ولكن توجد علاجات للتخفيف من حدة أعراضها، أي علاج الأعراض وليس الأسباب" وأما أسباب المرض فقد حصرها الكاتب فيما يلى : "وأسباب الأمراض بشكل عام تنحصر في الآتي: العدوى بالبكتيريا الضارة أو الفيروسات إصابات تنجم عن حوادث تسبب كسورا أو تهتكا في العضلات والأوعية الدموية - سموم - نقص في العناصر الرئيسية كالفيتامينات والأملاح - ثم هناك الأمراض الوراثية وأيضا الأمراض الخلقية - وأمراض نقص المناعة هذا يعني أن هناك عوامل أو أسبابا عضوية تؤدي بشكل مباشر لحدوث المرض وظهور أعراضه" وتناول حيرة العلماء فى بعض الأمراض حيث قال : "حار العلماء في مجموعة من الأمراض لا يوجد لها سبب مادي مباشر ولكنها ارتبطت بتعرض الإنسان لأزمة نفسية حادة أو لمتاعب نفسية مزمنة كيف؟!" وأرجع الكاتب سبب تلك الحيرة إلى تلك الأمراض مرتبط بالانفعال النفسى حيث قال: "الانفعالي يحرك العضوي: كيف يسبب الانفعال الحاد أو الانفعال المستمر تهتكا في جدار الأمعاء أو المعدة أو زيادة في هورمون الغدة الدرقية أو عجزا في إفراز الأنسولين من البنكرياس أو تمددا في شرايين الجبهة مع حدوث صداع نصفي مؤلم أو ... أو ...إلى آخر قائمة طويلة من الأمراض تعرف باسم الأمراض النفسجسمية" والانفعال أو السبب النفسى يفعل فعلا غير معروف مثل إفرازات تتسبب فى شلل مؤقت أو اغماء وهو قد يستمر فترة والكاتب بفسر هذا بأمور فى المخ حيث قال : "لنجيب عن ذلك يجب أن نتعرف على مكان مهم في المخ يعرف باسم "المهاد التحتاني" أو "الهيبوثلاموس" إنه مركز الانفعال أو هو متصل بدائرة تشريحية فسيولوجية مهمة في المخ تسمى الجهاز الطرفي وهذا الجهاز هو في الحقيقة يمثل النفس فالنفس ممثلة في هذا الجهاز، أو الجهاز يكون محتويات النفس من تفكير وإدراك وانفعال وسلوك "والهيبوثلاموس" هو جهاز استقبال وإرسال يستقبل الشحنات الانفعالية من النفس (من الجهاز الطرفي) ثم يرسلها إلى أجهزة الجسم المختلفة لتعبر عنها (كل بطريقتها) وعملية الإرسال هذه تتم من خلال أساس الجهاز العصبي اللا إرادي بفرعيه: السيمبثاوي والجار سيمبثاوي فالانفعال هو شعور داخلي (فرح - حزن - غضب - ألم) وأيضا يتم التعبير عنه من خلال حركات غاضبة للمعدة والأمعاء والشرايين والهورمونات وأجهزة المناعة ولكل إنسان درجة أو نقطة احتمال فوقها أو بعدها يحدث شرخ في العضو الذي تحمل العبء الأكبر في التعبير عن الانفعال، وكأنه صمام الأمان الذي يجب أن ينفتح حتى لا ينفجر الإنسان كله إنه الشرخ الذي يسمح بتسريب الغضب أو الحزن فتتخفف النفس من أحمالها وصراعاتها ويتخفف الجسم من أثقاله التي حققها له الهيبوثلاموس، فيئن الإنسان من مفاصله المنتفخة أو من جلده الملتهب أو من أمعائه المجروحة بينما هو في الحقيقة يئن من نفسه المكظومة الحزينة، وكأن الجسم يردد صدى النفس الكوارث المفاجئة غير المتوقعة والتي لم يتهيأ الإنسان لمواجهتها تسبب زيادة مفاجئة في هرمون الغدة الدرقية أو نقصا مفاجئا في الأنسولين أو التهابا حادا في كل الجلد، ومعروف أن تسمم الغدة الدرقية والسكر من الأمراض التي قد تأتي بشكل مفاجئ والهموم المزمنة والمشاكل التي ليس لها حل والضغوط التي تثقل كاهل الإنسان والصراعات التي لا مهرب منها، كل ذلك يؤدي إلى قرحة المعدة والإثنى عشر والصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الدورة الشهرية" وكل هذا الكلام من الكاتب وحتى ما قلته أنا عن الإفرازات إنما هو تخمين ولى يوجد عليه دليل علمى والنفس ليست عضوا جسدا ملموسا لأنها تخرج من الجسم خلال النوم ثم يرسلها الله عند الصحو كما قال: "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" مما لا شك فيه وجود علاقة بين انفعالات النفس وبين الجسم ولكن لا أحد يعلم على وجه التحديد ماهية ما يحدث فمثلا بعض حالات الشلل المؤقت تشفى بعد ساعات وبعضها بعد أيام وبعضها بعد شهور والعمى النفسى كما فى حالة يعقوب(ص) لم يشفى بعلاج وإنما بمعجزة وهى رمى قميص يوسف(ص) على وجه أبيه كما قال سبحانه : "فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا" ومن ثم فتلك الأمراض لا علاج لها من علاجات الجسد وكل ما يفعله الطبيب هو اعطاء مهدئات أو حقن فيتامينات وهى ليست علاجات فالنفسى يذهب بالنفسى بمعنى أن حالة الغضب أو الحزن تزول بحالة من السعادة أو بحالة من الطمأنينة والأطباء الذين يزعمون أنهم يعالجون تلك الحالات بالأدوية وما شابهها مخطئون فى نظريتهم فعلاج النفس هو من داخل النفس وأنهى الكاتل مقاله بعبارة مغلوطة وهى : "ليس فقط العقل السليم في الجسم السليم، وإنما أيضا "الجسم السليم في العقل السليم" فسلامة العقل لا تعنى سلامة الجسم وسلامة الجسم لا تعنى سلامة العقل فالمسألة كما أرادها الله أن الخلق متفاوتون فى السلامة والمرضوليس بالضرورة سلامة الجسم تعنى سلامة العقل أو سلامة العقل تعنى سلامة الجسم فمثلا أيوب(ص) كان جسمه غير سليم ومع هذا كان عاقلا
| |
|