عطيه الدماطى
المساهمات : 2098 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: بلوغ الأواخر مكانة الأوائل ما بين الاحباط والترغيب الخميس سبتمبر 26, 2024 5:39 pm | |
| بلوغ الأواخر مكانة الأوائل ما بين الاحباط والترغيب من وضعوا روايات الأحاديث عمدوا إلى جعل النبى(ص) رجل متهم بالجنون أو الاستهبال على الناس فيما نسبوه له من الأقوال نسبوا إلى الرسول(ص) قولا يحبط من بعده ومنهم نحن عن بلوغ مكانة الأوائل معه وهم من يطلقون عليهم اسم : الصحابة بينما هم فى كتاب الله : الذين آمنوا معه لأن الصحبة تثبت للمسلم والكافر ومنهم من أحبه النبى(ص) وأصر لفترة على هدايتهم بدعوتهم المتكررة إلى اتباع دين الله فنهاه الله عن ذلك ليوفر جهده ووقته حيث قال : " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" وقد أثبت الله صحبة الرسل(ص) للكفار كما فى تسمية بنى إسرائيل أصحاب موسى(ص) مع كفر كثرتهم حيث قال سبحانه : "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" وبين صحبة المؤمنين لمن استهوته الشياطين فاتبعهم حيث قال سبحانه : "قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى" القول المحبط هو الرواية التالية: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ». [صحيح] - [متفق عليه] - [صحيح البخاري - 3673] هنا اثبات أنه لا يمكن لنا كأواخر بلوغ منزلة الصحابة مهما صنعنا وأبدعنا فى طاعة أحكام الله وفى رواية نسبوا له : وعن عمران بن حُصَيْن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) رواه الترمذي. هنا إثبات أن قرن النبى(ص) هو أفضل القرون فى الرجال والنساء وهو ما يعنى أنه لا يمكن لمن بعدهم أن يصلوا لمرتبهم وهى مكانتهم عند الله وهذه الرواية هى معنى قول السابقين زمنيا : ما ترك الأول للأخر من شىء هذا هو بعض مما جاء فى الجانب المحبط للأواخر وأما الجانب المناقض له والذى يثبت أن الأواخر سيفوقون الأوائل فى الأجر ومن ثم المكانة فقد ذكر فى بعض الروايات ومنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ..فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. وفي رواية: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم قيل يا رسولَ اللهِ أجرُ خمسين رجلًا منا أو منهم قال بل أجرُ خمسين منكم المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 3172 وهذا معناه أن المتأخر سينال مكانة أفضل من الصحابة بخمسين مرة وهذا معنى ترغيبى كاذب والغرض من جعل الكلام المنسوب للنبى(ص) متعارض مختلف هو اضلالنا واظهاره فى صورة المجنون الذى لا يعرف ما يقوله أو فى صورة رجل يستهبل علينا والعياذ بالله فمن المحال أن ينطق عن الهوى فى أى موضوع جاء فيه وحى الله فى مسألة الأوائل والأواخر أتت مسائل متعددة فى كتاب الله : الأولى: أن بعض الأوائل وبعض الأواخر فى مكانة السابقون المقربون وهم : المجاهدون أهل الدرجة الأولى فى الجنة وهو قوله سبحانه حيث قال : "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)" أن بعض الأوائل مع بعض الأواخر فى المكانة الثانية وهى مكانة أهل اليمين وهم القاعدون الذين لم يجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهو ما ذكر فى قوله سبحانه : "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (40) " وقد فسر الله كلامه بالتالى : المجاهدون فى سبيل الله بالأموال والنفوس أعلى درجة من القاعدين عن الجهاد فى سبيل الله بالأموال والأنفس وهو قوله سبحانه حيث قال : "لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" والجملة المقصودة : " فضَلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" وعليه : الأوائل كالأواخر فى المكانة سواء فى الجنان أو حتى فى النيران الثانية: أن الأواخر متقدمون علميا وفى البناء والمخترعات عن الأوائل وهذه الخرافة من خرافات كل العصور ولكنها ظاهرة فى كلام المعاصرين وقد وضح الله الحقيقة التالية : أن ما يسميه الناس التقدم هو مسألة ليس لها قانون ثابت فبعض الأوائل فاقوا الأواخر فى عهد النبى الخاتم (ص) نفسه فلم يبلغ الناس فى عصر النبى الخاتم (ص) عشر ما بلغه السابقون لهم وفى المعنى قال سبحانه : " كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ" وكرر الله نفس المعنى وهو التقدم فى القوة وإثارة الأرض وتعميرها عن العصر النبوى حيث قال سبحانه : "أوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" وبين الله أن من سبقوا قارون كانوا أكثر منه قوة وشدة حيث قال سبحانه : "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ" وعليه : ليس شرطا أن المتقدم زمنيا متأخر علميا وبنائيا فقد يأتى عصر متقدم بأقوى من عصر متأخر وقد يأتى عصر متأخر بأقوى من عصر متقدم عليه زمنيا وهذا هو معنى من معانى قوله سبحانه فى بسط وقبض الرزق : "إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا" وقال أيضا: "لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" وقد أدرك عقلاء بنو إسرائيل فى عصر قارون الذى هو عصر موسى(ص) تلك الحقيقة عندما خسف الله بقوة قارون الأرض فاختفت كل مظاهر قوته التى ادعى أنها صنعها بعلمه وفى المعنى قال سبحانه : "وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ" فعطاء الله يزداد وينقص مع كل الناس وقد يبلغ مستويات عليا من الترف فى وقت ما استدراج منه للمترفين ثم بعد ذلك يهلكهم وفى المعنى قال سبحانه : "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)" | |
|