موضوع: إضاءات حول مفهوم الدمج الأكاديمي الأحد سبتمبر 15, 2024 2:58 pm
إضاءات حول مفهوم الدمج الأكاديمي: ( Mainstreaming ) المقال يتناول تعاريف الدمج ولألسق كلها قادمة من الغرب حيث قال الكاتب : "ظهرت العديد من التعريفات لمفهوم الدمج الأكاديمي وأشكاله. تعريف لينج وزملاءه: ( Lynch,et al.,1981 ) الدمج على أنه مفهوم يتضمن مساعدة الأطفال المعوقين على التعايش مع الأطفال العاديين في الصف العادي. تعريف مجلس الأطفال غير العاديين الدمج إلى أنه اعتقاد أو مفهوم يتضمن وضع الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين في الصف العادي أو في أقل البيئات التربوية تقيدا للطفل غير العادي، وبحيث يكون الدمج أما بشكل مؤقت أو بشكل دائم، بشرط توفير عوامل تساعد على إنجاح هذا المفهوم. تعريف هلهان وكوفمان Hallhan & Kauffman , 1981 ): هو وضع الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين بشكل مؤقت أو دائم في الصف العادي، في المدرسة العادية، مما يعمل على توفير فرص أفضل للتفاعل الأكاديمي والاجتماعي، وبحيث يبنى هذا المفهوم على أساس توضيح للشروط التي يتم فيها الدمج وعوامل نجاحه، وخاصة المسؤوليات المترتبة على كل من إداري ومعلمي المدرسة العادية ومعلمي التربية الخاصة. يعتبر دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أحد الخطوات المتقدمة التي أصبحت برامج التأهيل المختلفة تنظر إليها كهدف أساسي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حديثا. بالطبع مفهوم الدمج نشأ فى مجتمعات غربية نصرانية ويهودية وهى مجتمعات تقوم نتيجة بعض التعاليم فى أديانهم على عزل المختلفين عن المجتمع ونلاحظ فى الديانة اليهودية تعاليم خاصة بالبرص وبعض الأمراض تنحو نحو معاقبتهم على غير ذنب ففى سفر اللاويين: 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: 2 «إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ نَاتِئٌ أَوْ قُوبَاءُ أَوْ لُمْعَةٌ تَصِيرُ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ ضَرْبَةَ بَرَصٍ، يُؤْتَى بِهِ إِلَى هَارُونَ الْكَاهِنِ أَوْ إِلَى أَحَدِ بَنِيهِ الْكَهَنَةِ. 3 فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ فِي جِلْدِ الْجَسَدِ، وَفِي الضَّرْبَةِ شَعَرٌ قَدِ ابْيَضَّ، وَمَنْظَرُ الضَّرْبَةِ أَعْمَقُ مِنْ جِلْدِ جَسَدِهِ، فَهِيَ ضَرْبَةُ بَرَصٍ. فَمَتَى رَآهُ الْكَاهِنُ يَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ. 4 لكِنْ إِنْ كَانَتِ الضَّرْبَةُ لُمْعَةً بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مَنْظَرُهَا أَعْمَقَ مِنَ الْجِلْدِ، وَلَمْ يَبْيَضَّ شَعْرُهَا، يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 5 فَإِنْ رَآهُ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَإِذَا فِي عَيْنِهِ الضَّرْبَةُ قَدْ وَقَفَتْ، وَلَمْ تَمْتَدَّ الضَّرْبَةُ فِي الْجِلْدِ، يَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثَانِيَةً. 6 فَإِنْ رَآهُ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ ثَانِيَةً وَإِذَا الضَّرْبَةُ كَامِدَةُ اللَّوْنِ، وَلَمْ تَمْتَدَّ الضَّرْبَةُ فِي الْجِلْدِ، يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِطَهَارَتِهِ. إِنَّهَا حِزَازٌ. فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ طَاهِرًا. 7 لكِنْ إِنْ كَانَتِ الْقُوبَاءُ تَمْتَدُّ فِي الْجِلْدِ بَعْدَ عَرْضِهِ عَلَى الْكَاهِنِ لِتَطْهِيرِهِ، يُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ ثَانِيَةً. 8 فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ وَإِذَا الْقُوبَاءُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الْجِلْدِ، يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا بَرَصٌ" وتلك المجتمعات قامت على عزل المجانين وغيرهم من المعاقين بحجة المس الشيطانى وخلص الكاتب إلى أن الدمج فى المجمل تعلم العليل مع الصحيح فى مكان واحد حيث قال : "والمقصود بأسلوب الدمج هو: تقديم كافة الخدمات والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة بعيدة عن العزل وهي بيئة الفصل الدراسي العادي بالمدرسة العادية، أو في فصل دراسي خاص بالمدرسة العادية أو فيما يسمى بغرف المصادر والتي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة لبعض الوقت .." وتناول أن الدمج له قواعد وشروط حيث قال : "وينبغي ألا يغيب عن بالنا بأن للدمج قواعد وشروط علمية وتربوية لابد أن تتوافر قبل وأثناء وبعد تطبيقه، كما وأن رغم وجود المعارضين فإن مبدأ الدمج أصبح قضية تربوية ملحة في مجال التربية الخاصة، ولعل أكثر ما يخشاه المعارضون لمبدأ الدمج هو حرمان الطالب ذوي الاحتياجات الخاص من التسهيلات والخدمات والرعاية الخاصة سواء التربوية أو النفسية أو الاجتماعية أو مساعدات أخرى. ولكن حتى يضمن مقدمي الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة نجاح الدمج وتقبله على المستوى الشعبي أو على مستوى صناع القرار، فلا بد للنظر إلى العوائق والاحتياجات، ثم لابد من التخطيط الدقيق لمجموعة من البرامج التي تهيئ عملية الدمج، ونستطيع أن نطلق عليها " برامج ما قبل الدمج " وكل ما تناوله هنا يعتمد على وزارة التعليم كما يعتمد على أسر المدمجين وعاد مرة أخرى لتعريف الدمج الأكاديمى حيث قال : "ثانيا ــ الدمج الأكاديمي: يقصد بالدمج الأكاديمي التحاق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت، حيث يتلقى هؤلاء الطلبة برامج تعليمية مشتركة ويشترط في مثل هذا النوع من الدمج توفر الظروف والعوامل التي تساعد على إنجاح هذا النوع من الدمج، ومنها تقبل الطلبة العاديين للطلبة الغير العاديين في الصف العادي، وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنبا إلى جنب مع المدرس العادي في الصف العادي وذلك بهدف توفير الطرق التي تعمل على إيصال المادة العلمية إلى الطلبة غير العاديين، إذا تطلب الأمر كذلك، وكذلك توفير الإجراءات التي تعمل على إنجاح هذا الاتجاه والمتمثلة في التغلب على الصعوبات التي تواجه الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية، والمتمثلة في الاتجاهات الاجتماعية، وإجراء الامتحانات وتصحيحها." وتناول الدمج الاجتماعى حيث قال : "ثالثا ــ الدمج الاجتماعي: يقصد به دمج الأفراد غير العاديين مع الأفراد العاديين في مجال السكن والعمل ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج الوظيفي، وكذلك الدمج في البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة بالمجتمع، ويهدف هذا النوع من الدمج إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية بين الأفراد العاديين وغير العاديين." والحقيقة أن الإسلام ليس فيه أى شىء لعزل أى طائفة من الناس عن باقى المجتمع فالمعاق لابد أن يعلم كما قال سبحانه لرسوله(ص): " عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى" والمجانين وهم لأى سبب وهم غير أولى الاربة من الرجال يتواجدوا فى بيوت أسرهم وليس فى مشافى المجانين أو مشافى الصحة النفسية كما قال سبحانه : " ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء" ومن ثم عزل أى فرد عن المجتمع وجعل مجتمعات خاصة ببعض فئات المجتمع مثل : الملاجىء دور المسنين قرى الأطفال مجهولى النسب هى أمور تحالف كتاب الله لأنها تكرس حياة مخالفة لكتاب الله وهى حياة يتهرب فيها الناس من واجباتهم نحو أطفالهم وأباءهم وأمهاتهم والتى قررها الله فى كتابه مثل رعاية الأبوين فى قوله سبحانه : "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما " ومثل تربية الأطفال كما فى قوله سبحانه : " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا" ومثل تربية الطفال مجهولى النسب فى بيوت المسلمين باعتبارهم اخوان لهم وموالى لهم كما قال سبحانه : " فإن لم تعلموا أباءهم فاخوانكم فى الدين مواليكم " ومن ثم فى التعليم القديم أن ذوى الضرر كالعميان والعور والعرج وغيرهم يتعلمون مع الأصحاء فى الكتاتيب والمدارس ودور العلماء فوجدنا أسماء مثل : الأعمش والأعور من الفقهاء ووجدنا شعراء من العميان كالمعرى بالطبع : وما حدث فى العصر الحديث هو أننا نقلنا التعليم عن الغرب فغيرنا ما كان صالحا إلى ما هم عليه فأنشأت مدارس خاصة بالمكفوفين كمعاهد النور والأمل ومدارس الصم والبكم ومدارسي التربية الفكرية .... وها هنا نعود مرة أخرى إلى النقل عنهم من خلال ما أسموه الدمج وهو تعليم بعض المضرورين وليس كلهم فى مدارس الأصحاء وكما سبق القول : نحن ننقل أى شىء عن الغرب سواء كان صحيحا أو خاطئا