فرط الحركة
فرط الحركة تعبير مطاط يطلقه البعض بلا تحديد على أنه أمر سوء بينما فى الحقيقة :
فرط الحركة
وهو :
كثرة النشاط قد يكون أمر خير وقد يكون أمر سوء
بعض من الناس أعطاهم الله القدرة على أن يعملوا أشياء يقوم بها عدد من الناس فنجد من يقوم بعمل ثلاثة أو عشرة أو عشرين من الناس دون أن يظهر عليه التعب
بعض من هؤلاء الناس إن لم يقوموا بهذه الأعمال سيتواجد لديهم وقت فراغ كبير وصحة هائلة ومن ثم إن لم يجدوا أعمال خير سيتحولون إلى أعمال السوء
هذا هو حال كثير من الناس فى العديد من المؤسسات الحكومية فغالبا ما تجد فى كل مؤسسة عدد قليل جدا من الموظفين يقومون بتخليص أعمال الناس بسرعة بينما زملائه يقومون بالعمل ببطء
وعن تجربة فى أحد المصارف أثناء القبض من داخله منذ فترة كنت تجد طابور طويل على أحد الموظفين عشرات ممن يريدون القبض وعلى الشبابيك الأخرى أعداد قليلة ومع هذا الموظف الذى يقف أمامه العشرات يقوم بانهاء عمليات قبض الموظفين أمامه قبل أن ينتهى زملائه الذين يقف أمامهم أعداد أقل من أصابع اليدين
موظف أخر تجده فى مدرسة يقوم بجمع كل المستندات التى يريدها أولياء الأمور افادة خطاب تأمين صحى تحويل طالب ...فى مكان واحد ويقوم بختمها وعندما يأتى أى ولى أمر فى دقيقة أو اثنين يخلص له ورقه
بعض الموظفين فى مؤسسات متنوعة تراه كالنحلة يدور فى كل مكان منجزا أعمال متنوعة
هؤلاء الناس هم من يطلقون عليهم :
مفرطى الحركة
أو أعمدة المكان
أو أساس المؤسسة
وغالبا هم يستغلونها فى نفع الناس
حالات السوء فى فرط الحركة تأتى فى الصغر من عدم التربية فالطفل كثير الحركة إن لم يجد من يقول له هذا حرام ذلك عيب ويعاقبه عند تكرار الأفعال الخاطئة سيظل يرتكب نفس الأخطاء وهو كبير
غالبا ما يرتبط فرط الاعتداء وليس فرط الحركة ككل بعدم نصح الطفل وعدم عقابه
الأم أو الأب أو غيرهم عندما يجدون ابنهم أو ابنتهم يقوم بضرب أخيه أو أخته أو بصفع أو عرقلة أبناء الجيران أو الزملاء فى المدرسة أو الحضانة ولا يقولون له أن هذا حرام وهذا عيب وهذا خطأ ولا يقومون بمسك يده أو لا يقومون بضربه عند تكرار الخطأ فإنهم يرتكبون جريمة إهمال فى حق هذا الطفل وغالبا ما يؤدى هذا الإهمال إلى جريمة يدخل بسببها الطفل سجن الأحداث مثل :
فقع عين طفل بقلم أو ضربه بحجر على دماغه
وغالبا هذا الطفل لن يكمل تعليمه لأن فى المدرسة لن يسمحوا له بتكرار جرائمه إما خوفا على أنفسهم من العقوبات القانونية الخاطئة والتى تعاقب المعلم على جريمة ارتكبها غيره معارضة قوله سبحانه :
" ولا تزر وزارة وزر أخرى"
وإما تعليما له من خلال الضرب سواء كان ضرب المعلم أو قيام المعلم بتمكين المضروب من ضرب الضارب كنوع من القصاص
هذا الطفل كما قلت لا يكمل تعليمه فى الغالب لأن كل ما يشغله :
أن يضرب الآخرين ويعتدى عليهم دون أن يعاقب وحركاته ليست عشوائية بلا هدف كما يقول بعضهم وإنما يجد فرحة عند تألم غيره
ومن ثم يهرب من التعليم وغالبا ما يتجه نحو أمثاله من الكبار وغالبا هم مجرمين يظنون أن الاجرام هو شىء حسن
بعض من هؤلاء الأطفال يهديهم الله نتيجة العقاب فى المدرسة ومن ثم ينتهى عن جرائم الاعتداء
أذكر أن احدى هذه الحالات كان لا يقابل طفل أصغر منه فى الطريق أو فى المدرسة إلا وضربه أو تعاون مع أخر على ضربه ولكن كما يقول المثل :
يسلط الله أبدان على أبدان
فالطفل مثله الذى أكبر منه يقوم بضربه ولا يقدر على رد الاعتداء
بالطبع من خلال تكرار ضرب المعلمين لهذا الطفل كف عن ضرب الآخرين
وهناك بعض أخر من هؤلاء الأطفال يحولون جرائمهم من جرائم ظاهرة إلى جرائم أخرى تحت مسمى الهذار
من أمثلة هذا الهذار السخيف:
يقوم بأخذ أقلام أو كراسات من حقيبة تلميذ ويضعها فى حقيبة تلميذ أخر حتى يظهر الأخر بمظهر السارق وهى جريمة كبرى
فى حصة الألعاب عندما يجد أحدهم قد خلع حذائه بجوار الجدار يقوم بأخذه ورميه فى الحمامات أو فى الحديقة أو على سطح المدرسة
فى الفسحة إذا وجد حقيبة يلعب صاحبها أو صاحبتها بالقرب منها يأخذها خلسة ويذهب بها إلى حجرة المدير ويقول أنها وجدها وبالطبع صاحبها يظل يبحث ويدوخ حتى يذهب أخيرا إلى حجرة المدير
فى خارج المدرسة إذا ذهب للمذاكرة مع زملاء أخرين على شط الترعة فى العصر وهذا كان يحدث أيام زمان يمكن أن يأخذ أحذية الزملاء ويقوم برميها فى الترعة المليئة بالمياه ويقول لهم :
انزلوا هاتوها أو روحوا حافيين
يقوم فى الغالب بالسخرية ممن لديهم ضرر ما فى أجسامهم كاللثغة فيحاول تقليده ليضحك الأخرين عليه
وعلى المعلم الذى يجد طفل لديه نشاط زائد أن يقوم بتكليفه بأعمال تفيده فى حياته فبدلا من أن يعطيه واجب صفحة يعطيه عشرة وبدلا من أن يكلف بتحضير درس يكلفه بتحضير ثلاثة أو يعطيه كتب من المكتبة ليقوم بقراءتها أو إذا وجد عنده مهارة كالرسم يكلفه برسم مواضيع
والأهم هو عقاب هذا الطفل إذا قام بالاعتداء على الفور وأكثر ما يجعل هذا الطفل يستعيده رشده هو أن يضربه من ضربه وليس المعلم فهذا اذلال له يجعله يشعر بالألم نفسه الذى أحس به زميله
وهذا العقاب من باب قوله سبحانه :
"وإذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
وقوله أيضا :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
المهم فى حياة هذا الطفل هو أن تقوم المدرسة ويقوم الأهل بشغل كل وقته بحيث لا تدع له فرصة لكى يفكر فى الاعتداء على الغير
وأجد أن ممارسة بعض الرياضات كالكاراتيه والتايكوندوا والملاكمة والمصارعة قد تكون مناسبة قليلة لبعض هؤلاء الأطفال من حيث افراغ النشاط الزائد ولكن لا تؤمن عواقب هذه الممارسة لأن الطفل قد يعمد فى الرياضات المشتركة كالملاكمة أو المصارعة إلى إيذاء الطفل الأخر ايذاء شديدا ومن ثم نكون قد خرجنا إلى مصيبة أخرى وهى :
إباحة ايذاء الغير دون عقاب
فالملاكم الذى تم جرحه أو توريم عينه أو كسر شىء فيه لن يكون هناك عقوبة بدنية على الطفل المؤذى الذى يسمى مفرط الاعتداء لأنه ساعتها سيقول أنها رياضة وليست جريمة
ومن ثم يجب أن تكون الرياضة التى يمارسها فردية قدر المستطاع يقوم فيه بضرب جدران أو حجارة أو أكياس لدنة ....
النتيجة التى نخرج بها من هذا الموضوع :
الطفل المعتدى أو الطفلة المعتدية أو الرجل المعتدى أو المرأة المعتدية إذا وجدوا مجتمعا يقف لهم بالمرصاد من خلال :
كف الجرائم من خلال تدخل الأقوياء لمنعه من الاعتداء
النصح الدائم
العقاب الفورى على الجريمة
سيتحول إما بإرادته إلى الخير أو دون إرادته كما نقول:
غصبا عنه إلى الكف عن الاعتداء لأنه فى مقابل كل ألم يحدثه فى الأخرين سيحدث له ألم مماثل ومقابل كل عضو يفقده أخر سيفقد هو عضو فى المقابل
وبالطبع :
العقوبة المؤلمة الفورية هى الدواء فى الإسلام وليس السجون التى تمثل عبء على المجتمع حيث يحتاج بناءها وحراستها وعلف المساجين لمليارات تضيع دون فائدة
السجون هى من أكثر الأمور التى تجعل المجرم يعود للجريمة لأنها تتكفل بأكله وشربه ونومه مجانا بينما الأبرياء خارج السجون بعضهم قد لا يجد مسكنا وينام فى الشارع وبعضهم قد لا يجد طعاما يأكله بينما المجرم ضامن أكله وشربه ونومه وأحيانا جماع زوجته فى السجن
وداخل السجون يعلم المجرم القديم المجرم الجديد الأساليب المختلفة لارتكاب الجرائم
ومن ثم المجتمع السليم العادل هو من يكفل لكل أفراده حقوقهم وردها على الفور من خلال العقوبات الفورية وهى عقوبات دين الله
وكما سبق القول :
لا يجب أن يهمل الوالدين أو أولياء أمر الطفل تربيته خاصة فى أمر الاعتداء فالوسيلة الوحيدة لوقفه هى الكف والنصح والعقاب
ومن يتم إهمالهم غالبا هم :
من يكونون المجرمون فى المستقبل وأسباب انتكاسة المجتمع لأنهم يشيعون الفوضى فى المجتمع من خلال ممارسة القتل والاعتداء وبيع المخدرات والسلاح ودوما ما تجدهم فى أماكن السوء كالحانات وصالات الأفراح ليقدموا المخدرات المجانية وغير المجانية للشباب ومن الممكن ارجاع وفاة العديد من العرسان فى الفترة الأخيرة إلى أصدقاء السوء من هؤلاء الذين يقدمون لهم الهدايا مخدرات لكى يقوموا بعمل أحلى واجب للعروسة كما يقال وتكون نهاية العرسان بسبب تناول المخدرات فى أى شكل مثل:
الحبوب والمراهم والبخ
وكلها أمور تحول الدم إلى جهة معينة بدلا من توزيعه كالعادة على بقية الجسم مما يؤدى لسكتات قلبية أو دماغية
وقانا الله وإياكم هذه الشرور