البسملة
معنى البسملة هو :
قول اسم الله
ولكن فى العرف العام:
قول بسم الله الرحمن الرحيم
وأما المعنى الحقيقى :فهو :
بوحى الله المفيد النافع نعمل
وبألفاظ أخرى :
لحكم الله المعطى الوهاب نطيع
فالبسملة هى إعلان ان لا حكم إلا لله عند المسلم
البسملة فى المصحف :
كتبت البسملة كاملة فى المصحف مائة وأربعة عشر مرة كاملة منها 113 فى أوائل السور عدا سورة براءة وهى سورة التوبة وذكرت مرة داخل سورة النمل فى رسالة سليمان(ص) ومرة فى أول سورة النمل
كما ذكرت البسملة بمعنى :
اسم الله فى سورة هود فى أثناء قصة نوح(ص) حيث قال :
" اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرسيها "
هذه هى المعلومات التى يعرفها الناس من خلال قراءة القرآن
البسملة كأحكام :
من خلال آيات قصة نوح(ص) ومن خلال آيات قصة سليمان(ص)فى إرسال رسالة لملكة سبأ نجد :
أن قول البسملة بعد قول المطلوب مشروعة
والمقصود :
أن البسملة لا تقال دوما أولا فقد يسبقها الأمر بالفعل فى كما قول نوح (ص):
اركبوا فيها فقد قال بعد الأمر بسم الله مجريها ومرسيها
كما نجد فى رسالة سليمان(ص) أن الرسالة بدأت بقوله :
إنه من سليمان
ثم تلى ذلك قوله :
" وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
وفى هذا قال سبحانه :
" إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وآتونى مسلمين"
البسملة والطعام :
ترتبط البسملة فى معارفنا العامة ببداية الطعام من الروايات حيث يجب الابتداء بالبسملة قبل الطعام وهذا هو مفهوم الرواية:
" يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "
وهذا الفهم يختلف مع كتاب الله فالتسمية وهى ذكر بعض الوحى يكون على الأنعام وهى الذبائح
ولذا قال سبحانه :
"فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ"
هنا التسمية على المذبوح قبل الأكل وهو معنى جملة :
" مما ذكر اسم الله عليه"
وقد حرم الله على المسلمين الأكل من الأنعام التى لم يذكر عليها اسم الله والمقصود من الأنعام التى قصد بها طاعة غير وحى الله حيث قال :
"وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ"
وقد بين الله للمسلمين أن عليها ذكر اسم الله عند ذبح الأنعام فى الحج والمقصود أن يقرئوا بعض من القرآن عند ذبح الأنعام حيث قال :
"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"
وقال أيضا :
" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"
وفى الآية التالية نجد الله أن ذكر أن التسمية تكون عند الذبح وبعد ذلك يأتى الأكل وهو قوله سبحانه :
"وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ"
ومن ثم علاقة البسملة أو التسمية ليس بالأكل وإنما بالذبح
ولكن التسمية اللفظية مشروعة فى أعمال المسلم المختلفة كالأكل والشرب واللبس والسير وغير ذلك ولكنها ليست واجبة
وأما التسمية بمعنى طاعة الله فى كل شىء فواجبة لقوله سبحانه :
" أطيعوا الله"
البسملة والصلاة :
اختلفت الروايات فى نطق البسملة فى الصلاة ما بين رأيين وهما :
الجهر بها
الإسرار بها وكل منهما عليها أدلة من الروايات ونذكر مثال من الروايات كدليل على الرأيين وليس على صحة الرأيين لكونهما مخالفين لكتاب الله
فمن روايات الجهر بها فى الصلاة :
أخرج الثعلبي عن علي انه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» وكان يقول: من ترك قراءتها فقد نقص
أخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع ان ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» في أم القرآن وفي السورة التي تليها ويذكر أنه سمع ذلك من رسول الله
أخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): إذا قرأتم «الحمد» فاقرأوا «بسم الله الرحمن الرحيم» إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و «بسم الله الرحمن الرحيم» إحدي آياتها
أخرج الحاكم عن حميد الطويل عن أنس قال: صليت خلف النبي (ص) وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي كلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم
ومن روايات الإسرار بها فى الصلاة :
أخرج مسلم عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: صليت مع رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
وأخرجه أيضا بسند آخر عن أنس بن مالك انه قال: صليت خلف النبي(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ «الحمد لله رب العالمين»
بالطبع نص كتاب الله يحرم الجهر والإسرار فى الصلاة ويطالب بصوت وسط وهو قوله سبحانه :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
البسملة والفاتحة :
كما أثارت الروايات المشاكل فى الصلاة أثار الفقهاء تبعا للروايات مشاكل أخرى فى سورة الفاتحة حيث انقسموا أيضا إلى رأيين:
الأول البسملة ليست من الفاتحة ولا من أى سورة فهى ليست قرآنا
الثانى البسملة آية من الفاتحة
بعض من أدلة الرأى الأول على كون البسملة آية من الفاتحة :
أخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة «ان النبي(ص)كان إذا قرأو هو يؤم الناس افتتح «بسم الله الرحمن الرحيم» قال أبو هريرة: آية من كتاب الله اقرأوا إن شئتم فاتحة الكتاب فانها الآية السابعة
أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أم سلمة قالت: قرأ رسول الله(ص)(بسم الله الرحمن الرحيم *الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين *اياك نعبد واياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وقال: هي سبع يا أم سلمة
بعض من أدلة الرأى الثانى على عدم كون البسملة آية من الفاتحة:
عن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال: أي بني محدث؟ صليت خلف رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم
ما روي عن أبي هريرة ان النبي(ص)قال: يقول الله تعالي: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فلما قال العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالي: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم يقول الله تعالي: أثني علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين يقول الله تعالي: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله تعالي: هذا بيني و بين عبدي"
وتقسيم الفاتحة نصفين يعنى أنها ست آيات لأن السبع لا تقسم كما فى رواية تقسيم الصلاة بين الله والعبد
بصراحة الروايات مصدر للحيرة وأحيانا الجنون وأحيانا الإلحاد فتلك التعارضات لا يمكن أن تصدر عن النبى(ص) ولا عن المؤمنين فى عهده
ولكن طالما كتبت البسملة فى المصاحف فهذا دليل على كونها آية والروايات المستخدمة من الفقهاء على الجانبين معظمها يناقض كتاب الله مثل كون الفاتحة السبع المثانى فهى تعارض كون القرآن كله مثانى كما قال سبحانه :
" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ"
ورواية تقسيم الصلاة باعتبار الصلاة الفاتحة وحدها تعارض أن الصلاة مطلوب فيها قراءة القرآن كله على مدار مدة معينة وليس الفاتحة كما قال سبحانه :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن "
وحتى هذه الرواية تعارض مئات الروايات عن قراءة سور متعددة من قبل الرسول(ص) ومن قبل المؤمنين فى عصره فى الصلوات المختلفة
وخلاصة الكلام :
البسملة قولها مباح عند ابتداء الأعمال
البسملة بمعنى قراءة بعض القرآن واجبة عند ذبح الأنعام أو عند الصيد
البسملة جزء من القرآن سواء قصد بها ما فى داخل الآيات أو فى بداية السور