الزرادشتيون والمسلمون
هناك عشرات المقالات والمنشورات منشورة عبر الشبكة العنكبوتية عن سرقة المسلمين صلواتهم ومعراجهم والإخبار بالنبى الأخير (ص)وغير هذا من الأمور
الغريب أنه لا يوجد مقال واحد منها فيه أدلة من كتب الزرادشتيين على تلك السرقة المزعومة
والأغرب هو أن كل المقالات تنقل من مصدر أساسى واحد وهى تغير بعض الكلمات ولكنها لا تغير المضمون وهو فيما يبدو المقال المعنون :
التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد(ص)
والمقال يذكر عبارات فقط دون بيان مصدرها وأين توجد مثل :
"مبارك هادينا البارقليط رسول النور"
بالطبع من يريد اثبات السرقة أو التأثير المزعوم لابد أن يذكر النصوص فى الكتب المقدسة للدينين ولكن هذا غير موجود
المقال الأصل يعتمد على كتب حديثة وليست قديمة مثل سيرة زرادشت أو مانى بينما المفترض أن الكتب الأصلية للديانة هى مصدر تلك السير ولكن ما هو موجود فى السير ليس موجود فى الكتب المقدسة المزعومة
كمثال :
نجد أن الكاتب يقول بوجود خمس صلوات فى الزرادشتية بناء على ما نقله من سيرة زرادشت حيث قال:
"دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل".
والغريب أن يقول أنهم نقلوا الصلوات الخمس عن دين مانى ومع هذا ينقل أنهم أربعة صلوات فى قوله :
الصلاة في الدين المانوي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة وبحركات جسدية معينة من القيام والركوع والسجود .. صلوات أربع في اليوم-الصلاة الأولى، عند الزوال والثانية صلاة العصر فصلاة المغرب عقب غروب الشمس ثم بعد المغرب تجيء صلاة العشاء وكل صلاة تؤدى في اثنتي عشر ركعة وسجدة ... ولكل ركعة من الركعات وسجدة من السجدات صيغة معينة ومن الكتاب الكريم تلاوة أي أيضا بطريقة خاصة ولهجة معينة ورنة موقعة .."
وهو جنون ظاهر فكيف يكون العدد اربعة بينما المسروق خمس صلوات
الغريب أن الكتاب المقدس للزرادشتية وهو كتاب الإفستا يذكر أن عدد صلوات الزرادشتية صلاة وهو قول الكتاب فى صفحة 150:
هايتى 19(باكان – ياشت – تأويل ثلاث صلوات رئيسية للديانة)
"قال أهورا مادزا هذه كانت صلاة أهونا فايريا الخاصة .... ص150....
إننا نقدم القربان إلى أجزاء عديدة من صلاة آشافاهيشتا نقدم القربان لآشافاهيشتا ونستظهرها نتلوها ونرتلها جهرا فى أثناء تقديم القربان" ص156....الصلاة للتقرب من الفرافاشيين الصالحين ..."ص160
من أين أتى المقال ومن نقلوا بعده بأن الزرادشتية فيها خمس صلوات رغم أنها بنص الكتاب المقدس عندهم ثلاثة فقط ؟
إنه الكذب والحقد فقط على الإسلام ؟
إنهم يزورون حتى ما هو مكتوب فى الكتب من أجل اظهار دين الله وكأنه دين بشرى مسروق من الديانات الأخرى وكأن محمد (ص) الأمى قد قرأ كل الكتب المقدسة لدى كل الديانات وسرقها كلها رغم تعارضها واختلافاتها فى الموضوع الواحد وكلام لا يعقل فلا يوجد دين يجمع مثلا بين التوحيد وبين الثنوية فى الزرادشتية فهناك إله النور وإله الظلام أو إله الخير وإله الشر أو أهورا مازدا أو أنكرا مينيوش ولا يوجد دين يجمع بين التوحيد وبين الثالوث وهى ثالوث موجود فى ديانات متعددة فهناك ثالوث هندوسى وهناك ثالوث نصرانى وهناك دين يعبدون الأوثان المتعددة
فكيف سرق محمد(ص) الثنوية والثالوثية والتعددية ودينه دين توحيد ليس فيه سوى إله واحد
مثال أخر :
يزعمون أن محمدا(ص) سرق ما يسمى عند الناس برحلة الإسراء والمعراج من الزرادشتية
أين الدليل فى كتابهم المقدس الافستا ؟
لا يوجد نص واحد يتكلم عن معراج زرادشت فى كتابهم المقدس ومن ثم عندما أحسوا أن أمر كذبهم انكشف قالوا :
أن المقصود هو رحلة أردا فيراف وهو كتاب أخر من كتب الزرادشتية ألف بعد بعث محمد(ص) بقرن أو قرنين
السؤال :
كيف سرق محمد(ص) الميت من أراد فيراف الحى بعده بقرون إن كان له وجود ؟
بالطبع السرقة تكون من متعاصرين أو لاحق أخذ عن سابق وفى هذا الحالة انقلب الموضوع فالسابق وهو ميت سرق من اللاحق
أرأيتم كيف وصل الكذب والحقد عند أعداء الإسلام؟
مثال أخر :
يقولون ان محمدا(ص) سرق القول بالمهدى المنتظر من الزرادشتية
تخيلوا هل تم نقل الدليل من كتبهم ؟
لا
لقد تم نقل الدليل المزعوم من كتاب لأحد المسلمين وهو الشهر ستانى حيث قال فى كتاب الملل والنحل :
"ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال: سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه: الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن".
بالطبع الكتاب وهو الزند أوستا وهو الأفستا لا يحتوى على أى نص يقول بهذا القول
الغريب أن القول بالشخص المخلص فى أخر الزمان موجود ليس فى الزرادشتية وحدها وإنما موجود فى معظم الأديان القديمة فى اليهودية المسيا المنتظر وفى النصرانية المسيح المخلص وفى البوذية بوذا المنتظر وهكذا
ومع هذا لا تجد أحد تكلم عن وجود سرقة أو تأثير بين تلك الديانات إلا نادرا فالدين المهاجم دوما هو الإسلام
والمهدى المنتظر كقول يتعارض مع كتاب الله فلا يوجد أحد سوف يأتى لإزالة الظلم وحده وإنما المقصود من القول :
أن تسكت شعوب العالم حتى يوم القيامة على ظلم كبارها فلا تثور ولا تغير
كتاب الله بين أن الحقيقة هى :
أن الظلم يزول بتغيير جماعى وليس بتغيير فردى حيث قال سبحانه :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
الغريب أن صمويل بيكيت تناول الموضوع فى مسرحية فى انتظار غودو حيث ينتظر اثنين وصول المخلص الذى سيحل لهم مشاكلهما وطوال المسرحية هما ينتظران وتبدأ المسرحية وتنتهى دون أن يأتى غودو الذى يخلص الاثنين من مشاكلهم
المسرحية هى انتقاد لنفس القول فى النصرانية واليهودية وهو انتظار المسيا أو المسيح المنتظر
بالطبع كل أحاديث المهدى المنتظر ضعيفة لم يقل منها النبى (ص) شىء وبها تعارضات بالعشرات فى اسم الرجل وفى كونه من أى نسل وزمن حكمه وماذا يفعل ومن يقتل أو من ... وعدد من يكونون معه وعدد من هم ضده ....