السعى فى كتاب الله
سعى الناس شتى:
أقسم الله بالليل عندما يظلم والنهار عندما ينير على أن سعى الناس وهو عملهم شتى أى متعدد بناء على اختلاف أديانهم فقال سبحانه:
"والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى"
أنواع السعى:
وضح الله أن سعى وهو عمل الناس على نوعين :
الأول السعى للأخرة سعيها والمراد العمل للجنة عملها الذى تدخل به وهو العمل الصالح المبنى على الإسلام وجزاء السعى هو أن سعى مشكور والمراد أن عملهم عمل مثاب عليه والثواب هو الآخرة وهو الجنة وفى هذا قال سبحانه:
"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"
الثانى السعى للدنيا وقد وصف الله أصحابه بالأخسرين أعمالا وهم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا والمراد الذين ساء عملهم فى الأولى وهم يظنون انهم يحسنون صنعا والمقصود أنهم يظنون أنهم يصلحون العمل وفى هذا قال سبحانه:
"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "
جزاء السعى سبب الساعة :
وضح الله أن الساعة التى أخفى الله موعدها حادثة والسبب أن تجزى كل نفس بما تسعى والمقصود أن يحاسب كل فرد على ما يعمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفى هذا قال سبحانه:
"إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى"
السعى مرئى :
وضح الله أن الإنسان ليس له إلا ما سعى والمراد ليس له إلا جزء ما عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر وأن سعيه سوف يرى والمقصود وأن عمل الفرد سوف يشاهده الإنسان فى صورة كتاب يستلمه بيمينه أو شماله مسجل فيه حياته كاملة صوتا وصورة وفى هذا قال سبحانه :
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى"
تذكر الإنسان ما سعى عند القيامة :
وضح الله أن الطامة الكبرى وهى الحادثة العظمى وهى القيامة يومها يتذكر الإنسان ما سعى والمراد يومها يعرف الفرد جزاء ما عمل فى دنياه من خلال مشاهدته لكتاب حياته وفى هذا قال سبحانه:
"فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى"
سعى النور فى الأيدى :
وضح الله أن يوم القيامة لا يذل الرسول(ص)والذين صدقوا برسالته حيث نورهم يسعى بين أيديهم والمقصود عملهم يوجد على كفهم وفسر الله هذا بأن الكتاب موجود فى أيدى المسلمين اليمنى يشاهدونه وهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا والمراد ارض عن عملنا وفى هذا قال سبحانه:
"يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا"
ووضح الله لنبيه نفس المعنى وهو أنه يشاهد المسلمين والمسلمات فى يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم والمراد يوجد عملهم فى أيديهم التى فسرها بأيمانهم والمقصود فى أيديهم اليمنى وفى هذا قال سبحانه:
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم"
الرضا عن السعى :
وضح الله أنه فى يوم القيامة تكون وجوه ناعمة والمراد نفوس سعيدة لسعيها راضية والمراد بعملها مطمئنة فى الجنة العالية وفى هذا قال سبحانه:
"وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية فى جنة عالية"
عقاب الذين سعوا فى آيات الله معاجزين:
وضح الله أن الذين سعوا فى آياتنا معاجزين والمقصود أن الذين صاروا لأحكام الله مخالفين هم أصحاب الجحين أى النار وفى هذا قال سبحانه:
"والذين سعوا فى آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم"
وفسر الله الجحيم بأنه عذاب من رجز أليم وفى هذا قال سبحانه:
" والذين سعوا فى آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم"
جزاء الساعين فسادا فى الأرض دنيويا :
وضح الله أن عقاب المحاربين لدين الله ورسوله(ص) وقد فسرهم بأنهم من يسعون فى الأرض فسادا والمراد من يعملون فى الأرض عملا سيئا هو واحدة من العقوبات التالية:
القتل والصلب مع تقطيع يد ورجل جهاتهم متعاكسة والنفى من الأرض وهو الاغراق فى المياه وفى هذا قال سبحانه:
،"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"
الأظلم هو الساعى فى خراب المساجد"
وضح الله أن الأكثر ظلما أى كفرا هو الذى منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه والمقصود الذى حرم على بلاد الأرض أن يحكم فيها بوحيه وهو العدل الذى أنزله وفسر هذا بأنه سعى فى خرابها والمراد عمل على تدمير أهل البلاد بتشجيعهم على الكفر بوحى الله وفى هذا قال سبحانه:
"ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها"
معنى الفساد هلاك الحرث والنسل:
وضح الله أن الكافر هو الذى تولى والمراد الذى انصرف من عند الناصحين له فى الله سعى فى الأرض ليفسد فيها والمراد تحرك فى البلاد ليظلم فيها وفسر فساده وهو ظلمه بأنه يهلك الحرث والنسل والمراد يدمر المال والحرث وهو الزرع رمز لكل أنواع المال والنسل وهو الناس والتدمير ليس حرقا وقتلا فقط وإنما تضليل واضلال البشر بالأحكام الظالمة التى يحكم بها فى الأرض وفى هذا قال سبحانه:
"وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل"
السعى لذكر الله يوم الجمعة :
وضح الله للمؤمنين أن الواجب عليهم عند سماع النداء فى يوم الجمعة لأداء الصلاة الجماعية هو أن يسعوا إلى ذكر الله والمقصود أن يذهبوا إلى قراءة وحى الله وهو القرآن وبين أو واجبهم هو ترك البيع والمراد به العمل المهنى الذى يعملون به ساعة النداء وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع"
بلوغ السعى:
وضح الله أن أن إبراهيم(ص) لما بلغ مع إسماعيل(ص) السعى والمراد لما أنهى السير وهو المشى معه توقف فقال له:
يا ولدى إنى أشاهد فى المنام أنى أذبحك ففكر بم ترد على وفى هذا قال سبحانه:
" فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى"
السعى لإنقاذ موسى(ص):
وضح الله لنا أن رجل أتى من أقصى البلدة يسعى والمراد يتحرك قاصدا موسى(ص) حتى توقف عنده فقال :
يا موسى إن القوم يجتمعون لدراسة كيفية قتلك فاهرب إنى لك من المريدين لحياتك وفى هذا قال سبحانه:
"وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين"
الحية الساعية:
وضح الله أنه طلب من موسى(ص) أن يلقى أى يرمى عصاه فلما رماها تحولت إلى حية تسعى والمقصود ثعبان يتحرك قال أمسكها ولا تخشى أذى سنرجع العصا طبيتها السابقة وفى هذا قال سبحانه:
" قال ألقها فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى"
التخيل أن العصى تسعى:
وضح الله أن موسى(ص) قال للسحرة ارموا ما عندكم فرموا حبالهم وعصيهم على الأرض وقد بلغ من تفننهم فى الصناعة أن موسى(ص) خيل إليه من سحرهم أنها تسعى والمراد توهم أن ان الحبال والعصىى الثابتة الساكنة تتحرك من مكانها فدخل الخوف إلى نفسه وفى هذا قال سبحانه:
" قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس فى نفسه خيفة موسى"
المؤمن الساعى :
وضح الله أنه جاء من أبعد مكان فى القرية التى أرسل الله لها الرسل الثلاثة رجل يسعى والمقصود إنسان يمشى حتى وقف على قومه فقال لهم يا قوم أطيعوا الرسل وفى هذا قال سبحانه:
"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين"
الإدبار للسعى :
وضح الله أن موسى(ص) أرى فرعون ألاية الكبرى والمراد المعجزة العظيمة فكفر وخالف أمر الله ثم أدبر يسعى والمراد ثم ذهب يكيد والمقصود يدبر المؤامرات فجمع الناس فقال أن خالقكم الأعظم وفى هذا قال سبحانه:
"فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى"
الساعى الخاشى لله:
وضح الله لنبيه(ص) أن من استغنى وهو من استكثر ماله فكفر تتصدى بهدايته وهو لا يريد هدايتك وأما من جاءك يسعى وهو يخشى والمراد وأمن آتاك يهتدى وهو يخاف من عذاب الله فأنت عنه منشغل وفى هذا قال سبحانه:
"وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى"
اليهود والسعى فسادا فى الأرض:
وضح الله أن اليهود كلما دبروا مؤامرة لايقاع القتال بين المسلمين أفسدها الله وفسر الله هذا بأنهم يسعون فى الأرض فسادا والمراد يتنقلون فى البلاد تدميرا للعدل فيها وفى هذا قال سبحانه:
"كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا"
سعى الطيور :
وضح الله أن إبراهيم(ص) دعا الله قائلا رب أرنى كيف الموتى والمقصود إلهى اجعل أشاهد كيف تحيى الهلكى فقال له الله هل لم تصدق بقدرتى على ذلك فقال صدقت بها ولكن أريد أن يتوقف الشك فى نفسى قال أمسك اربعة أفراد من الطيور فاذبحهن وقطعهن ثم اخلطهن واجعل على كل مرتفع بعض من هذا الخليط وقف فى الوسط وقل لهن تعالين يأتينك سعيا والمقصود يجيئوك أحياء وبألفاظ أخرى يأتوك وهم يتحركون كما كانوا وفى هذا قال سبحانه:
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا"