الخمورجية وتحليل الخمر
حسب التاريخ الكاذب فإن الخمورجية قديما حاولوا إباحة الخمر من خلال الروايات فرووا روايات عن الصحابة تجعل الخمر ليست محرمة وهم لم يقولوها أبدا وإنما الروايات ألفها أهل الضلال هى من حاولت الايحاء بذلك كما فى رواية ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محارب بن دثار:
أن ناساً شربوا الخمر بالشام، فقال لهم يزيد بن أبي سفيان شربتم الخمر؟ قالوا: نعم. لقول الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا}.فكتب فيهم إلى عمر، فكتب عمر إليه: إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تُنْظِرْ بهم إلى الليل، وإن أتاك ليلاً فلا تُنْظِرْ بهم إلى النهار، حتى تبعث بهم إليَّ لا يفتنوا عباد الله"
بالطبه تلك الروايات معناها واحد وهو أن الرسول(ص) لم يبلغ الصحابة الوحى كاملا وهو ما يتعارض مع أنه بلغه كله لأن الله رضى عنه فغفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر حيث قال :
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما"
وظل الأمر كذلك عبر العصور يظهر كل فترة بعض من الناس يحاولون الايحاء للناس أن الخمر مباحة حتى وإن كانت معصية
وفى عصرنا ظهر بعض من هؤلاء ومن بين هؤلاء كاتب أسمى نفسه أحمد آل جمعة من السودان قال فى مقال:
"الفضيله..الكاذبة وخرق السفينة
اسرار وخفايا سورة الكهف
والتأويل ..العلمي من القرآن الكريم..في الحوار مابين نبي الله موسى عليه السلام.والعبد الصالح
وسياحتنا الايمانيه في حلقة اليوم ...قوله تعالى في سورة الكهف..
بسم الله الرحمن الرحيم
“فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا”71”سورة الكهف
خرق السفينه فعل يؤدي إلى اغراقها...في ظاهر الأمر...
ولكن في الباطن كان بمثابة طوق النجاة....
“أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا”79”سورة الكهف....
تتضمن هذه الايه الكريمه حكم فقهي ....وقاعدة اصوليه..
جلب المصلحه ..مقدما على درئ المفسده.. في بعض الحالات
“يقول الإمام السبكي: " درء المفاسد أولى من جلب المصالح ويستثنى مسائل ، يرجع حاصل مجموعها إلى أن المصلحة إذا عظم وقوعها ، وكان وقع المفسدة أخف : كانت المصلحة أولى بالاعتبار ويظهر بذلك أن درء المفاسد ؛ إنما يترجح على جلب المصالح إذا استويا ".
ومن صور خرق السفينه...
إباحة ...فتح البارات
لا شك أن الخمر من العادات السيئه....ولم تحرم بنص قراني صريح.....لحكمة يعلمها الله
يريد الله منا أن نعبده اختيارا..كما نعبده اضطرارا "
هنا الكاتب يتحدث عن إباحة الخمر من خلال آيات لا تتحدث عن الخمر إطلاقا ولم يرد فيها لفظ الخمر والعريب أنه استدل بكلام السبكى على صحة استدلاله والإمام السبكى لم يتحدث إلا عن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ولم يقل شيئا عن احلال الخمر ولا عن أى شىء فعبارته تتحدث عن القاعدة فقط
الغريب أن استدلاله يعاكس ما يريد لأن درأ مفاسد الخمر مقدم على جلب المنافع منها وبذلك هدم الكاتب استدلاله لأن الخمر فيها إثم وهو الضرر وفيها نفع
وتناول الكاتب ما اعتبره دليل أخر وهو الاستدلال بأن السعودية الحالية تروج للخمور حاليا بعد أن كانت أكثر الدول تشددا فى تحريمها باعتبار أنها توفر فرص عمل للشباب من السياحة حيث قال :
"ولا تصح العباده الا إذا كانت بالوازع الداخلي..وليس بالرادع الخارجي...وفي هذا الشأن يقول أعز من قائل
“وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ “100”سورة الأنعام
فالشرك بالله في سياق هذه الايه الكريمه يدل على تحريم ما أحل الله ...”وخرقوا له بنين وبنات بغير علم”والخرق هو التعطيل
فتم منع وظائف مشروعه لفئة الشباب..من مترجمين ومرشدين سياحين وخلافه...
أهم ميزة اقتصاديه من مميزات السياحه أنها غير مستنزفه للموارد..وتجعل من عملات العالم تسبح داخل البلاد...هذا بالاضافه
لخلق ملايين فرص العمل للشباب
فأكثر الدول تشديدا بتحريم الخمر الان في الرؤيا الاقتصاديه تريد أن تجعل من السياحه رافدا قومي..رغم أن إنتاجها اليومي من النفط حوالي عشر مليون برميل يوميا.....وهذا القرار متوافق مع الشرع...."
الغريب أن ما قاله يتعارض مع القاعدة التى ذكرها السبكى فالمفاسد أكثر أى أكبر ومن ثم لا يوجد توافق بين الشرع كما فى قوله " وإثمهما أكبر من نقعهما"وبين ما شرعه البعض كما يتناقض مع قاعدة درأ المفاسد مقدم على جلب المنافع
وتناول ما ظنه الآية الخاصة بالمشروبات حيث قال :
"اما من يعتقد أن التحريم ورد فيما يختص بالمشروبات يقول المولى عز وجل في سورة محمد
“مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ”15”سورة محمد
فضرب المثل يكون بشئ محسوس بشئ خارج الإدراك لتقريب المعني..فالانهار من اللبن ترمز إلى الصناعة التحويلية والأنهار من الماء رمز للتوسع رأسيا في الزراعه عن طريق بناء القنوات المائيه...وانهار الى عسل غير مصفى رمز إلى اصحاح البيئة وعدم الغش التجاري .بإنتاج عسل مصنع يضر بصحة المتعاطي..وانهار من خمر لذة للشاربين إشارة إلى الصناعات التحويلية...وذبادة الدخل القومي بفرض الضرائب لهذا المنتج"
والرجل إما يستهبل أو مجنون فالآية صريحة فى أن المشروبات هى مشروبات الجنة بالقول "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ" ومن ثم لا يمكن الاستدلال باباحة مشروبات أخروية على إباحة مشروبات دنيوية
الغريب أنه لم يبحه بناء على تفسيره الكاذب شرب الماء الاسن وهو الماء الراكد ماء البرك ذو الرائحة منتنة فهذا بناء على تفسيره يجب أن يباح كما أباح شرب الخمر ولكنه يفسره على حسب هواه
“ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو”
وقال عن أية تحريم الخمر أنه ليست دليل تحريم حيث قال :
"..وهذه الايه دليل واضح ..بعدم تحريم ..ما أباح الله....
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ”219”سورة البقرة
الإثم ...لمن يسئ استخدام حريته...والمنافع للناس في إنعاش دولاب الاقتصاد..بالنشاط التجاري المتعدد"
كما سبق القول الرجل يحاول الاستهبال أو الاستعباط فكلمة إثم كبير وكلمة وإثمهما أكبر من نفعهما دليلان واضحان على الحرمة
ولكى نقطع عليه وعلى كل من يقول ان كلمة الحرمة لم ترد فى آيات الخمر نقول له إن الإثم محرم كما قال سبحانه :
"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ"
هنا الإثم محرم ومن ثم معنى إثم الخمر محرم
وأكمل الكاتب استهباله حيث قال :
"تدبر قوله تعالى
“وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”67”سورة النحل...
الاباحه في قوله تعالى “وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا “
ودقة ألفاظ القرآن الكريم تتجلى في قوله تعالى “سكرا ورزقا حسنا”فالرزق الحسن جاء معطوفا مع السكر.....
كفل الدستور السماوي...الحرية المطلقه...لمن يريد أن يتعاطى الخمر...
وتصادر حرية الفرد عند إساءة استخدامها...وهنا يتجلى الفرق بين الدستور والقانون واللوائح المدنيه..فالدستور ثابت لا يتغير بتغير المكان أو تقادم الزمان
اما القانون..فهو الذي ينظم قيم الدين...بصياغة اللوائح المدنيه والاداريه الرادعه...لمن يتعاطى أثناء الدوام..أو قيادته للسيارة..
وكذلك لمن لا يبلغ سن الرشد .يعاقب صاحب البار..وتصل العقوبه إلى سحب رخصته..ولكن لا يجوز للدوله أن تحرم ما هو مباح شرعا...وواجب الدوله إشاعة الفضيله لمحاربة الرزيله
اما الرزق الحسن..فيتمثل في وظيفة المهندس الكبميائي..الذي يقوم بتركيب النسب المولاريه المناسبه ويكون اعداد هذه الخمر بإشراف الدوله من أجل حماية المستهلك...."
الكاتب هنا يعتبر أن الرزق الحسن هو صناعة الخمر مع أن الله ذكر السكر والرزق الحسن وهو ما يعنى أن السكر وهو الخمر غير الرزق الحسن فالرزق الحسن هو الطعام المأخوذ من النخل وشجر العنب وهو الأخشاب التى تستعمل فى البناء وغيره والسعف الذى يستخدم فى التضليل وصناعة السلال وغيرها
أقول لأمثال الكاتب وكلهم يعتمد على أن الله لم يذكر كلمة الحرمة صراحة فى آيات الخمر مستبعدين كل كلام الله :
السكر فى مقابل الرزق الحسن
كبر الإثم
إثمهما أكبر من نفعهما
اجتنبوا
فهل أنتم منتهون
إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
فى الدلالة على الحرمة
الدليل على الجرمة طبقا لكلامكم هو :
ان الله حرم الإثم ومنه إثم الخمر حيث قال :
"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ"