خواطر حول مقال جريملنز: كائنات غامضة تنشر الرعب في السماء

المساهمات : 2098 تاريخ التسجيل : 18/01/2023

خواطر حول مقال جريملنز: كائنات غامضة تنشر الرعب في السماء
الكاتب هو اكرم خداداد كرم علي من النرويج وموضوع المقال هو ظهور مخلوقات لها صفات معينة للطيارين في الطائرات في فترة أربعة عقود ما بين الحربين العالميتين وفى ابتداء المقال أظهر الكاتب وجود ملفات غامضة في تاريخ الطيران حيث قال :
"لاشك ان ملفات تاريخ الطيران والقوات الجوية في العالم حافلة بالأحداث والقصص الغريبة التي لا تخلو من الاثارة والغموض في نفس الوقت، خاصة تلك التي تحكي عن المشاهدات والحالات الغامضة والتي يصعب تفسيرها استنادا للقوانين المادية المعروفة."
الغريب أن تلك الكائنات اختفت فيما بعد الحرب العالمية الثانية ولم يعد أحد يذكرها وهو أمر معناه ان الطيارين هم من اخترعوا الأكذوبة للتغطية على جرائم كانوا يقومون بها
والغريب هو أن تلك المخلوقات ظهرت في طائرات عسكرية فقط ويحكى الكاتب حكايات نشرت عن ذلك المخلوق الخرافى قائلا:
"من أغرب تلك القصص وربما اكثرها غموضا هي تلك التي وقعت تفاصيلها اثناء الحربين العالميتين، والتي وثقت عبر التقارير المسجلة لدى سلطات الطيران والقوات الجوية في الدول المتحاربة، وتروي عن ظهور كائن غريب عدواني، ينشر رعبا كبيرا بين الطيارين وطواقم الطائرات، الكائن الغامض اطلق عليه تسمية جريملين Gremlin او جريملنز Gremlins بصيغة الجمع.
كائن غامض صغير الحجم نسبيا في خضم المعارك الجوية والمواجهات الدامية مع طائرات العدو حيث أصوات الانفجارات والاجواء المليئة بالدخان، يجد الطيارون وطواقم الطائرات انفسهم في مواجهة عدو من نوع اخر، مخلوق او كائن غامض صغير الحجم نسبيا غريب الشكل، عدواني هائج، يظهر بشكل فجائي بشكل مفرد أو بأعداد كبيرة داخل الطائرة او خارجها، يتحرك بسرعة عالية، يهاجم ويعبث بكل شي لينشر الدمار والفوضى في كل اجزاء الطائرة.
الكثير من القصص والتقارير المستندة على اتصالات ونداءات الطيارين المسجلة لدى مراكز المراقبة، تشير الى وجود ارتباط ملحوظ بين حدوث مشاكل تقنية وربما سقوط عدد كبير من الطائرات مع ظهور هذا الكائن فيها او كائنات ذو مواصفات مماثلة لها بدرجة كبيرة وهذه القصص المسجلة غير مختصة بجهة أو دولة واحدة فقط وانما تشمل سلطات الطيران في مختلف دول العالم.
من القصص المثيرة حول وجود هذه المخلوقات هي قصة وقعت تفاصيلها سنة 1923 لطيار بريطاني نجا بعد سقوط طائرته في البحر حيث اخبر في تقريره عن حادثة السقوط، انه هوجم من قبل مخلوقات غريبة صغيرة الحجم ظهرت فجأة داخل طائرته وسببت تلفا ودمارا لعدد من المعدات الموجودة داخل الطائرة مما ادى الى عطب في المحرك وسقوط الطائرة.
الطيارون الامريكان كانت لهم قصصهم مع هذه الكائنات الغريبة وتاريخ بعض هذه المشاهدات والحوادث تعود الى الثلاثينيات من القرن المنصرم.
احد الطيارين الامريكيين يعرف اسمه بمختصر L.W والذي كان يقود احدى القاصفات الثقيلة من طراز B-17 في الحرب العالمية الثانية يروي مواجهة مرعبة مع هذه المخلوقات التى ظهرت له في مختلف أجزاء الطائرة بعد الاقلاع بوقت قصير حيث يصف بانه في البداية سمع أصوات غريبة داخل المحرك والمعدات داخل الكابينة ثم تفاجأ بوجود مخلوق مرعب ينظر اليه من احدى النوافذ الجانبية لكابينة الطيارين، ويقول أيضا في تقريره عن الحادثة بأنه اصيب بالصدمة والحيرة الشديدتين عندما رأى احد المخلوقات جاثما على مقدمة الطائرة وآخر يتحرك بسرعة باتجاه النافذة الامامية للطائرة ويصطدم بها محاولا تهشيمها.
كائنات قصيرة القامة ذات عيون حمراء واسنان مدببة وفي تقريره عن شكل ومواصفات الكائنات يشير الطيار للامريكي الى انها صغيرة الحجم بطول حوالى 3 اقدام أو أقل، عيونها حمراء مشعة، ذو أذرع طويلة بشكل غير طبيعي، ذو جلد رمادي املس، فم بارز ملى بالاسنان الحادة واذان طويلة مدببة.
من الحوادث الخطرة المسجلة لدى سلطات الطيران الامريكية هي حادثة الهجوم الذي تعرض له طيارين وطاقم طائرة نقل عسكرية امريكية المولف من 13 فردا من قبل كائن ذو اوصاف مشابه للجريملينز، تعود الحادثة الى اواخر صيف سنة 1939 اي قبل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية، حيث سجلت ابراج المراقبة في مطار قاعدة سان دييغو التابع لمشاة البحرية الامريكية في ولاية كاليفورنيا نداءات استغاثة عاجلة من الطائرة بعد ما يقارب الثلاث ساعات من اقلاعها، ثم ظهرت الطائرة في اجواء القاعدة بعد انقطاع الاتصال معها لمدة عدة ساعات، وكانت تحاول الهبوط الاضطراري، وعلى الجسم الخارجي للطائرة كانت توجد اثار إصابات ودمار.
ويشير التقرير ايضا الى المشهد المرعب الذي رآه طاقم الانقاذ والطبابة التابعين للقاعدة عند دخولهم للطائرة بعد هبوطها بسلام، حيث وجدوا جثث طاقم الطائرة ممزقة وعليها اثار مخالب تشبه الحيوانات المفترسة، مساعد الطيار والذي استطاع الهبوط بالطائرة كان الوحيد على قيد الحياة، لكنه توفي بعد وقت قصير في المستشفى متأثرا بجروحه البليغة.
رغم أن معظم التقارير الواردة من الطيارين تضفي صفة العدوانية والشر على هذا الكائنات الا ان ما قاله الطيار والمخترع الامريكي تشارلز ليندبيرج Charles Lindbergh عن الحادثة التي حصلت معه والتي نشره في كتابه المشهور The spirit of st. Louis سنة 1953، يشير الى رأي مخالف، حيث ذكر ان المخلوقات التى ظهرت له بعد تسعة ساعات طيران، قامت بمساعدته على التركيز عبر التحدث معه باستمرار واشارت عليه بمعلومات تخص الملاحة الجوية اثناء رحلة الطيران الطويلة عبر المحيط الاطلسي الذي قام بها في ماي 1927.
يصف ليندبيرج تلك الكائنات على انها ضبابية صغيرة او على هيئة بخارية تتجسد ببطء، ذكية جدا، مما قد يعطي انطباعا انها ربما تكون اشباحا في طبيعتها أو كائنات من ابعاد اخرى،
ومن الجدير بالذكر ان المشاهدات المسجلة لم تقتصر على طياري وطواقم الطائرات لدولة معينة بل شملت دول مختلفة مثل المانيا واليابان، لكن الحصة الاكبر من التقارير حول مشاهدات وهجمات هذه المخلوقات والتى رفعت الى سلطات الطيران كانت من نصيب الطيارين البريطانيين اثناء الحرب العالمية الثانية.
التسمية مشتقة من كائنات غامضة قديمة في الفلكلور الانجليزي تسمية أو مصطلح جريملينز Gremlins انتشرت بشكل كبير لأول مرة بين الطيارين البريطانيين في عشرينات القرن الماضي في اشارة تلك المخلوقات الخفية ذات الأجسام الصغيرة إلى حد ما وآذان مدببة كبيرة الحجم، ومنذ ذلك الوقت اصبحت التسمية جزءا من الفلكلور الخاص بالطيران، لكن أصل التسمية يبدو أن لها جذور قديمة وربما يكون مشتقا من كلمة انكليزية قديمة جريم Greme التي تصف نوعا معينا من المخلوقات المنتمية لعالم العفاريت Demons.
من اوائل ما نشر حول ظهور هذا الكائن في الطائرات هو التقرير الذي نشره جريدة The spectator البريطانية في بدايات القرن العشرين حيث اشارت فيه الى المشاهدات والحوادث المتعلقة بهذا المخلوق الغامض والمسجلة لدى القوة الجوية الملكية مابين عامي 1917 - 1918.
وفي ابريل 1942 نشرت مجلة القوات الجوية الملكية RAF JOURNAL مقال بعنوان مسئلة الجريملينز بقلم هوبرت جريفيث The Gremlin Question.By HUBERT GRIFFITH يشير ويؤرخ فيها الى قصص وجود وظهور هذه الكائنات الغامضة.
تم الاعتراف بوجود الظاهرة لكن من دون وجود تفسير لها في سنة 1940، اعترفت وزارة الطيران البريطانية بوجود هذه الظاهرة وشكلت لجنة خاصة للبحث وتقصي الحقائق حول المشكلة، وللأسف لم تنشر اي شيء عن النتائج التى توصلت اليه الدراسة والبحث، لكن الوزارة أصدرت لاحقا وتحت اشراف الضابط الطيار بيرسي برون Percy Prune كراسا لمساعدة الطيارين حول طرق التعامل والتخلص من هذه المخلوقات عند ظهورها، وجاء في الكراس ايضا شرح لأنواعها وأشكالها."
بالطبع هذه الحكايات لا أساس لها بدليل أن لا يوجد أى جزء قطع من مخلوق من تلك المخلوقات ولا حتى اثر براز له أو غير هذا
ويجب أن نبين أن تلك الطائرات معظمها كانت طائرات فردية يقودها فرد واحد ولم يكن هناك أجهزة تتابع تلك الطائرات ومن ثم استخدمها الطيارون في ارتكاب جرائم مثل اركاب امرأة على الطائرة بزعم الفسحة للقيام بعد ذلك بالزنى معها ومثل مقابلة من يعمل معهم في التجسس لصالح المعسكر ألأخر ومثل تهريب آثار او مخدرات او حتى حيوانات يتم خطفها لبيعها لحدائق الحيوانات وهو ما يبدو انه كان في طائرة النقل العسكرية الامريكية
وعرض الكاتب وجهة نظر المشككين في وجود المخلوقات الخرافية حيث قال :
"توجد آراء كثيرة حول وجود هذه المخلوقات والظاهرة التى تعرض له الطيارين في الحرب الثانية، فالمشككين حاولوا ارجاع ما حدث للطيارين الى ضغوط نفسية مصاحبة لقلق شديد مزمن تعرض له الطيارين اثناء الحرب الجوية ادت الى حالات من الهلوسة والتخيلات Hallucinations، لكن وجود بعض الحقائق قد تجعل هذا التفسير ضعيفا منها مثلا وجود عدد كبير من التقارير لطيارين محترفين ذو خبرة عالية في الحرب الجوية وليست لهم سجلات سابقة تشير الئ وجود حالات نفسية لديهم وتقارير مماثلة صدرت عن طيارين كانوا في رحالات جوية اعتيادية غير عسكرية"
واختفاء الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية راجع إلى ظهور أجهزة رصد الطائرات وظهور الطائرات العسكرية ذات الطيارين والمساعدين الأخرين وهو ما جعل القيام بالجرائم السابقة مستبعد لعدم تعريض النفس للانكشاف والمحاكمة العسكرية
الغريب أن الطائرات المدنية في تلك الفترة لم تحدث فيها حادثة واحدة من تلك الحوادث وهو ما يفسر أن الجماعية في الطائرات المدنية جعلت ارتكاب مثل تلك الجرائم أمر مستبعد تماما
وأما الكائن الخرافى فلا يوجد مشابه سوى القرود فهى التى أيديها أطول من باقى الأعضاء ولها أسنان ولكنها ليست من حيوانات أوربا وامريكا إلا أن تكون عمليات تهريب لخها من دول تواجدها