مناقشة لمقال غرائب الهدهد
الكاتب هو جلال الدين الحمداني وموضوع المقال هو معلومات يجهلها الكثيرون عن الهدهد وقد تناول بالكلام حجر يسمى حجر المس بقدر حبة الحلبة وعنه قال :
"(طائر الهدهد وحجر المس)
طائر الهدهد هو طائر عجيب شكلاً و مضموناً وكله أسرار، ولا عجب في ذلك فقد تفوق على الجميع في جلب الأخبار وقد أكد الله سبحانه وتعالى ذلك في القرآن الكريم إذ قال:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَأباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَاتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22}، سورة النمل.
ومن أحد أسرار هذا الطائر العجيب هو ما يسمى حجر المس، و هي حبة صغيرة فيروزية اللون تشبه لحد كبير حبة الحلبة المعروفة عندنا ... فأنا على يقين أن هذا الحجر موجود لأنني سمعت عنه من أحد الشيوخ الروحانيين أهل ثقة رحمه الله وقد وصفه لي بالتدقيق، وأظنه قد سبق له أن حصل عليه ولكن لا يريد إخباري بذلك ..
كما كثر الحديث عنه في السبعينات من القرن الماضي وتداول الناس الكثير من الحكايات عنه. ويستعمل هذا الحجر لفتح أي شيء مغلق مهما كان، ويستعان به أيضاً في فتح الكنوز، كما أنه مضرب مثل شائع عندنا فيقال (فلان عنده حجر المس) فأينما توقعت وجوده فلا تجده .. فحامله يحصل على فطنة غير عادية وتنبؤات وحدس غير عادي.
ويقال أن هذ الحجر موجود في أسفل حنجرة الهدهد متى ما احتاجه أخرجه .. وإن حوصر أو شعر بخطر الموت فإنه يبتلعه، فاذا دخل معدته بطل مفعوله ويصبح بلا قيمة.
وقال البعض أنه ليس في حنجرته إنما يخفيه في مكان ما، وكلما احتاجه أحضره ولا يقدر على أخذه منه إلا من كان شيخاً متمرساً وصاحب علم وعزائم قوية تمكنه من تنويم الهدهد عن بعد، وبذلك يحصل على الحجر سليم المفعول ..
فعندما كنت شاباً مولعاً بمثل هذه الأمور حاولت الحصول على هذا الحجر بمساعدة بعض الأصدقاء لما كنا نسمع عن خوارقه .. وقد صادفنا الحظ وعثرنا على عش للهدهد في حفرة أحد حيطان منزل خرب، وكان العش فيه فرخان فهممنا بإغلاق ذلك العش بقاع قارورة من البلور مع قليلٍ من الجبس وتركنا فتحة صغيرة حتى يتمكن الفرخان من التنفس ثم اختبأنا وبقينا نترقب رد فعل الهدهد آملين أنه سيحضر الحجر المطلوب ليفك به أبنائه ونشاهد كيف يستخدمه.
ولم تمضِ إلا دقائق قليلة حتى حضر الهدهد وكأنه أحس بالخطر الذي يحدق بفراخه وأخذ يرفرف بجناحيه ويحوم حول العش ثم ارتفع في السماء عالياً حتى تمكن من رؤية مكان اختبائنا ثم طار بعيداً واختفى وكأنه فهم المؤامرة.
انتقلنا إلى مكان آخر واختبأنا فيه وبقينا ننتظر عودته لحوالي ساعتين تقريباً ولكنه لم يعد .. عندها فهمنا أنه تفطن إلينا وفشلت المحاولة فعدنا إلى العش ونزعنا قاع القارورة خشية أن تموت الفراخ وانتهى الأمر."
هذا الكلام عن الحجر ووجوده في جسم الهدهد هو تخريف فلا وجود له ولو كان موجودا لعرفه الكثير من الصيادين الذين يصطادون الطيور
وبالطبع لا يوجد حجر يفتح أى شىء لأن زمن المعجزات انتهى بقوله سبحانه :
" وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والعملية لا تزيد عن كون بعض الصوفية يغررون بالمغفلين ليأخذوا أموالهم بالباطل أو لكى يوهموهم أن لديهم قدرات خارقة
وتناول الكاتب أن ريش وأظافر ودم الهدهد لها صفات تستخدم في الشر وعظامه تستخدم في الخوارق حيث قال |:
"وأما عن ريشه وأظافره ودمه فلهم عدة خصائص وأسرار أغلبها تستعمل في الشر ويعلمها المختصون في هذا المجال. كما أن له عظم معيين يصنع به الخوارق، فالسحرة وخاصة البحاث عن الكنوز منهم يذهبون إلى نهر في العراق على ما أذكر ويلقون عظام الهدهد في ذلك النهر بعد طبخه وإجراء طقوس معينة وقراءة عزائم خاصة بهم، حينها كل العظام تسير مع تيار النهر إلا واحد فهو يسبح ضد التيار وذلك هو العظم المطلوب فيأخذونه ويفعلون به عدة خوارق .... والله أعلم."
وكل هذا الكلام هو خرافات فلو كان الأمر صحيحا ما تعب النفس ولا عملوا فبمجرد اصطياد الهدهد وهو أمر سهل يمكن عمل المعجزات المذكورة ولكن لا أحد رأى أو شاهد شىء من ذلك لأن الله منع الآيات وهى المعجزات عن الناس فهى لا تعطى إلا للرسل(ص) كما قال سبحانه :
"وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله "