خواطر حول مقال قدرة الكشف عن مخابئ المياه
موضوع المقال قدرة بعض الأفراد على معرفة أماكن تجمع المياه الجوفية دون آلات رصد أو أجهزة استشعار
يقول المقال :
"لا يزال الغموض يلف تلك الموهبة التي يتمتع بها بعض الأشخاص والتي تتمثل بقدرتهم على الكشف عن مكامن المياه الجوفية باستخدام وسائل بسيطة جداً، فتراهم يمشون في الحقول حاملين بأيديهم عصاً على شكل حرف Y أو بندولاً (رقاصاً) أو اثنين من القضبان على شكل حرف L ليستدلوا على مكانها، ومما يثير الدهشة أن أن بعض الناس قد ينجح بنسبة تصل إلى أكثر من 95 % في الكشف عن مواقع تلك المياه حتى في الأماكن التي لا يتوقع فيها المزارعون وجود المياه الجوفية فيها!
نبذة تاريخية
لا يعرف بدقة متى بدأ الإنسان بممارسة الكشف عن مخابئ المياه عبر التاريخ ولكن يعتقد أنها تعود إلى 8000 سنة مضت، حيث عثر على نقوش مرسومة على جدران كهوف تيسيلي المكتشفة في شمال أفريقيا يرجع تاريخها إلى 8000 سنة تصور رجالاً من القبيلة يحيطون برجل يحمل عصا بشكل شوكة.
ويفترض أنها استخدمت للكشف عن مخابئ المياه. كذلك تم العثور على أعمال فنية قديمة من الصين ومصر تصور أناساً يستخدمون أدوات على شكل شوكة لنفس الغرض.
ويعتقد أيضاً أن الكشف عن مخابئ المياه ذكر في التوراة (أو العهد القديم) وإن لم يشار إليه بالإسم من خلال قصة عن موسى وهارون عليهما السلام تتناول استخدامها لقصبة لتحديد موقع المياه.
وفي عصرنا الحالي تستخدم نفس الطرق لإيجاد المياه والثروات المعدنية والبترول والكنوز المخبأة والمقتنيات الأثرية وحتى الأشخاص المفقودين."
بالطبع هذا الكلام هو كلام معمم فتلك القدرة هى ناتجة من التعلم والتجارب فهناك بالتأكيد مظاهر تجعل المكان مصدر محتمل للمياه كوجود بعض النباتات أو بقعة بها رشح
وأما ما روى عن موسى(ص) وهارون(ص) فكلام يخالف كتاب الله فالله هو من عرف موسى(ص) كيفية نبع المياه من الحجر بضربه بالعصا وهى معجزة وليست معرفة حيث قال سبحانه :
وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم"
وأما حكاية الشوكة فربما تكون تلك الشوكة جهاز وليس شوكة عادية من شوكات الزرع
وتناول الكاتب أحد أبحاث الغرب عن الموضوع حيث قال :
"بحث البروفسور هانز ترأس البروفسور هانز ديتر بيتز (بروفسور الفيزياء في جامعة ميونيخ) فريقاً من العلماء للتحقق من قدرة بعض الأشخاص على كشف مصادر الشرب المخبأة تحت الأرض، فأخذوهم إلى 10 دول مختلفة، فاستطاعوا الكشف عن 2000 مورد للمياه بنسبة نجاح عالية جداً، ففي سيريلانكا التي تعتبر ظروفها صعبة من الناحية الجيولوجية تم حفر 691 بئراً جديداً اعتماداً على نصائح بعض الموهوبين الذين كشفوا مخابئها بنسبة نجاح تصل إلى 96% على عكس العلماء المتخصصين بالجيوهيدروجليا (علم المياه الجوفية) الذين نجحوا بنسبة تصل إلى 21% فقط وكذلك احتاجوا إلى شهرين لدراسة الموقع الذي لا تستغرق دراسته لدى هؤلاء الموهوبين عدة دقائق!، وكنتيجة لذلك عينت الحكومة الألمانية 100 من هؤلاء الموهوبين للعمل على كشف مصادر ماء الشرب الجوفية في الأماكن القاحلة من جنوب الهند."
وحكى الكاتب حكاية أحدهم فى اكتشاف منابع المياه حيث قال :
"موهبة الشيخ الحملاوي:
في عام 2006 ومنذ أن شرعت الجزائر في تطبيق الإصلاحات الزراعية المرتبطة بالدعم الفلاحي وحفر الآبار، صار الطلب يتزايد على الشيخ الحملاوي صخارة من منطقة بوسعادة الجزائرية والبالغ من العمر 65 سنة بسبب مواهبه في كشف المياه الباطنية وقدرته على إعطاء تفاصيل دقيقة، منها نوعية المياه إن كانت حلوة أو مالحة وقوة تدفقها إن كانت كافية أو غائرة، وأخيرا عمقها التقريبي الذي لا تتجاوز نسبة الخطأ فيه المتر أو المترين.
ويفتخر الحملاوي بأنه مستعد للتحدي بموهبته هذه حتى أمام كاميرا التلفزيون وإثبات قدرته على الكشف عن المياه الجوفية بتفاصيلها في مكان يختاره ممتحنوه ويشهده العالم.
وأضاف بأن وسائله بسيطة وتتمثل في قطعة حديدية صغيرة أو كبيرة (وهي معيار لقياس الكتل) يتم استخدامها في مكان الكشف أين يمكنها الدوران في يد الشيخ الحملاوي الذي يقرأ تفاصيل حركتها ويعطي المعلومات عن المياه في ذلك المكان، أو يخبر مرافقيه أن المكان خال من أية مياه.
ويتذكر الشيخ الحملاوي قصة ابنته الصغرى التي لم تشأ تصديقه في الأمر وقالت له بأن مسألة الكشف عن وجود الماء في مكان ما أمر يمكن القبول به، لكن معرفة إن كانت مالحة أو حلوة شيء لا يمكن تصديقه. فأمرها الأب بأن تدخل المطبخ لوحدها وتغلق دونها الباب وتملأ كأسا من ماء عذب وآخر تضع فيه الملح ولتغطيهما ولتأتي بهما إليه، ففعلت ما أمرها به أبوها وعادت ومعها الكأسان المغلفان بأغطية لا تبيّن محتوياتهما، وبعد أن مارس الأب طقوسه الخاصة في الكشف أخذ أحد الكاسين وقال لها أما هذا فسأشربه أنا وأشربي أنت الثاني هنيئا مريئا، فما أن تذوقته حتى علمت أنه مِلْحٌ أُجاجٌ، ومن يومها سلمت بقدرات أبيها على الكشف الغريب.
ويؤكد لنا الشيخ الحملاوي أنه اكتشف قدرته على هذا الأمر بطريق الصدفة وعن طريق أحد الشيوخ المرحوم السعيد وهو من منطقة سطيف الذي يحمل نفس الموهبة والذي كان يرافقه في جولاته لعدة سنوات، قبل أن يطلب من هذا الشيخ إمكانية تجريب العملية، فكان أن استجابت القطعة الحديدية لمواهبه ومن يومها قال له معلّمه الشيخ أنت تملك نفس القدرات التي أحملها أنا ثم علّمه بعض أسرار قراءة حركة القطعة الحديدية ومن يومها أصبح الحملاوي محط أنظار? ?الباحثين? ?عن? ?المياه? ?الجوفية? ?في? ?مناطق? ?متعددة من الجزائر?.?"
وقام الكاتب بمحاولة تفسير القدرة التى قيلت حيث قال :
"فرضيات التفسير
في الواقع لا أحد يعلم على وجه الدقة كيف تتم عملية الكشف حتى أمهر الكاشفين، إلا أن هناك نظرية تتحدث عن صلات روحانية بين الشخص الذي يحمل الأداة والغرض المستشعر، وتقترح النظرية إن الأشياء الحية والجامدة تمتلك طاقة والشخص الذي يركز على الغرض المخفي قد يكون لديه بشكل طبيعي توافقاً مع تذبذبات الغرض المخبئ ومن شأنها أن تحرف العصا الشوكية أو البندول الذي يحمله، حيث تعمل تلك الأداة بمثابة نوع من مضخم الإشارات أو هوائي لإلتقاط الذبذبات الضعيفة وتحويلها إلى طاقة.
- المتشككين بالطبع ينكرون على الإطلاق عملية الكشف تلك ويعتبرون أن الأناس الذين لديهم سجلات من النجاح في الكشف عن الأغراض المخبأة هم إما محظوظين أو أن لديهم معرفة اكتسبوها بالخبرة المتراكمة لمعرفة مواقع المياه أو الفلزات.
- صاحب نظرية النسبية وعالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين مقتنع بحقيقة تلك الطرق، وهو يقول:
"أعرف جيداً أن العديد من العلماء يعتبرون الكشف عن الأغراض المخبأة بمثابة علم التنجيم أو أية خرافة قديمة، ولكن بحسب نظرتي النقدية أرى أنه رأياً غير مثبت،، قضيب الكشف هو أداة بسيطة تظهر تفاعل الجهاز العصبي عند الإنسان مع عوامل معينة ما تزال مجهولة بالنسبة إلينا".
الطرق الجيولوجية التقليدية في كشف مكامن المياه يعتقد الكثير من الناس انه يمكن الحصول على المياه الجوفية بالحفر في أي مكان في أي عمق كاف أو الى مستوى اقرب مجرى مائي, ولكن ليست الحال دائماً كذلك إذ ان المياه الجوفية لا توجد إلا فى ظروف جيولوجية ومناخية ملائمة.
ولذلك يستخدم الجيولوجيون مجموعة من العلامات تساعدهم على تحديد الأماكن المحتملة لوجود المياه الجوفية وهي:
1 - ضباب الأرض
يظهر على سطح الأرض أحيانا ضباب تختلف كثافته باختلاف تبخر المياه الجوفي, باستخدام طرق مختلفة مثل: استخدام أفرع طويلة من الأشجار (فى المناطق شبه الرطبة) تغرس فى الأرض وعندئذ تميل الأفرع في هذا الاتجاه كما يمكن استخدام صحون توضع مائلة فوق سطح الأرض وتترك طوال الليل فيشاهد بخار الماء كثيفاً على سطحها الداخلي فى الصباح إذا كان بالأرض كمية كبيرة من المياه الجوفية.
2 - رشح الماء من الأرض
عندما يكون الماء الجوفي قريباً من سطح الأرض, فان قدراً من هذا الماء يصل الى السطح بالخاصية الشعرية, لذلك فإن الأراضي الرطبة التي ترشح ماء تعد دليلاً هاماً على وجود مياه جوفية سطحية.
3 - ارتفاع سطح الأرض
يسترشد بها لتعيين أنسب الأماكن لحفر الآبار فمن المعروف ان مستوى الماء الجوفي يكون أقرب الى سطح الأرض تحت الوديان عنه تحت المناطق المرتفعة.
4 - المناطق الشاطئية والكثبان الرطبة
فى المناطق ذات التساقط الكافي من الامطار تتجمع طبقة من المياه العذبة تطفو فوق المياه المالحة تحت سطح الارض بالقرب من الشواطئ أو المساحات المغطاة بالكثبان الرملية.
5 - وديان الانهار
تعطى الوديان الواسعه المفتوحة واللطيفة الإنحدار فرصاً أفضل لحفر الآبار مما تعطيه الوديان الضيقة ذات الانحدار الشديد.
بالإضافة إلى تلك العلامات يتم الاستعانة بمجموعة من الطرق الجيوفيزيائية.
طرق الكشف الجيوفيزيائية الأخرى تتوقف هذه الطرق على الخواص الفيزيائية للمياه الجوفية فيمكن العثور على مياه الينابيع الحارة أو المالحة او المياه ذات الإشعاعات عن طريق تحديد التأثير الحراري أو الكهربائي أو الإشعاعي لهذه المياه على سطح الأراضي التى فوقها. ويتم هذا التحديد باستخدام اجهزة مثل مقاييس الحرارة وعدادات جيجر، وعندما تكون المياه الجوفية داخل فجوات فى باطن الأرض عندها يتم استخدام طرق لاسلكية للكشف فالموجات اللاسلكية تتأثر بوجود مقل هذه الفجوات أثناء سيرانها فى باطن الأرض كما يتم استخدام طرق أخرى تعتمد على وجود الاختلافات فى الكثافة او المرونه أو المغناطيسية أو التوصيل الكهربائي للصخور وتعرف هذه الطرق بـ الطرق الزلزالية و المغناطيسية والكهربائية."
كما سبق القول لا وجود لقدرات خاصة فقضيب الحملاوى من المؤكد أنه جهاز استشعار من نوعية خاصة أو أن الرجل من كثرة ذهابه وإيابه فى تلك المنطقة عرف مكامن المياه من خلال تجاربه والتى جعلته يعرف صفات الأرض التى بها ماء جوفى
زمن الآيات المعجزات انتهى ببعثة خاتم النبيين(ص) كما قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وحكاية تمييز الماء المالح من الماء العذب لا تزيد عن كونها شم أو نظر للأكواب فالماء المالح تكون له رائحة الملح كما أن منظره فى الكوب يكون متعكرا نوع ما
فالمسألة لا تزيد عن كونها معارف ناتجة من التجارب أو من تعليم أخر لصفات تلك المناطق التى بها مياه جوفية