خواطر حول عمو زغلول واللعب مع المجهول
الكاتب كمال غزال وموضوع المقال هو ألعاب كان الأطفال يلعبونها فى الصغر والمقال معظمه قائم على حكالية عمو زغلول والتى يبدو أن من ألفها كان يريد بها اخافة الأطفال كى يطيعوا الكبار
يحكى الكاتب عن تلك الألعاب التى تشبه جلسات استحضار الأرواح كملا يقول حيث قال :
"أفرزت الذاكرة الشعبية المتوارثة عن الأجداد والتي تتجسد في حكاياهم وتجاربهم المعاشة طرقاً ما زالت تثير فضول الإنسان لاكتشاف المجهول فتدفعه للقيام بها خصوصاً إن سبق لأقرانه تجربتها فتكون تجربتها بالنسبة إليه تجسيدأً لرغبته في الحصول على الإثارة أو تحدي الخوف أو العيش في عالم بعيد وجميل وكلها أمور تجذبه وتصعب مقاومتها.
نذكر من تلك الطرق الويجا وأخف من الريشة وقرع الطبول وهي طرق أشبه بجلسات يشارك بها مجموعة من الأشخاص، وما زال البعض يصفها بالألعاب معتبرين أنها حالة من التوهم ومقللين من عواقبها، بينما يعدها آخرون شكلاً من جلسات استحضار الأرواح، ومن تلك الجلسات "الألعاب" نذكر "عمو زغلول"."
وحكى لنا عن شروط لعبة عمو زغلول حيث قال :
"شروط إقامة جلسة "عمو زغلول "
1 - لا تتم الجلسة إلا بوجود عدد لا يقل عن 4 مشاركين.
2 - يتم إحضار قدر او أي آنية كبيرة الحجم بها ماء معتدل الحرارة ويوضع في مكان مرتفع عن سطح الارض بمسافة ليست بكبيرة.
3 - تطفأ الأنوار.
4 - يقوم المشاركون بالدوران حول القدر لـ 7 مرات في عكس اتجاه عقارب الساعة وهم يرددون: "عمو زغلول " بصوت مرتفع والذي ينتج عنه نغمة مميزة قريبة من " لولولولولو ".
5 - يكون أحد المشاركين قريباَ من مفتاح الإضاءة تحسباً لوقوع أي أمر مفزع، فالضوء يقوم بإبطال الجلسة وكذلك تبطلها أي مقاطعة من طرف خارجي.
6 - التكتم عن ما يحدث في الجلسة، فالأمر سري ومن يبوح بما يحدث في الجلسة فقد خان الصداقة.
ونقل عن فتاة من السعودية تدعى أفنان الحكايات التالية :
"تجربة واقعية
فيما يلي نذكر تجربة واقعية أرسلتها صاحبتها وخصت بها موقع ما وراء الطبيعة: " في أيام طفولتي كنت مع مجموعة من الأطفال تتراوح اعمارنا بين 7 إلى 12 سنة نقوم بممارسة ألعاب غريبة أقرب إلى جلسات استحضار الأرواح ولم أكن أرى حرجاً في ذكر تفاصيل ما نقوم به لمن حولنا ظناً مني أننا كنا نتوهم ما يحدث إلى أن أتى يوم فيه رأيت فيهما يشبه صورة كانت قد نشرت في موقع ما وراء الطبيعة عن شبح أزرق في محطة البنزين كما تناولتها وسائل الإعلام، ومن ثم قمت بسؤال من كان معي وقتها عن الأحداث ومجريات اللعبة وعدداً من الحالات الشاذة التي تحصل والغريب أن الأجوبة أتت متطابقة!
بعد أن قمنا بتسخين الماء خرج دخان ازرق اللون (البعض يقول بأنه أبيض) لكن جميع ما سألتهم يذكرون لي بأنه أزرق وهو ما كنت أتذكره أيضاً ولما حدث ذلك قمنا بالهرب وقام الطفل المسؤول عن الضوء بتشغليه ومن لا يهرب حينها فإن (عمو زغلول) سيقوم بأخذه معه! وأتذكر حينها ان بعضاً منا مولع بـ (عمو زغلول) على سبيل القول: " إن فعلت كذا فإن عمو زغلول سيغضب عليك وإن فعلت كذا فإن عمو زغلول سيرضى عنك وإن كان عمو زغلول يحبك فسيخرج لك "، وكنت من تلك الفئة بينما كان "عمو زغلول " للبعض الآخر هاجساً يؤرقهم ويخيفهم حيث كانت ابنة خالتي التي تكبرني ب4 سنوات تشاركنا "اللعب" وتقول أن الأمر كان يسبب لها الرعب لمدة ليست بقليلة وانها في كل مرة تخبر والدتها عن الأمور التي تراها وتظن أن ذلك ناتجاً عن ضعف إيمانها.
وفي إحدى السهرات الصيفية التي كنا نقضيها في منزل الجد رحمه الله وكان لي من العمر 9 سنوات، كنت مستلقية بالقرب من والدتي والتي كانت تطلب مني بأن انام لكنني لم أكترث لكلامها لأنني لم استطع النوم فعلاً، كنت اتقلب بشكل مستمر ولا أعلم إن كنت قد غفوت حينها ام لا، لكنني عندما رفعت رأسي وجدت كائناً غريب معلقاً في الهواء وأزرق اللون، كان اكبر حجماً منا وبدا وكأنه رجل عملاق كبير في السن (ربما في الـ 70 من عمره) يتسم بالعرض نصفة العلوي قريب من البشر والنصف السفلي كالضباب (لا اعلم حقاً) ويخال لي أنه كان متخذاً جلسة القرفصاء وكأنه مارد مصباح علاء الدين من ناحية الهيئة! وكدت أجزم بأن ما رأيته حلم إلى أن استفسرت عنه لدى ابنة خالتي (الآنفة الذكر) فجاءت الأوصاف مشابهة تماماً وخاصة أنها رأته في نفس المكان، في البداية خفت قليلاً من هذا الشكل الغريب لكن ما لبثت أن شعرت بنوع من الاطمئنان حيث بدا لي وكأنه رجل حكيم طاعن في السن حتى تلاشى الخوف وبدأت السعادة فاعتبرت نفسي من النخبة التي رأت عمو زغلول! وفي لحظة عابرة تحرك الكائن من مكانه وخرج من الغرفة إلا أنه في وقت تحركه تحول شكلة إلى غبار ازرق كروي يسبح في الهواء وقمت باللحاق بة وفي حين خروجي من الغرفة وجدت ابنة خالتي تخرج من الغرفة المقابلة في نفس اللحظة لنقوم باللحاق به وخرج إلى سور المنزل وخرجنا نحن كذلك خلفة حتى ارتفع في الهواء واختفى في سرعة فائقة وحان أذان الفجر، لم أجرؤ في الحديث مع ابنة خالتي وقتها فقد كنت اظنها من الجن ولم تجرؤ هي أيضا على الحديث معي فقد كانت تظن بأنني من الجن ايضاً وفي لحظة ذهول عادت كلتانا إلى النوم وكنا أيضاً نظن بأننا نحلم حتى وقت سؤالها لتخبرني بنفس الأمر والتي كانت ايضا من المولعين بـ عمو زغلول فقد كنا نختار الأزرق في كل شيء ونقوم بشراء الخواتم البلاستيكية المتعددة الألوان لنأخذ الازرق منها فقط! ونرمي ما تبقى! ولا أنكر بأن حبي للون الأزرق مازال
وأذكر ايضاً اننا سمعنا اصوات تحدثنا وفي مكان خال وجميعها كانت نصائح مثل: " اصبري .. لا عليك .. " وهي لصوت ذكوري؟! وتعتقد ابنة خالتي إنه صوت القرين، تحققت مما ذكرت في تجربتي هذه بعد طرح أسئلة على اثنتين من بنات خالاتي واللاتي يبلغن 20 و 23 سنة.
تجربة أخف من الريشة:
أخبرتني أيضاً أن احدى صديقاتي رأت مجموعة من الأطفال يمارسون لعبة مشابهة وربما كانت اشد غرابة وتتم بجلوس الأطفال مشكلين حلقة في غرفة مظلمة ويجلس احد الأطفال في وسط الحلقة تلك ويبدئون بالنداء: (يا .... تعال طير فلانة) ويبدأ الطفل بالتحليق في الهواء وهكذا يبدئون بتبديل الأدوار حيث ان صديقتي دخلت عليهم وبدأوا ضجرين وعندما نهرتهم بدأت احدى الأطفال بالبكاء إذ انه كان دورها في التحليق وهي قامت بإفساد كل شيء
تجربة الماء المفقود
وما اثار إعجابي انهم اخبروني بأمور مشابهة كأن يوضع كأس الماء في المرحاض ومن ثم الخروج وترديد بعض الكلمات ومن ثم العودة لرؤية ان الماء قد اختفى! "."
وفسر الكاتب الحكايات التى ذكرت عن كونها توهم جماعى من الأطفال نتيجة تركيزهم على الموضوع حيث قال
"فرضيات التفسير
من الملاحظ أن جلسات كـ الويجا أو قرع الطبول أو عمو زغلول أو حتى تجارب فردية مثل ماري الدموية على الرغم اختلاف التفاصيل أو شروط إقامتها فإنها تشترك في أمرين، الأول هو محاولة حجب الحواس قدر المستطاع بأن تتم في جو من الهدوء والإنارة الخفيفة أو المعدومة تماماُ (البصر والسمع)، والأمر الثاني هو التركيز على موضوع فكرة واحدة الذي يكون محور الجلسة كأن يكون "روحاً " يجري استدعاؤها أو "عمو زغلول" أو "ماري الدموية" أو أي كيان آخر يجري تصوره إن حرمان العقل من المدخلات و التركيز على هدف موحد بين المشتركين يؤدي إلى ترسيخ الاعتقاد أو الفكرة وكأننا نعطيها مزيدأً من الأوكسيجين والغذاء لتنمو، خاصة أن أصبح لها أكثر من مشارك ولم تقتصر على فرد منهم وتترسخ كمعتقد كلما زاد عدد المشاركين بالتجربة الذين تنتقل إليهم تلك الأفكار كالعدوى بما يشبه الهستيريا الجماعية.
ويبدو أن العقل يلجأ إلى ما يكمل لديه المعلومات الناقصة عن الهدف أو محور الجلسة مثل اللغز الذي يسعى لحله فيرى ويسمع أموراً غير عادية عن الهدف المراد " استحضاره في الذهن " يكون لها دور في تزويد المشاركين ببعض الإجابات، فهل هي إجابات صادرة عن كيان خارجي مختلف عنهم؟ أم أنها صادرة عن عقولهم ذاتها في محاولة منها لإكمال المعلومات الناقصة؟ هذه قضية لم تجد حلاً بعد وفيها اختلاف وجدل كبيرين بين علم النفس والمعتقد الديني أو الروحي.
وغالباً ما يكون لدى صغار السن رغبة أكبر دون سواهم لتجربة الأمور الغير عادية ومن دون التفكير بعواقبها التي قد تكون وخيمة في بعض الأحيان على حياتهم المقبلة، قد يبدأ الامر فضولاً ثم لا يلبث أن يتحول إلى هاجس أو فكرة مهيمنة على العقل تستمد من الأساطير والخيال والثقافة السائدة لدى المجتمع عن عالم الجن والأرواح مادتها الخصبة ومن ثم يتحول الأمر إلى مشكلة حينما يصبح الإنسان أسيراً لتلك الأفكار المهيمنة والتي فتح لها الباب واسعأً فيعيش بالفعل كوابيس ورؤى وأصوات تصدر عن " كيانات خارجية " يزعم أنها تؤثر عليه فيفسرها أو يفسرها لها المحيطون حوله على أنها من فعل القرين والجن أو الأرواح وغيرها من التصنيفات، فلا يهنأ بالنوم وتسوء صحته الجسدية والنفسية ويعيش في عزلة عن الناس وفي نهاية المطاف إما أن يصبح "مريض باضطراب نفسي " كـ الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) من وجهة نظر الأخصائيين النفسانيين أو " ممسوس من الجن " بحسب معتقد المعالجين الروحانيين (المتعارف عليهم بكلمة " شيوخ )"
بالطبع العملية لا تزيد عن كونها اشاعة الخوف فى الأطفال من قبل الكبار ومن ثم يدفع الفضول الأطفال إلى تجربة ما ينهون عنه من قبل الكبار ونتيجة الخوف يتوهمون أنهم رأوا بالفعل ما حكاه الكبار لهم ويبدو أن عمو زغلول كان رجلا له شكل مروع أو رجل قاسى يستخدم الضرب فى التعليم ومن ثم من اخترعوا الحكايات كانوا يخيقون أطفالهم به حتى يرتدعوا عن بعض الأعمال السيئة
وتناول الكاتب أن الهدف من اللعبة هو هزيمة الوحش حيث قال :
"هدف اللعبة: هزم الوحش؟
وللأسف ما زال البعض يصف تلك الجلسات بـ الألعاب مع أنها قد تكون باب يدخل منه المجرب ثم يوصد عليه فيبقى أسيراً في عالم يتحكم بنفسه وشعوره وحواسه، فيستغيث لطلب النجدة من أشخاص قد يملكون معتقدات وتفسيرات تزيد بدورها الطين بلة لأنها قد تتسبب في زيادة الإيحاء أو الإيمان السابق بدلاً من هزم " الوحش " النفسي القابع بداخله، هزيمة هذا " الوحش " قد تتم من خلال الاستعانة بمصدر قوة يؤمن به وحاضر بقوة في معتقده أو من خلال تقوية الإرادة الضعيفة أمام هذا "الوحش" وليس أقدر من هزمه سوى النفس ذاتها التي قام هو ("كيان" أو "فكرة مهيمنة") بأسرها كما لا يوجد شيء أغلى من حس التفكير السليم والتحكم بالذات لدى الإنسان."
بالطبع ليس الهدف من تلك الألعاب هزيمة الوحش وإنما رؤيته أو عدم رؤيته للتأكد من صدق الكبار أو كذبهم