مناقشة لمقال طائرات الأشباح في لونجينديل
موضوع المقال هو أن واد لونجينديل ببريطانيا كان موقعا لتحكم العديد من الطائرات فى الحروب العالمية ومن ثم تظهر فيه أشباح الطيارين الموتى وحتى أشباح الطائرات
يقول المقال :
"تتميز منطقة بيك PEAK DISTRICT التي تقع ما بين مانشستر وشيفيلد في شمال إنجلترا بجمال طبيعتها الخلاب، فهي أول حديقة وطنية في بريطانيا ولا تزال من بين أكثرها زيارة في أوروبا ومع ذلك يمكنها أن تكون أيضاً مكاناً مظلماً وكئيباً، فما زالت تنتشر حولها الأساطير التي تتجدد من آن الآخر فيختلط الماضي مع الحاضر ويزعم أن هناك أموراً غريبة تحدث فيها ويصعب تفسيرها في بعض الأحيان وإلى الغرب من ذلك المكان وعند ناحية مانشستر يقع وادي لونجينديل Longendale والذي لا يقتصر فقط على جذب السياح وطالبي الترفيه بل يعتبر أحد أكثر المواقع البريطانية نشاطاً من ناحية المهتمين بدراسة الأجسام الطائرة المجهولة (اليوفو) أو لصائدي الأشباح.
- ما يميز وادي لونجينديل عن الأماكن الأخرى الغامضة هو إرتباطه بظاهرة فريدة من نوعها يصنفها البعض من بين الامور الخارقة للطبيعة، تسمى تلك الظاهرة ب "طائرات الأشباح"، خصوصاً عندما نعلم أن للمنطقة تاريخ طويل مع الطائرات فقد اُستخدمت الخزانات الموجودة هناك من قبل سرب دامبستر لاختبار قنابلهم الضخمة خلال الحرب العالمية الثانية وعلى الرغم من أن تلك التجارب لم تتسبب بسقوط ضحايا، لكن التقارير تذكر فقدان وتحطم أكثر من 50 طائرة في ظروف الضباب وبعد سقوطها على الأراضي البور كانت نتيجتها مصرع أكثر من 300 طيار. وهناك أيضاً مجموعة من الحكايات التي رواها شهود عيان حيث زعموا رؤيتهم لـ "طائرات شبحية"، وكان يبدو عليها أنها تعاني من خطب ما.
وشاع استدعاء الجوالين المحليين وفرق الإنقاذ الجبلية لتمشيط المنطقة بحثاً عن حطام طائرات لم يستطع أحد العثور عليها وهناك مثال صارخ حدث في ليلة 24 مارس 1990 حيث شاهد كثير من الناس في القمم البعيدة عن أضواء المدينة مذنب "هيل بوب" وهو يمر في السماء وترافق ذلك مع مشاهدتهم لطائرة تحلق على مسافة منخفضة وكانت تشبه قاذفة القنابل القديمة لانكستر ثم شوهدت تصطدم بالتلال المحلية. فانهالت المكالمات الهاتفية التي تبلغ عن الحادثة إضافة إلى إفادات عدد كبير من شهود العيان الذين يعتبرون موضع ثقة بين الناس وكان من بينهم شخصان هما ماري فرانسيس تاترسفيلد وهي شرطية من فرق الشرطة الخاصة، وزوجها الطيار السابق، تقول السيدة تاترسفيلد آنذاك: "كانت تلك الطائرة أغرب شيء رأيته في حياتي، وكانت كبيرة الحجم وتحلق على مستوى أخفض بكثير من الارتفاع القانوني للطيران الليلي، كما كانت جميع نوافذها مضاءة مما جعلها تبدو أكثر غرابة، إذ كان من المفترض أن لا يحلق أي طيار متهور في ذلك الوقت من الليل فوق تلك التلال" وبعد أن شنت الشرطة عملية بحث وإنقاذ واصطحبت معها أكثر من 100 متطوع لم يعثر أي أثر لأية طائرة أو حتى لحطامه
شبح الكابتن
لحد الآن ما زالت بقايا حطام الطائرات المنكوبة العديدة تملأ تلال المنطقة وفي أحد الأيام قال شخص ما يدعى بليكلو أنه شاهد بقايا الطائرة (ب 29 سوبرفورتريس) والتي تحطمت فوق تلال المنطقة في يوم 3 نوفمبر 1948 مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وهم جميع أفراد طاقمها.
وقد روى الأطفال المحليين الذين كانوا يلعبون على نفس تلك التلال قصصاً عن رجل كان يرتدي زياً عسكرياً حيث أخبرهم بأنه أنه حارس ذلك الموقع كما أخبرهم عن تاريخ تلك الطائرة وطاقمها قبل أن يختفي فجأة، وعندما تم عرض صور أفراد طاقم الطائرة القتلى على الأطفال، اندهش هؤلاء الأطفال عندما علموا بأن ذلك الرجل الذي التقوا به لم يكن إلا نفس قائد الطائرة المنكوبة وهو الكابتن لانجدون بي تانر ولم يكن الأطفال وحدهم هم من شاهدوا هذا الرجل، بل كان هناك شخص آخر يدعى جيرالد سكارات شاهد حطام تلك الطائرة (ب 29 سوبرفورتريس) عندما كان صبياً ولكنه لم يعاود زيارة الموقع إلا بعد مرور عقدين من السنين.
وقام بالتحقيق حول ما تبقى من حطام الطائرة وعثر على خاتم من الذهب نُقش عليه اسم " لانجدون بي. تانر"، وبعد وقت قصير سمع مجموعة من عشاق الطائرات يسألونه عما إذا كان يمكن أن يصطحبهم إلى موقع الحطام، ويقول في ذلك: "انحنيت لأعرض لهم المكان الذي وجدت فيه الخاتم، وعندما نظرت إلى أعلى وجدتهم قد هلعوا وابتعدوا حوالي 10 أو 15 ياردة، وعندما ذهبت إليهم وجدت وجوههم شاحبة اللون، وقد أخبروني أنهم شاهدوا شخصاً ما يقف من خلفي وينظر لأسفل وكان يرتدي زي طيران رسمي كامل، فقلت لهم أنني لم أرى أي شيء لكنهم قالوا بأنهم رأو جميعاً، وشكروني لأنني صعدت بهم إلى هناك ولكنهم قرروا الابتعاد ولم أراهم أو أسمع عنهم شيئاً مرة أخرى""
إلى هنا انتهت الحكايات التى لا أصل لها وحتى إن وجد أصل لها فهو إطلاق الاشاعات بغرض الترويج السياحة للمنطقة وهو ما اعتمده الكاتب فى قوله حيث قال :
"يبدو أن هناك بعض الأمور في منطقة بيك تقع خارج نطاق التفسير سواء أكانت تحلق في السماء أو مدفونة في باطن الأرض لكن علينا في نفس الوقت أن لا ننس بأن المنطقة سياحية وقد تكون هناك محاولات متعمدة للترويج لأسطورة الطائرة الشبح على غرار ما انتشر سابقاً من الأساطير كأسطورة القطار الشبح والسفينة الشبح والمنطاد الشبح ولكن هذه المرة بهدف جذب فضول الناس وبالتالي زيادة العائدات السياحية كما أن ماضي المنطقة مع الطائرات يعطي للحكاية "مصداقية" ظاهرية في نظر الناس "
واستدل الكاتب بحجج صحيحة وهى أن الحكومة تاركة للمكان كما كان دون أن تجمع حطام الطائرات المحكمة وتنظف المكان حيث قال :
ولا ننس أيضاً أنه قد يكون الإبقاء على بقايا حطام الطائرات المنكوبة من باب إحياء الأسطورة وجعلها مستمرة في أذهان الناس."
ومع هذا لم يستبعد وجود أشباح فى المنطقة حيث قال :
ومع كل ما أتى يبقى هناك احتمال أن تكون المنطقة مسكونة فعلاً بأطياف لا تفسير لها وارداً رغم أنه من الممكن أن تحمل تفسيرات طبيعية نظراً لأجواء الضباب التي قد توهم البعض برؤيتهم لأمور غريبة وهنا لا ننس دور الانطباع المسبق عن المكان تكوين ذلك الوهم وما يسببه لاحقاً من هستريا جماعية تنتقل عدواها بين شهود العيان."
ولاحظ الكاتب أن الأشباح تتواجد فى الأودية فى أماكن مختلفة من العالم حيث قال :
"الأودية: قاسم مشترك؟!
من خلال قراءاتي عن الأماكن المسكونة وجدت قاسماً مشتركاً يجدر بالتنويه إليه وهو أن المشاهدات الشبحية والأضواء الغريبة تتكرر عند الأودية كـ وادي محطات المياه ومنطقة وادي الجن قرب مدينة الطائف السعودية (عن تجربة واقعية)، كذلك شاهدت السيدة مسيد المومني كرة ضوء غامضة عند واد في الأردن وغيرها الكثير من خلال تجربتها التي سبق نشرها، بالإضافة إلى ذلك شوهدت أضواء غريبة في وادي لونجنديل المذكور!، فلماذا تحدث تلك الامور عند الأودية؟ وهل لهذا صلة بظاهرة أضواء الأرض؟"
وكل هذا الكلام بلا أساس لأنه لا وجود للأشباح المزعومة لأن الموتى لا يرجعون لدنيانا الأرضية كما قال سبحانه :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
وأخبرنا الله أننا لا تشعر بالأموات ولا نسمع لهم صوتا حيث قال :
" هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا"