مراجعة مقال ضجة يثيرها اقتراب عرض فيلم 2012
موضوع المقال هو وجود خرافة تتنبأ بانتهاء العالم أو قيام القيامة فى عام2012م وهذه الخرافة كما يقال مأخوذة من حضارة كانت موجودة فى أمريكا الجنوبية تسمى المايا وإن كانت لا توجد أصلا فيها
وبناء على تلك الخرافة تم عمل الفيلم حيث يقول كاتب المقال :
"يوشك عام 2012 على الاقتراب والضجة الإعلامية التي أثارتها العديد من الكتب والتكهنات والمقالات الصحفية حول سيناريوهات نهاية العالم ما زالت تأخذ زخماً قوياً بين الناس ولعل عرض فيلم يتناول تلك الكارثة العالمية المرتقبة يحمل عنوان 2012 ومن إخراج"رونالد إميريتش" سيصل بتلك الضجة إلى ذروتها القصوى إعلامياً. فمن السهل إشاعة الرعب والقلق من المستقبل ولكن يبقى من الصعب إعادة الطمأنينة إلى القلوب إن لم تكن على الإيمان أو الدراية الكافية بحقيقة تلك المزاعم. ومن الجدير بالذكر أن فكرة فيلم 2012 لم تكن أصلاً موضوعة لعام 2012 فيمكن أن تحدث في عام 1995 أو في عام 2013 إلا أن الضجة حول عام 2012 أعطت الفيلم عاملاً ترويجياً ضخماً. لأن شعب المايا القديم الذي برع في الفلك تكهن بنهاية العالم في 21 ديسمبر من عام 2012 فتقويمهم الفلكي ينتهي عند ذلك التاريخ. "
وتساءل الكاتب عما يمكن أن يحدثه خبر كهذا حيث قال ؟
ونتساءل بهذا الخصوص: هل سنشهد خلال العامين القادمين تغييرات تتجاوز الإعلام المرئي والمسموع والمقروء فتطال أيضاً المؤسسات الحكومية والأمن القومي في دول العالم؟ "
وأجاب اجابة غير موفقة وهى أن العالم ستنتابه حالة فوضى حيث قال :
"سيؤدي هذا حتماً إلى حالة هستيرية في المجتمعات مع أن ذلك الاحتمال مستبعد أو غير وارد حالياً خصوصاً مع عدم توفر إشارات توحي بالخطر القادم على كوكب الأرض، لكن الحال سيتغير مع ورود إشارة تحذير ما والخطر هو إساءة تفسيرها من قبل البعض بحيث تأخذ منحى هستيري يوتر العلاقات ويهوي بالاقتصاد العالمي بشكل أسوأ مما هو عليه الآن. قد تكون إشارة التحذير تلك مذنباً يتجه نحو الأرض بسرعة هائلة أو تفاعلات جاذبية ناتجة عن حركات الكواكب قد تؤثر على حركة الأرض حول الشمس أو حول محورها مما يسبب كوراث بيئية عظيمة على الرغم من أن وكالة الفضاء الأمريكية تنظر إلى الأمر على أنه خرافة وسط عدم وجود مؤشرات إلى أخطار كارثية."
بالطبع تم إعلان مثل هذه الأخبار من قبل كثيرا وأخرها كان فى أول الألفية الميلادية الجديدة وهى لا تؤثر إلا فى قطاع معين من الناس وهم المؤمنون بالتنجيم والتنبؤ وأما غيرهم وهم الأكثرية فلا يسمعوا لمثل تلك الأخبار والكثير من الناس لا يعلمون بوجودها أصلا
وتناول الكاتب صدور الكثير من الكتب هذا العام عن نهاية العالم حيث قال :
"مزيد من الكتب القادمة:
بغض النظر عن ما سيأتي إلينا به عام 2012 كتفجر البراكين أو الفيضانات العملاقة فأنه بلا شك سيأتي بفيض كبير من الكتب القادمة فالكثير من الكتب التي تتناول نهاية العالم أو يوم القيامة ما زالت تطبع حتى هذه اللحظة، ولا نغالي إن قلنا أنها بالآلاف. وفيما يميل بعض الكتاب وخبراء عام 2012 إلى التنويع في سيناريوهات الكارثة فإن البعض الآخر يرى أن عام 2012 لن يجلب معه الكارثة فقط بل أيضاً حقبة جديدة من حالة الإنسجام والإنصهار العالمي التي توقع حدوثها سابقاً في عام 1987 على أمل انتهاء الحرب الباردة أو الصراعات في العالم، ويبدو الآن أن كل من يمتلك رأياً عن 2012 ولوحة مفاتيح أمام حاسبه يريد الإنتفاع المادي من تلك الضجة. ومن سيكون من المثير للاهتمام رؤية عدد كبير من الكتب معروضة للبيع في موقع Amazon.com الشهير بدءاً من الأول من يناير عام 2013. "
ويقول الكاتب أن حضارة المايا لم تقل بنهاية العالم فى 2012م وإنما انتهى تقويمهم فى هذا العام وهو قوله حيث قال :
ولكن من الجدير من الذكر أن شعب المايا لم يقولوا أبدأ أن العالم سينتهي مع عام 2012 وأثار ذلك استياء خلفاء شعب المايا الحاليون عندما علموا كيف تحولت ثقافتهم القديمة إلى مادة شعبية تستهلكها حملات الترويج الهولويودية. يقول "جون ميجر جنكينز" الدارس لحضارة شعب المايا ومؤلف رواية "قصة عام 2012" أن:"عندما بدأ فيروس عام 2012 يلتهم الصحافة الواسعة الإنتشار وبدأ ظهور المزيد من الكتب الأخرى كان المؤلفون ومعهم الإعلام يجعلون من موضوع 2012 يتخذ مناح غريبة بعيدة عن واقع الأمر ".
إن صلة عام 2012 مع شعب المايا ليست خبراً ملفقاً بل إن تقويمهم ينتهي عند 2012. فشعب المايا لا يختلف عن شعوب الأرض الأخرى من حيث أنه بنى حضارة عظيمة ولكن في نفس الوقت لا يوجد سبب عملي لدينا يجعلنا نفترض بأن تقويم المايا أكثر التقويمات الكونية دقة أو أنه أفضل من مئات التقاويم التي أتت بها حضارات البشر المتلاحقة عبر التاريخ."
وتناول سبب التركيز على حضارة المايا حيث قال :
"لماذا هذا التركيز حول المايا؟
يكمن السبب في أن جماعات New Age تعاطفت مع تقويم المايا (عوضاً من التقويم الهندوسي مثلاً) لأنه يتطابق مع أفكارهم عن حكمة قديمة اسمها "البدائي النبيل" وهو اعتقاد بأن الحضارات القديمة (مثل الفراعنة وشعب المايا) كانوا متقدمين جداً وهي فكرة يجدونها مثيرة إضافة إلى الفكرة التي جذبتهم وفحواها:
"أن المايا الغامضون علموا بنهاية العالم قبل ألف سنة""
وتناول خرافة أخرى عن اصطدام كوكب لا وجود له يسمى نيبيرو بالأرض ومن ثم تكون نهاية العالم حيث قال :
"كوكب نيبيرو - سيناريو آخر
ظهر أيضاً عدد من الأخبار تربط عام 2012 مع كوكب "نيبيرو" (كوكب غير موجود ويعتقد بأن السومريين القدماء اكتشفوه). وحسب تلك الأخبار فإن "نيبيرو" سيضرب الأرض ويحدث دماراً هائلاً فيها ويؤدي إلى عكس قطبي الأرض. واتهمت وكالة الفضاء الأمريكية NASA بأنها تخفي حقيقة وجود "نيبيرو" لمنع ظهور حالة هلع جماعي عالمي (تلك الفكرة واردة في فيلم 2012)، وأخيراً نقول بأن نهاية العالم تحدث وتنتهي لكن نظريات المؤامرة لا تموت أبداً"
بالطبع من يطلقون مثل هذه الأخبار لا يطلقونها هباء فلا أحد يعلم موعد القيامة أو الساعة إلا الله كما قال سبحانه :
" لا يعلمها إلا هو "
الغرض من إطلاق مثل هذا الجنون هو المزيد من الربح حيث يقومون بإنتاج أشياء تباع للمغفلين مثل التوابيت الآمنة أو السفر إلى الفضاء للنجاة من الموت أو عمل ملاجىء آمنة بمبالغ طائلة أو غير هذا