يوميات معلم
إني لأفخر أن أكون معلما **افنيت في التعليم جل شبابيا
قالوا حياتك شعلة أحرقتها** لتنير درباً للشبيبة ساميا
قلت الحياة رخيصة إن أنفقت ** في صقل جيل للشريعة حاميا
يا سائلي كيف الحياة رخيصة** وجميعنا يمسي ويصبح فانيا
إني لأذهب للفصول مهرولا** لأنير عقلا للجهالة ماحيا
فإذا قرعت الباب بالصف الذي ** قد كنت فيه معالجا ومداويا
ألقيت زرع الأمس أينع غرسه ** وثماره آتت قطافاً ساميا
لكنني وأكاد يعصرني الأسى ** وأقولها والقلب أمسى باكيا
قد ضاعت الأخلاق في أوطاننا ** والظلم أضحى فاشيا
وأرى بذوراً للفساد تغللت ** وجذورها قويت وصارت عاليا
وعدواة الطلاب فاقت حدها** وقتالهم في الفصل أمراً عاديا
بل زاد جرح القلب أن ألفيتهم **ويكاد شعري أن يضيع القافيا
قد أصبح الأستاذ في أوساطهم ** رمزا لكل سفاهة ومساويا
فهو الجهول وليس رمزاً يقتدى ** في درسه أو للحقوق مراعيا
ويرونه مهداً لكل نقيصة ** ويرونه للجهل أصبح ساقيا
ويرونه عاراً على أوطاننا** ويرونه ألعوبة متهاويا
ويرونه سببا لجهل شبابنا ** ويرونه للقهر أصبح حاميا
يا من نصبتم للمعلم مشنقا ** وحكمتم حكما شديدا قاسيا
أنتم خصومًا للمعلم كلكم ** كيف الخصوم يكون منهم قاضيا
أنتم أهنتم رمز كل فضيلة ** أطفأتم نورا الشعاع الهاديا
وقتلتم حلما أنار دروبنا ** وذبحتموا طيرا جميلا شاديا
سأظل أضرب في الصخور بمعولي** لأنير دربا للجهالة باديا
سأظل أنحت في العقول شريعة** للعلم تدعوا للضياء وهاديا
هل يستوي علما يزيل همومنا** مع جاهل للحق ظل مرائيا
هل يستوي من بات يصقل عقلنا** مع من يدمر عقلنا والساعيا
يا من أردتم للشعوب كرامة ** قم للمعلم والدا ومربيا
لا تجحدن حقوقه من مغرم** وأخفض جناح الذل لست بعاصيا
أرأيت أعظم رتبة من فاضل** يبنى وينشأ عقلنا ويداويا
يا من أردتم قدوة لشبابنا** هذا المعلم قدوة ومداويا
فلتحفظوا كل الكرامة للذي ** صقل العقول معلما ومربيا
فلترفعوا شأن المعلم بيننا ** شرفا له حمل الرسالة ساميا
يا أهلنا وشبابنا هيا اهتفوا ** عاش المعلم قدوة ومربيا