خواطر حول شبح يسكن البحيرة
موضوع المقال ظهور شبح فى فندق قرب بحيرة لمجموعة من العاملين والمقال يحكى الحكاية وهو :
"كانت جبال أديرونداك الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة نيويورك وما تزال المكان المفضل لقضاء العطلات وقبلة الزائرين من المشاهير والمغمورين ولعدة أجيال، وفي إحدى ليالي صيف عام 1988 كان العديد من العاملين في فندق ومنتجع كوفوود المطل على بحيرة بيغ موس يمشون باتجاه مكان عملهم حيث كانت تتقدمهم روندا بوسيلوت، ولم تكن روندا مدركة للشيء أو الشخص الذي ينتظرها في الداخل.
تقول روندا: "مشيت داخل مكتب العاملين للأمام وباتجاه درجات السلم لأصل إلى الحبل الذي يشد عادة لإنارة المكان وفي اللحظة التي كنت فيها على وشك شد الحبل أحسست بوجود شخص معي، وعلى الفور تسمرت في مكاني ولم أتحرك، لم أكن أحس بشعور مهيمن من الخوف ولكن بدأت ألتقط أنفاسي وكنت متأكدة من وجود شيء ما".
لكن المشهد كان أكثر مرعباً في الخارج حيث رأى أصدقاء روندا مشهداً تقشعر له الأبدان (بالاعتماد على رواية روندا):
" كان لثلاثتهم نفس القصة، حيث رأوا شبحاً أمامهم لبضع ثوان، وبعدها اختفى بعيداً، أنا بنفسي لم أراه ولكني أحسست بشعور غريب وكأن شخصاً حولي".
لكن يبقى السؤال ما هو الشيء الذي يسكن بحيرة بيغ موس؟ يعتقد الناس هنا أنه شبح فتاة جميلة اسمها غرايس براون، جريمة قتلها في عام 1906 هزت الأمة وبعد عقود من السنين تناولت هوليوود قضيتها في فيلم A Place in the Sun أو "مكان تحت الشمس"، أظهرتها هوليوود في الفيلم على أنها فتاة متمردة وغير جذابة لكن في الحقيقة كانت بسيطة ومحبوبة بعمر 19 سنة تعمل في مصنع جيليت للتنانير في كورتلاند في نيويورك، وفي عام 1905 قابلت شاباً وسيماً يدعى تشستر جيليت وهو ابن اخ مالك المصنع الذي تعمل فيه.
كتب المؤلف كرايغ براندون عن جريمة قتل غرايس براون قائلاً:
"يعتبر تشستر جيليت من الرجال الذين لهم حضور مميز في البلدة لأنه كان محاطاً بالناس وله شعبية وجسمه رياضي إضافة إلى أنه كان وسيماً، وأنا متأكد من أنه لفت انتباه الكثير من النساء".
إتهام تشستر جيليت بمقتل غرايس منذ البداية كانت علاقة تشستر بـ غرايس علاقة غرامية فاضحة، حيث أقنع تشستر غرايس برؤيته في السر بهدف الحفاظ على سمعتها خصوصاً في تلك الأيام، يقول كرايغ براندون:
"أعتقد أنها رأته شخصاً مثالياً لها فهو يمثل كل ما تريده هي مهما كلف الأمر"
أما بالنسبة لتشستر كان ذلك علاقة عابرة سرية، فهو لم يصحبها أمام الناس أبداً، ولم يتحدث عن علاقته بها على الرغم من أنه كثيراً ما شوهد برفقة فتيات أخريات خصوصاً اللواتي ينتمين إلى عائلات غنية في البلدة.
أصدقاء غرايس كانوا يحذروها منه وبأنه ليس هو كما يظنه الناس عنه كما يبدو أن غرايس ليس لديها خبرة في التعامل مع ذلك النوع من الأشخاص لكنها كانت تراه بمنظارها بغض النظر عن ما يقول الناس عنه. ومع ذلك لم تستطع غرايس أن تقاوم الشغف به فبعد فترة قصيرة اكتشفت أنها حامل.
في تلك الأيام كان ينظر الناس للأم غير المتزوجة على أنها منبوذة من المجتمع. فتوسلته أن يتزوجها ولكنه كان يفعل ما بوسعه ليماطل. وأخيراً في شهر يوليو من عام 1906 أخذها إلى جبال أديرونداك وكانت تظن أنها رحلة زواج ممتعة، فاستأجر زورقاً في بحيرة بيغ موس من رجل اسمه روبرت موريسون.
توقع موريسون عودتهم عند العشاء ولكنه اعتبر الأمر مثيراً للشك عندما لم يرجعوا.
نظم موريسون في صباح اليوم التالي فرقة للبحث عنهم فوجد الزورق مقلوباً رأساً على عقب وعلى مسافة قريبة منه عثر على جثة غرايس طافية، وبعد يومين عثرت الشرطة على تشستر جيليت في فندق مجاور، في البداية أنكر معرفته بـغرايس ولكن فيما بعد ادعى أنها أغرقت نفسها من الاكتئاب لأنه لم يعد يحبها.
صدقه القليل من الناس ولكن جرت محاكمته وإدانته بارتكاب جريمة من الدرجة الأولى وفي 30 مارس 1908 تم إعدام تشستر جيليت على الكرسي الكهربائي وتحققت العدالة وعلى ما يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لروح غرايس المعذبة.
تتحدث ليندا لي ماكن عن رؤيتها لشبح غرايس براون بعد أشهر قليلة فقط من رؤية روندا بوسيلوت:
"كنت أنزل ماشية باتجاه البحيرة وبيدي مصباح كشاف حيث كان ضوء المصباح يخبو أكثر فأكثر وعندما وصلت إلى حافة البحيرة والصخور إنطفأ ضوء المصباح تماماً، فكان علي الالتفاف و العودة مجدداً، اندهشت لما رأيت أمامي كان شبحها ماثلاُ أمامي وكنت متأكدة من ذلك عندها انتابني شعور قوي بالحزن، كانت أراها حزينة للغاية".
وأخيراً .. هل كانت تلك المشاهدات تدل على شبح غرايس براون؟ فقد استمرت المشاهدات طيلة سنوات وعلى ما يبدو أنها روح عالقة في بحيرة بيغ موس ولم تبرح ذلك المكان منذ لحظة إغراقها من قبل حبيبها غير المخلص؟"
بالطبع فى الحجرة لم يكن هناك مشاهدة ولكن مجرد احساس بوجود شخص فى الغرفة وهو أمر شائع عندما يمر تيار هواء بجوار للأذن أو يسمع صوت خافت فيحسب أن أحد خلفه
وأما الثلاثة فى خارج الحجرة فقد رأوا ظل إنسان ما أمامهم فاعتبروه شبحا والضوء ينقل لنا ظلالا من أماكن بعيدة وأحيانا عند الماء تنتقل صورة خيال فى البحيرة إلى خارجها كظل عبر ظاهرة ضوئية بصرية تسمى الحيود البصرى
والمرأة الأخيرة توهمت رؤية المرأة من خلال تصديقها لروايات زميلاتها
وقد لا يزيد ألأمر عن كونه دعاية للفندق وأن القوم ألفوا الحكاية ليزيدوا من عدد الزبائن خاصة فى ظل وجود كثيرين يؤمنون بذلك
وبالطبع لا وجود لعودة أرواح الموتى لأرضنا الدنيوية لأنه الله حرم عودة الموتى بأى صورة من الصور حيث قال :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
أن الأرواح وهو نفوس الموتى صعدت للجنة أو النار الموعودتين فى السماء كما قال سبحانه:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
ومن يدخل الجنة أو النار لا يخرج منها حيث قال سبحانه :
" وما هم بخارجين من النار"
وقال أيضا:
"وماهم منها بمخرجين"