قصائد فى العيد
عبرت بعض القصائد عن معنى العيد أنه كل يوم نحب الله فيه والمقصود نطيع الله فيه فمنها قول أبو بكر الشبلى:
قالوا أتى العيد ماذا أنت لابِسُه
فقلت خلعةَ ساقٍ حُبَّه جَرَعا
فَقرٌ وصَبرٌ هما ثوباي تحتَهُما
قلبٌ يرى إِلفَهُ الأعيادَ والجُمَعا
الدهرَ لي مأتمٌ إن غِبتَ يا أملي
والعيدُ ما كنت لي مرأى ومستَمعا
أحرى الملابسِ ما تَلقَى الحبيبَ به
يوم التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
وأيضا نجد أن العيد الأكبر للمسلم هو يوم الموت يوم غفران الذنوب ودخول الجنة وهو قول أبو اسحاق الألبيرى :
مَا عِيدُكَ الْفَخْمُ إِلاَّ يَوْمَ يَغْفِرُ لَكْ
لاَ أَنْ تَجُرَّ بِهِ مُسْتَكْبِرًا حُلَلَكْ
كَمْ مِنْ جَدِيدِ ثِيَابٍ دِينُهُ خَلِقٌ
تَكَادُ تَلْعَنُهُ الْأَقْطَارُ حَيْثُ سَلَكْ
وَكَمْ مُرَقَّعِ أَطْمَارٍ جَدِيدِ تُقًى
بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَا وَالْأَرْضُ حِينَ هَلَكْ
وأما القصيدة الأشهر للعيد فهى قصيدة المتنبى:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
القصيدة الأبكى لمعروف الرصافى :
اليتيم في العيد
أطلَّ صباحُ العيدِ في الشرق يسمعُ
ضجيجًا، به الأفراحُ تمضي وترجعُ
صباحٌ به تُبدي المسرةَ شمسُها
وليس لها إلا التوهُّمَ مطلعُ
صباحٌ به يختالُ بالوشي ذو الغنى
ويُعوزُ ذا الإعدام طِمرٌ مرقَّع
صباحٌ به يكسو الغنيُّ وليدَه
ثيابًا لها يبكي اليتيمُ المضيَّعُ
صباحٌ به تغدو الحلائلُ بالحُلى
وترفَضُّ من عينِ الأرامل أدمع
ألا ليتَ يوم العيد لا كان، إنه
يجدِّد للمحزون حزنًا فيجزع
يُرينا سرورًا بين حزنٍ، وإنما
به الحزنُ جَدٌّ، والسرور تصنُّع
فمن بؤساء الناسِ في يوم عيدهم
نحوسٌ بها وجه المسرَّة أسفع
قد ابيضَّ وجهُ العيدِ لكنَّ بؤسَهم
رمى نُكَتًا سودًا به، فهو أبقع
خرجتُ بعيدِ النحر صُبحًا فلاح لي
مسارحُ للأضدادِ فيهنَّ مرتع
خرجتُ وقرصُ الشَّمس قد ذرَّ شارقًا
ترى النورَ سيَّالًا به يتدفَّع
هي الشمس خودٌ، قد أطلَّت مصيخةً
على الأرض من أفقِ العلا تتطلع
كأن تفاريقَ الأشعَّةِ حولها
على الأفقِ مُرخاةً ذوائبُ أربع
ولما بدَتْ حمراءَ أيقنتُ أنَّها
بها خجَلٌ مما تراهُ وتسمع
فرحتُ وراحتْ ترسل النورَ ساطعًا
وسرتُ وسارتْ في العُلا تترفَّع
بحيثُ يسيرُ الناسُ كلٌّ لوُجهةٍ
فهذا على رِسل، وذلك مسرع
وبعضٌ له أنفٌ أَشمُّ من الغنى
وبعضٌ له أنفٌ من الفقر أجدع
وفي الحيِّ مِزمارٌ لمُشجِي نعيرهِ
غدا الطبلُ في دَردابه يتقعقع
فجئتُ وجوفُ الطبل يرغو، وحولَه
شبابٌ، وولدان عليه تجمعوا
لقد وقفوا، والطبلُ يهتزُّ صوتُه
فتهتزُّ بالأبدانِ سوقٌ وأكرُع
ترى ميْعةَ الإطرابِ والطبلُ هادرٌ
تفيضُ، وفي أسماعهم تتميَّع
فقد كانتِ الأفراحُ تفتحُ بابَها
لمن كانَ حولَ الطبلَ والطبل يُقرع
وقفت أجيل الطرفَ فيهم فراعني
هناكَ صبيٌّ بينهمْ مترعرع
صبيٌّ صبيحُ الوجهِ أسمرُ شاحبٌ
نحيفُ المباني أدعجُ العينِ أنزَعُ
يزينُ حِجاجيهِ اتِّساعُ جبينهِ
وفي عينهِ برقُ الفَطانة يلمَع
عليهِ دريسٌ يعصِرُ اليتمُ رُدنهُ
فيقطرُ فقرٌ من حواشيه مُدقِع
يُلِيحُ بوجهٍ للكآبةِ فوقَه
غُبارٌ به هبَّتْ من اليُتم زعزَع
على كُثر قرع الطبلِ تلقاهُ واجمًا
كأنْ لم يكنْ للطَّبل ثمَّة مقرع
كأن هديرَ الطبل يقرعُ سمعَه
فلم يُلفِ رجعًا للجوابِ فيرجع
يردُّ ابتسامَ الواقفينَ بحسرةٍ
تكادُ لها أحشاؤُه تتقطَّع
ويُرسلُ من عينيه نظرةَ مُجهِشٍ
وما هوَ بالباكي، ولا العينُ تدمع
له رجفةٌ تنتابهُ وهو واقفٌ
على جانبٍ والجوُّ بالبردِ يلسع
يرى حوله الكاسين من حيثُ لم يجد
على البرد من بُرْدٍ به يتلفَّع
فكانَ ابتسامُ القوم كالثلجِ قارسًا
لدى حسراتٍ منه كالجمرِ تلذَع
فلما شجاني حالُه وأفزَّني
وقفتُ وكُلِّي مجزَعٌ وتوجُّع
ورحت أعاطيه الحنانَ بنظرةٍ
كما راحَ يرنو العابدُ المتخشِّع
وأفتحُ طرفي مُشْبَعًا بتعطُّف
فيرتدُّ طرفي وهو بالحزن مُشْبَعُ
هناك على مهلٍ تقدَّمتُ نحوهُ
وقلتُ بلطف قولَ من يتضرع:
أيا ابن أخي! من أنت ما اسمُك ما الذي
عراكَ فلم تفرح، فهل أنت مُوجع؟
فهبَّ أمامي من رقادٍ وجُومُه
كما هبَّ مرعوبَ الجنانِ المهجَّع
وأعرضَ عني بعدَ نظرةِ يائسٍ
وراح ولم ينبُس إلى حيثُ يُهرَع
فعقَّبتهُ مستطلعًا طلعَ أمره
على البعد أقفو الإثر منه وأتبع
وبيناهُ ماشٍ حيثُ رُحتُ وخلفهُ
أدبُّ دبيبَ الشيخ طورًا وأسرع
لمحتُ على بعد إشارةَ صاحب
ينادي أن ارجع وهو بالثوب مُلمع
فأومأتُ أن ذكرتهُ موعدًا لنا
وقلت له: اذهبْ وانتظرْ فسأرجع
وعدتُ فأبصرت الصبيَّ معرِّجًا
ليدخل دارًا بابُها متضعضع
فلما أتيتُ الدارَ بعدَ دخوله
وقمتُ حيالَ البابِ والبابُ مرجَع
دنوت إلى بابِ الدُّويرةِ مطرقًا
وأصغيتُ، لا عن ريبة، أتسمَّع
سمعت بكاءً ذا نشيجٍ مردَّدٍ
تكادُ له صمُّ الصفا تتصدَّع
فحرتُ وعيني ترمقُ البابَ خِلسة
وللنفسِ في كشفِ الحقيقةِ مَطمَع
أأرجعُ أدراجي ولم أَكُ عارفًا
جَليَّةَ هذا الأمرِ أم كيف أصنع؟
فمرَّت عجوزٌ في الطريقِ وخلفَها
فتاةٌ يغشِّيها إزارٌ وبُرقع
تعرَّضتُها مستوقفًا، وسألتها
عن الاسم، قالت: إنني أنا بَوْزَعُ
فأدنيتُها مني، وقلتُ لها: اسمعي
حنانيكِ ما هذا الحنينُ الموجَّع
فقالتْ: وأنَّت أنَّةً عن تنهُّدٍ
وفي الوجهِ منها للتعجُّبِ موضع
أيا ابنيَ ما يعنيكَ من نوحِ أيِّم
لها من رزايا الدَّهر قلبٌ مفجَّع
فقلتُ لها: إني امرؤ لا يهمني
سوى من له قلبٌ كقلبي مروَّع
وإني وإن جارت عليَّ مواطني
فؤادي على قطَّانهن مُوزَّع
أبوزَعُ مُنِّي، عَمْرَكِ اللَّهُ، بالذي
سألتُ، فقد كادت حشايَ تمزَّع
فقالت: أعن هذي التي طال نحبُها
سألتَ فعندي شرحُ ما تتوقع
ألا إنَّها سلمى تعيسةُ معشرٍ
من الصِّيد أقوتْ دارهُمْ فهي بلقع
وصارعهم بالموتِ حتى أبادَهم
من الدَّهر عجَّارٌ شديدٌ مصرِّع
فلم يبقَ إلا زوجُها وشقيقُها
خليلُ، وأما الآخرونَ فودَّعوا
ولم يلبثِ المقدورُ أن غالَ زوجَها
سعيدًا فأودى وهي إذ ذاك مرضع
فربَّى ابنَها سعدًا، وقام بأمره
أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع
فأذهبَ عنه الخالَ دهرٌ غشمشم
بما يوجِع الأيتام مُغرًى ومُولع
جرت هَنةٌ منها على خاله انطوى
بقلب رئيسِ الشرطة الحقدُ أجمع
فزجَّ به في السجنِ بعدَ تجرُّمٍ
عليه بجُرم ما له فيه مصنع
عزاه إلى إيقاعِه مُوقعًا به
وما هو يا ابن القوم للجرم مُوقع
ولكنَّ غَدْرَ الحاقدين رمى به
إلى السجن فهو اليومَ في السجن مودَع
فحُقَّ لسلمى أن تنوحَ فإنها
من العيش سُمًّا ناقعًا تتجرَّع
فلا غروَ من أم اليتيم إذا غدت
ضُحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّعُ
فعُدْتُ، وقلبي جازع متوجِّع
وقلت، وعيني ثرَّةُ الدمعِ تهمع
ألا ليتَ يومَ العيدِ لا كانَ إنهُ
يجدِّد للمحزون حزنًا فيجزع!
وجئتُ إلى ميعادنا عندَ صاحبي
وقد ضمَّه والصحب نادٍ ومجمع
فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا
وخبَّرتهم حال السجينِ فرجَّعوا
فقلتُ: دعوا التأفيفَ فالعارُ لاصقٌ
بكم واتركوا الترجيعَ فالأمرُ أفظعُ
ألسنا الأُلى، كانت قديمًا بلادُنا
بأرجائها نورُ العدالة يسطع
فما بالنا نستقبلُ الضَّيْمَ بالرضا
ونعنو لحكم الجائرين ونخضع
شربنا حميمَ الذلِّ ملءَ بطونِنا
ولا نحنُ نشكوهُ ولا نحنَ نيْجع
فلو أنَّ عِيرَ الحيِّ يشرب مثلنَا
هوانًا، لأمسى قالسًا يتهوَّع
نهوضًا إلى العزِّ الصُّراحِ بعزمةٍ
تخرُّ لمرماها الطُّغاةُ وتركعُ
ألا فاكتبوا صكَّ النهوضِ إلى العلا
فإني على موتي به لموقِّع
وأما عيد الموظفين فتعبر عنه القصيدة التالية التى تقول:
قصيدة عيد الموظف
قالوا غدا عيد ماذا أنت لابسه ؟
أجديدا أم كالعادة قديما أنت راقعه
أحذاء أم خفا وجوربا أنت ناعله
من كيسك القديم أم من بائعه
وماذا أنت واكله أو أنت شاربه؟
ألحم أنعام أم لحم طير أنت واكله
أعصيرا نقيا أم ماء أنت بارده
أحلوى أحضرت للعيال ساكره
وفولا وترمسا غير غاليه؟
تكاثرت الأصوات لى طالبه
أبى أريد ثياب جديدة حاضره
أبى أريد أحذية لى غاليه
أبى أريد جلبابا لى لابسه
وخمارا وخفا ليست باليه
نريد يا أبى لحما أنت شاريه
نريد حلوى ومقبلات غاليه
سكت الأب متمنيا هلاكه
فالقبر أضحى له فارحه
فكم من النقد فى راتبه
كم فيه للغاز هو صارفه
وكم فيه للماء غاسله وشاربه
وكم فيه للنور هو دافعه
وكم فيه للطعام هو نافقه
وكم للدروس المعلم واكله
وكم للنقل بالكليات نافقه
وكم لكتب الدرس عادده
وكم لكتب الكلية حاسبه
وكم لمصروف طفل مانحه
وكم لأجرة السكن دافعه
إن كنت بالمدينة ساكنه
يا بنى كم أنا بعد سالفه
فإن لم أجد كم أنا سارقه
أمجرم أنا أم كبيرى واكله ؟
ومن القصائد المبكية قصيدة للمعتمد بن عباد بعد زوال ملكه:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بعيد العــزّ ممتهنٌ *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه **ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا
ومن قصائد العيد المبكية قصيدة فدوى طوقان فى أهل فلسطين:
أختاه, هذا العيد عيد المترفين الهانئِين
عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم, ولا ذلّ المصيرْ
فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ
أختاه, لا تبكي, فهذا العيد عيد الميّتين