خواطر حول مقال الكونت سان جيرمين هل مات فعلاً؟
الكاتب هو كمال غزال وشخصية جيرمين شخصية غامضة في كتب التاريخ حيث يذكر الكاتب حكايات قيلت عنه وأنه مات وأن البعض ما زال يعتقد أنه حى حيث قال :
"يذكر التاريخ عدداً من الشخصيات التي يلف الغموض حياتها ومن بينهم الكونت سان جيرمان The Comte de Saint-Germain الذي شوهد لأول مرة في عام 1710 وفقاً لأول خبر معروف عنه، كان سان جيرمين معروفاً باسم ماركيز دي مونتفيرات
وشوهد في فينسيا من قبل موسيقي يُدعى رامو وأيضاً من قبل شخصية بارزة في المجتمع الباريسي تدعى مدام دي جيرجي، كان له مظهر رجل بين 40 و 50 سنة من العمر وقد لازمه مظهره هذا طوال حياته ثم مات "رسمياً" فقط في عام 1784.
ومع ذلك يعتقد الكثيرين بأنه لم يمت في الواقع، حيث أن هذه الشخصية الغامضة كانت تعرف بالنسبة لهم باسم "سان جيرمين الذي لا يموت"."
وتناول الكاتب غموض جيرمين ومواهبه التى كان يحكى عنها حيث قال :
"اختفاء وظهور متكرر
لم يكشف سان جيرمان عن أصله مطلقاً حتى لأولئك الذين وضع فيهم ثقته. وكان يبدو طوال حياته كلها كرجل في منتصف العمر ذو بنية قوية وقامة متوسطة.
وراوي مدهش لقصص مذهلة لا تُصدق ولديه بعض المواهب الرائعة وكان باستطاعته تشكيل حُلي رائعة ولديه فهم كامل للموسيقى والفن، وكان قادراً على تزويد الناس بالجرعات التي ادعى بأنها (إكسير الشباب). ولم يراه أحد قط يأكل أو يشرب لكنه كان يستمتع بصحبة النساء وقد خالط الطبقة الأرستقراطية. ولم يلاحظ أحد تقدمه في العمر قط. وكانت فترة شهرته الكبيرة في باريس فيما بين عام 1750 وعام 1760."
ومن الفقرة الماضية نجد أن جيرمين رجل لا يهرم ولا يشيخ وغنما له نفس المنظر مهما تقدم به العمر ويحكى الكاتب عنه كونه كان جاسوسا للويس الخامس عشر حيث قال :
"كان دور سان جيرمين الرئيسي هو التجسس لصالح الملك لويس الخامس عشر ومع ذلك، فإن صداقته مع الملك خلقت له العديد من الأعداء داخل الحكومة الفرنسية فأضطر للفرار إلى إنجلترا ثم عاد للظهور في روسيا تحت اسم الجنرال سولتيكوف ولعب دوراً كبيراً في ثورة عام 1762.
وعند بداية عهد الملك لويس السادس عشر ظهر في باريس مع صديقة قديمة له تدعى كونتيسة أديمار، ووجه تحذيراً إلى الملكة ماري أنطوانيت حول المخاطر التي ستظهر في المملكة الفرنسية وحاول سان جيرمان مقابلة الملك شخصياً، ولكن صدرت أوامر للشرطة من قبل وزير الملك بالقبض عليه.
ومرة أخرى اختفى سان جيرمان بكل بساطة ويبدو أنه كان يسعى للجوء لقلعة لكونت تشارلز أوف هيس كاسل في دوقية شليزنج في النمسا. وقيل أنه قد كشف الكثير من أسراره للكونت، ولكن بحلول عام 1784 مل سان جيرمان الحياة بكل بساطة ثم "مات".
ومع ذلك لا توجد أية سجلات رسمية عن وفاته ولم يكن هناك شاهد قبر يحمل اسمه. وقد ترك كل أوراقه التي تهتم معظمها بالماسونية، وعلى عكس الملك لويس الخامس عشر لم يكشف الكونت تشارلز أي شيء حول تاريخ سان جيرمان الحقيقي، في الواقع ادعى تشارلز حزنه على موت سان جيرمان لكن العديد من المعلقين أشاروا إلى أنه لم يكن يبدو عليه الاستياء مطلقاً، وأن هناك ثمة نظرية تفيد بأنه قد يكون مطلعاً على مراحل الوفاة المتدرجة، ومن المؤكد أنه قد قام بتسجيل المزيد من التقارير المتصلة بـ سان جيرمان. في 1786 التقى سان جيرمان بإمبراطورة روسيا، وفي عام 1788 ظهر كممثل فرنسي رسمي على الاتفاقية العالمية للماسونية
وقالت كونتيسة أديمار أنها قد التقت بصديقها القديم سان جيرمان في عام 1789، وعام 1815، وكذلك في عام 1821، كما قالت بأنه لا يبدو عليه أثر مرور السنين بما تحويه من ذكريات وقد قيل بأنه ظل يمتلك تأثيراً على الجمعيات السرية، وربما كان أيضاً نبراساً لجمعية اللاهوت الصوفي التي أنشئت في العصور الوسطى من قبل الألماني كريستيان روزينكروز."
كل هذه الحكايات تدور وتركز عن أن جيرمين لا يتقدم به العمر وأنه كان يحارب الماسونية
وتناول الكاتب أصل جيرمين حيث قال :
"من يكون؟!
أهل باريس الذين لم يحبوا سان جيرمان قالوا عنه :
أنه كان ابن يهودي برتغالي يُدعى آيمار أو ابن يهودي ألزاسي يُدعى فولف ومع ذلك، كان الاعتقاد العام في ذلك الوقت بأنه كان الابن الطبيعي لسيدة تدعى ماري دي نيوبورج وهي أرملة الملك تشارلز الثاني ملك أسبانيا ورجحت دراسة حديثة بأنه ربما كان فعلاً أحد أبناء الأمير فرانسيس راكوشزي الثاني في ترانسيلفانيا حيث أن الأمير قد قدم أبناؤه لإمبراطور النمسا حتى يتربوا عنده، ولكن قيل أن أحدهم قد مات في سن مبكرة. ويعتقد الآن أن هذا الطفل قد يكون في الواقع هو من تربى وسط عائلة في قرية صغيرة في سان جيرمانو بإيطاليا. وربما قد يكون هذاما يبرر حمله للقب كونت. ومع ذلك يعتقد بعض الناس وخاصة هؤلاء الذين يرتبطون بحركة التصوف أن سان جيرمان قد يكون أحد (السادة الكبار) والذين ارسلوا ليظهروا للرجال أخطاء طرقهم، وهم يعتقدون أنه ربما لا يزال يتجول في الأرض منتظراً الوقت المناسب للظهور مرة أخرى لينتشل الناس من الماء العكر. ومع ذلك لا زال الشخص الغامض المعروف باسم كونت دي سان جيرمان لغزاً محيراً حتى الآن."
الحكايات السابقة كلها تخمينات ولا يوجد أى دليل ولكن الغريب فيها هو تحوله لقديس عند البعض بدليل كلمة سان فجيرمين نسوانجى بالعامية ولا يظهر إلا مع الطبقة المرفهة التى تحتسى الخمور وتمارس المؤامرات
وما يهمنا في المقال هو وصف الكل لجيرمين بأنه لا يشيخ ولا يهرم رغم مرور عقود طويلة وهو أمر ليس مقبولا وجود شخصية له صفات اعجازية وقد انتهى زمن المعجزات كما قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والأكذوبة الأخرى هو أنه لم يمت وهو ما يخالف قوله سبحانه :
" كل نفس ذائقة الموت"