الحرب البرية فى غزة مستبعدة
الناس ينتظرون هجوما إسرائيليا على غزة فى أى وقت وهذا الهجوم لن يحدث وكل ما سيحدث هو :
مناوشات على الحدود تنتهى بإصابات وتدمير مدرعات ودبابات إسرائيلية
استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وهى لن تستمر طويلا مع نزوح اليهود عن مدنهم ومستوطناتهم فهم لم يتعودوا على خروجهم من المدن والمستوطنات وكونهم لاجئين فى بلدات أخرى يمكن أن تضرب هى الأخرى هؤلاء اللاجئون هم من سيجبرون حكومتهم عن التوقف عن الحرب لكى يعودوا لبيوتهم والشرط هو استمرار الرشقات الصاروخية للمقاومة للبلدات المختلفة
ما أسباب استبعاد الحرب البرية فى غزة ؟
الإجابة :
سبق لإسرائيل خوض عدة حروب برية فى غزة وانتهت كلها بخسارتها للجنود قتلى وأسرى وجرحى بأعداد لم تتعود عليها ومن ثم هم يعرفون جيدا نتيجة الهجوم البرى والذى سيكلفهم هذه المرة قتلى بالآلاف ومصابين بالآلاف وخسارة مئات الدبابات والمدرعات
لم يسبق للجيش الإسرائيلى فى تاريخه خوض حرب برية كبرى سوى فى اجتياح لبنان وقد خسر فيها قتلى وجرحى بالمئات فى عهد تولى شارون وزارة الدفاع ولم يكن هذا الهجوم أن ينجح إلا نتيجة خيانة حزب الكتائب اللبنانى والمليشيات العميلة المعروفة بمليشيات انطوان لحد والتى تسببت فى مجازر صابرا وشاتيلا ولم يكن فى تلك الحرب أى جيش للبنان كى يحارب الجيش الاسرائيلى حيث كانت الحرب الأهلية قائمة وقد استطاعت المقاومة اللبنانية والفلسطينية فى لبنان اخراج شارون وجيشه من لبنان نتيجة الخسائر الكبيرة فى الجنود والآليات
وأما الحروب الكبرى فقد اعتمدت فيها إسرائيل على الهجوم الجوى بالاضافة إلى عمليات الانسحاب غير المدروسة من جيوش المنطقة انسحب الجيش المصرى من سيناء فى 56 و67 وانسحب الجيش السورى فى الجولان وانسحب الجيش الأردنى من الضفة الغربية فى 67
ومن ثم لم تقع مواجهات حقيقية برية بين قوات اسرائيلية وقوات من جانبنا إلا فى الحرب المحدودة 73 وخسر فيها الجيش الاسرائيلى مئات الدبابات والمدرعات بالاضافة للقتلى والجرحى
ومن ثم أى اجتياح برى كانت نتيجته خسارة إسرائيلية
الأمر الأهم هو أن هزيمة أى خسارة عسكرية معناها انتهاء حياة السياسى الإسرائيلى الذى يتخذ قرار الحرب البرية ويخسر ومن ثم نتنياهو أو لابيد أو أيا كان سيجبن عن اتخاذ هذا القرار لأن خسارة حرب 73 أنهت حياة جولدا مائير السياسية
وهذا ما يفسر ما يقال من تهرب نتنياهو من الموافقة على أى خطة تقدم إليه من الجيش لاجتياح غزة بريا وأيضا يفسر هروب واستقالة العديد من القادة العسكريين فى الجيش الاسرائيلى حتى لا يحاسبون فيما بعد على الخسارة المتوقعة
إذا الهجوم إذا فشل وهو المتوقع سينتج عنه انهيار ليس على المستوى العسكرى وإنما انهيار اسرائيل نفسها لأن الآلة العسكرية التى يحتمون بها لم تعد مفيدة وهو ما سيؤدى إلى هجرة اليهود إلى الخارج وهو ما يعجل بانتهاء الدولة اليهودية فى خلال سنوات قليلة
مشاركة المقاومة اللبنانية ممثلة فى حزب الله والمقاومة الفلسطينية فى لبنان فى الهجوم على الشمال الاسرائيلى واضطرار اليهود للنزوح من المستوطنات الشمالية إلى داخل مدن الوسط سيجعل الجيش اليهودى موزع على جبهتين
استمرار الحرب لفترة طويلة عدة شهور سيجعل الاقتصاد الاسرائيلى ينهار تماما لأن الجيش الاحتياطى وهو أكثرية الجيش الاسرائيلى هو الصناع والعاملين فى القطاع الزراعى والصناعى والتجارى وغير ذلك ولا يمكن لجيش أن يستمر دون إنتاج ما يلزم السكان من طعام وعلاج وكساء وغير هذا
الجيش الاسرائيلى لم يستمر فى أى حرب مع جيش أخر أكثر من أسبوعين أو ثلاثة وهذه المرة لا يوجد فى المجتمع الإسرائيلى كم كبير من الشباب كما كان فى السابق نتيجة الانجاب القليل ومن ثم تحول المجتمع لمجتمع عواجيز وشيوخ ومن ثم لن يتحملوا تلك الأوضاع طويلا وسينهارون من الداخل
المتوقع فى الداخل الإسرائيلى هو استمرار المظاهرات وكثرتها وهو ما سيؤدى لمحاكمة نتنياهو وخروجه من الحكم وعمل انتخابات جديدة ينتج عنها حكومة تعمل على استعادة الأسرى بالمفاوضات وستكون هناك مرحلة خمول عن الحرب فإذا استعادوا أسراهم فلن يمر وقت طويل حتى يهاجموا القطاع مرة أخرى
الرئيسية 
