تصنيف الجرائم

تصنيف الجرائم :
تصنف الجرائم إلى أصناف هى :
الأول الجريمة الحادثة وهى التى نتج عنها عصيان لحكم من أحكام الله وهذا العصيان له عقاب معروف وهذ الصنف هو الجرائم الموجودة فى قانون الجزاء وهو قانون العقوبات عند الله
الثانى الجرائم غير المكتملة وهى جرائم البدء فى ارتكاب عصيان دون اكتمال وهو ما يسمونها الشروع فى كذا فالإنسان يريد ارتكاب جريمة مثلا كالقتل او الضرب فيتواجد فى المكان من يمسك يده ويمنعه من إكمال الجريمة أو يحدث شىء ما كهروب المجنى عليه من الجانى كما فى جريمة امرأة العزيز عندما أرادت إجبار يوسف (ص)على الزنى معها فرفض وفى ذلك قال سبحانه على لسان المرأة " ولقد راودته عن نفسه فاستعصم"
أو ينصح من يريد الجانى اصابته الجانى بالكف عن ذلك كما فى جريمة موسى (ص)لما أراد أن يضرب رجل أخر بعد الذى قتله ليقتله فذكره الرجل بأن وظيفته هى الإصلاح فى الأرض وليس التجبر فيها فعاد موسى (ص) لصوابه وترك قتله وفى ذلك قال سبحانه "فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ".
أو أن يقوم من يريد الجانى ظلمه بالتحاكم للقضاء مع الجانىكما فى جريمة إرادة الأخ الغنى ان يتنازل الأخ الفقير له عن نعجته بالكلام وفيها قال سبحانه"إن هذا أخى له تسع وتسعين نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه".
وهذه الجرائم حدث أخرها فى دولة المسلمين فى عصر داود(ص) وبين داود(ص)فيها للظالم والمظلوم الحق ولم يعاقب الظالم لأنه لم يأخذ النعجة بالقوة وبناء عليه فالمجرمون الذين لم تكتمل جرائمهم لا يعاقبون بعقوبات قانون الجزاء المعروفة وإنما يعاقبون بعقاب أخر وهو :
الخصام وهو الإعراض عنهم وهو الامتناع عن كلامهم ومعاملتهم إلا فى الضوريات كالطعام والعلاج وهو عقاب نفسى جماعى يقوم به أهل البلد ويستمر هذا الخصام حتى توبة هؤلاء المجرمين وقيامهم بالاعتذار إلى من أخطئوا فى حقهم وقد بين الله فى كتابه أن النبى (ص)أعرض عن المنافقين بأمره وفى هذا قال سبحانه"أولئك الذين يعلم الله ما فى قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا "
وقد قام المسلمون باتباع أمر الله الذى قال لهم " فأعرضوا عنهم"
وضرب الله مثلا لنا بذنب الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد مع قدرتهم المالية والبدنية عليه حيث طالبهم بخصامهم وهو عدم كلامهم أو معاملتهم إلا فى الضروريات القصوى حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم واستمر الإعراض حتى تاب الله عليهم فتابوا وفى ذلك قال سبحانه:
""وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
والجرائم غير المكتملة ليس عليها عقاب سوى ما نص الله عليه فى كتابه من الإعراض عن أصحابها
والعقاب بالخصام وهو عقاب نفسى يعلن عنه القاضى لأهل البلد حتى يقوموت بتنفيذه فى وسائل الإعلام بالبلدة مثل طباعة منشور فيه صورة صاحب الجريمة غير المكتملة واسمه ومكان تواجده ويكتب فيه سبب خصامه وهو انه أراد فعل جريمة كذا ولكن الله سلم وأن على أهل البلدة ألا يكلموه حتى يصدر لهم منشور أخر بأنه تاب واعتذر لمن اخطأ فى حقه
الثالث الجريمة المنفذة تنفيذا خاطئا والمراد بها الجريمة التى فشل تنفيذها فلم تسفر عن وقوع ضرر ومن أمثلتها من قذف إنسان بحجر فى رأسع ليقتله فذهب الحجر بعيدا عن رأس المراد قتله او جرحه و من أمثلتها فى كتاب الله جريمة خباز ملك مصر الذى أراد سم الملك ولكن الملك لم يسم هو أو غيره لسبب ما وكان عقابه من ملك مصر صلبه وفيها قال سبحانه"وأما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه "
وعقوبات الجرائم الفاشلة هى تعريض المحرمين لنفس الظروف من باب قوله سبحانه :
"فإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
فمثلا المجرم الذى قذف الحجر على الأخر فلم يصبه يسمح القاضى للأخر بقذف المجرم شرط ألا يصيبه ولا يخبر المجرم أنه لن يصاب والغرض هو تخويف المجرم ووضعه فى نفس الموقف الذى كان يريد وضع الأخر فيه حتى يفكر فيما بعد قبل عمل جريمة أخرى
ويضاف لذلك خصام المجرم كما فى الجريمة غير المكتملة حتى يتوب ويعتذر إلى الأخر