مناقشة لمقال التعويذة المزيفة
الكاتب هو سليمان المدني وموضوع المقال هو إمكانية خداع الإنسان للجن والشياطين وقد ابتدأ بتعريف التعويذة المزيفى حيث قال :
"التعويذة المزيفة هي تعويذة مختلفة عن كل ما هو معروف من مصطلحات سحرية أو غير سحرية عبر الأجيال المتعاقبة على مر التاريخ لأنها تكشف للقارئ مدى إمكانية خداع الجن والشياطين بتعاويذ ملفقة. وتكشف بالتالي مدى جهلهم وخوفهم مما يجهلون رغم امتلاكهم ناصية السحر بأنواعه كما يدعون."
بداية لا وجود للتعاويذ وإنما أوهام يصدقها المنخدعون وأحيانا يصدق المخادعون أنفسهم بقدرتهم على عمل تعاويذ لفظية أو ورقية تضر أو تنفع والتعويذة الأشهر هى إبرا كاديرا وبالطبع هذه معجزة أن تضر بلفظ أو تنفع به سواء ملفوظا أو مكتوبا وقد منع الله الآيات وهى المعجزات حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ومن ثم فكل المقال عبارة عن أكاذيب ألفها المدنى أو نقلها عن كاذبين آخرين حيث قال :
"والقصة باختصار أن عائلة حلبية كانت تقيم في دمشق قريباً من مكان إقامتي، واستدعاني أحد أبنائها لتفقد حالة غريبة تدور رحاها في منزل العائلة. فذهبت معه إلى هناك، وعندما دخلت إلى الغرفة المخصصة وجدت فتاة عرفت من ملامحها أنني رأيتها مسبقاً في الحي، كانت مستلقية على السرير شبه منهكة، وتوحي معالم وجهها أنها أكبر بكثير مما كنت أعرفها، فقد كانت وفق معرفتي لها لا تتجاوز العشرين من عمرها، أما شكلها الحالي فقد كانت منكمشة على نفسها ومتقلصة ووجهها انكمش بدوره وتقلصت عضلاته، وفكيها انضغطا فوق بعضهم بشكل يوحي أنها امرأة عجوز بدون أسنان. وعندما رأت وجهي راحت تثرثر بكلمات مبهمة لكنها توحي بأنها تشتمني وتهيم بطردي لأنني شخص غير مرغوب فيه كما يبدو.
وفي مثل هذه الحالات لا يمكنني التسرع في أي خطوة أخطوها إذ يبدو أن الشيطان المتمكن قد سبقني في اتخاذ أي إجراء وخاصة في مجال التنويم المغناطيسي إذ لا يمكن تنويم الإنسان المنوم أصلاً من قبل الشيطان.
وبينما أنا في حيرة من أمري تقدم مني أحد أبناء العائلة وهمس في أذني قائلاً:
" إنها ملبوسة (ممسوسة) والجن الذي يلبسها شرس وشرير كما ترى .. الأفضل أن تكتب لها حجاباً (تعويذة) لكي تطرد عنها الشياطين عموماً ".
التعويذة وبالرغم من عدم قناعاتي بتأثير التعاويذ عموماً في تلك الفترة من حياتي المعرفية الروحية، إلا أن الفكرة راقت لي، ولكن .. ماذا أكتب في سطور التعويذة خاصة وأنه لم يسبق لي أن كتبت شيئاً من هذا القبيل. ولمحت في تلك الأثناء وجه المريضة وهي تتفحصني وكأنها تقرأ أفكاري وحيرتي وتشككي مما أفكر في الإقدام عليه، ثم تبتسم ابتسامة صفراء وكأنها تقول لي: " هيا .. ماذا تنتظر؟ ".
كان الشيطان الذي يتلبسها أو يمسها إذا جاز التعبير يقرأ أفكاري ويستعد لإفشال أي عمل أقوم به. وعليه فإن أي طلاسم أو أوفاق سحرية يسطرها قلمي سيتصدى لمفعولها قبل أن يخطها قلمي.
وهنا قررت أن أقطع التواصل الفكري بيني وبينه حتى أمنع عنه التصدي لعملي التعويذي المنشود، وكانت طريقة القطع قد تعلمتها من خلال تجاربي السابقة وهي أن أعلق لساني مقلوباً بسقف حلقي ثم بدأت الكتابة، وهنا لاحظت الحيرة والارتباك قد بدت على وجه المريضة (أي على وجه الشيطان المستحوذ على جسد المريضة).
ماذا أكتب؟
لم تكن عندي كما ذكرت أية طلاسم أو أوفاق سحرية أكتبها، وكان علي أن أبدأ الكتابة بثقة لا تشوبها أية شائبة، فلم أر إلا وقلمي يكتب ما أمليه عليه من أفكاري ولكن بلغة غير مفهومة على الإطلاق حتى بالنسبة لي. بت أفكر بكلمة معينة ويتحرك قلمي ليكتبها بطريقة أشبه ما تكون بلغة مورس المعروفة للمتخصصين بها وبكشف رموزها نقاط وخطوط قصيرة وأحياناً ما يشبه الأحرف الصينية وأشياء أخرى مبهمة حتى أنهيت ما أريد قوله بفكري وقامت أناملي بترجمته علي ورقة التعويذة، وعندها فككت عقدة لساني والتفت إلى المريضة لأقرأ بدوري تعابير وجهها رأيتها هادئة شبه مستسلمة وقد أنهت ثرثرتها وأسلوبها العدائي الذي بدأت به الجلسة وبدت لي مستسلمة فاستعادت عافيتها مجدداً وبشكل تدريجي بينما قامت والدة المريضة بتجليد التعويذة بعد لفها بقطعة قماش ثم علقتها حول عنقها، وهنا استيقظت المريضة تماماً ونهضت وراحت تتجول بالمكان أمام الجميع."
بالطبع المدنى دجال فاتصال البشر بالجن ممنوع لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يعطى هذا الاتصال لأحد بعده حيث قال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
ومن ثم حكاية التلبس الجنى لا وجود لها لأنها حتى قبل سليمان(ص) لم يكن لها وجود وإنما أعطى له الاتصال بالجن والكلام معهم فقط وعقابهم عند العصيان
ولا يمكن لأحد أن يتحكم فى الجن بأى وسيلة كانت ويبدو المدنى هنا وفى مقالاته فى موقع ما وراء الطبيعة وكأنه يقوم بالدعاية لنفسه لكى يأتيه الناس باعتباره المخلص