إضاءات حول بحث الأحلام التنبؤية
الكاتب محمد علي. ب وقد ابتدأ المقال بمقدمة عن جعل الناس بتعريف "الأحلام وتناول تأسيس فرويد للتخريف الحديث فى الأحلام حيث قال :
الأحلام ..... لو سألت شخصاً عنها فسيقول لك أنها صور أو إنفعالات تأتي للإنسان أثناء نومه ولو سألت خبراء فقد يجيبونك بأنه لا يملك أحد حتى الآن إجابة نهائية حول السبب الرئيسي الذي أفرز تلك الأحلام لدى الإنسان أو حتى تحققها في بعض الأحيان، يعتبر العالم النمساوي سيجموند فرويد (رائد علم النفس الحديث) أول من وضع كتاب لتفسير الأحلام من الناحية النفسية في القرن 19 حيث اعتبر الأحلام ليست إلا تنفيس لرغبات الإنسان المكبوتة ومن وجهة نظر أخرى تعتبر الأحلام موروثات جينية متراكمة ترثها الاجيال حيث يمكن لشخص أن يرى حلماً سبق أن رآه أحد أسلافه كحلم أو عاشه في حياته"
ووجهة نظر فرويد التى سجلها الكاتب هى الأحلام ليست إلا تنفيس لرغبات الإنسان المكبوتة وهو ما يضاد الأحلام فى كتاب الله التى هى كلها أخبار مستقبلية فكلها يتكلم عن أحداث تقع فى المستقبل كقتل الخباز وبراءة الساقى والفيضان القليل سبع سنوات والفيضان الكثير سبع سنوات وأحداث غزوة بدر وذبح كبش
ففرويد الضال المضل أراد أن يحرف العلم عن مساره الصحيح تاركا حتى دينه اليهودى الذى يحكى أحلام مستقبلية فى العهد القديم
وتناول الكاتب مفسر الأحلام المعروف فى تراثنا الكاذب ابن سيرين حيث قال :
ابن سيرين
يعتبر محمد ابن سيرين (- 728 م) أحد أشهر مفسري الأحلام في العالم العربي وربما الإسلامي وقد إشتهر بكتابه " تفسير الأحلام" والذي مازال لحد يومنا هذا مرجعاً للعديد من مفسري الأحلام في العالم الإسلامي، ونذكر من التجارب التي حدثت مع ابن سيرين التي فسرها تفسيراً واضحاً:
- عصفورة / صدقة
يروى أنه في أحد الأيام أتى رجل إلى ابن سيرين و قال له أنه رأى في منامه عصفورة وعندما جاء ليذبحها تكلمت العصفورة و قالت له: " رجاء لا تذبحني ".
وهنا فسر له إبن سيرين المنام وقال له:" استغفر ربك فتفسير حلمك أنك قد أخذت صدقة لا تحل لك! ".
فاندهش الرجل من التفسير و اعترف بالفعلة.
- وفاة ابن سيرين لعل أغرب ما جاء عن سيرة ابن سيرين أنه قبل وفاته بأيام كان جالساً يأكل مع شقيقته فجاءته امرأة ليفسر لها ما رأته في منامها وعندما أخبرته بالرؤيا ترك ابن سيرين الطعام و تغير لون وجهه فسألته شقيقته: " ما خطبك؟! "، فقال لها بهلع: " هذه المرأة تزعم أنني سأكون ميتاً بعد سبعة أيام! " و بالفعل توفي ابن سيرين بعد بضعة أيام من الحادثة ودفن في اليوم السابع!
تجارب ابن سيرين مع التفسير تعتبر كثيرة وخبرته تعتبر لحد الآن الأشهر."
تصديق الكاتب بوجود مفسرين للأحلام يصدقون هو من ضمن الكذب لأن التفسير كما قص الله علينا هو آية أى معجزة أعطاها الله ليوسف(ص) وحده كما فى القرآن فقال " وعلمتنى من تأويل الأحاديث " وقال :
" ولنعلمه من تأويل الأحاديث"
وما يحدث من تفسيراتنا التى تصدق وهو قليل جدا ليس سوى خبط عشواء
وتناول الكاتب ما أسماه الأحلام الجلية حيث قال :
"الأحلام الجلية
ما حدث مع ابن سيرين و مع مختلف ما فسره خلال حياته لم يكن سوى مثال صغير عن كثير من الأمثلة الغريبة والمدهشة التي حدثت وتحدث في مناطق مختلفة من العالم حيث أصبحت تثير دهشة وحيرة العلماء الذين مازالوا لحد الآن يبحثون عن تفسيرات مقنعة لما يحدث في عقل الإنسان أثناء نومه.
فكما هو معلوم تأتي الأحلام في مجملها على هيئة صور وأحداث متشابكة يكون أغلبها مجرد رسائل عفوية لا تفسير أو تحليل لها، ومنها ما يأتي بسبب رغبة حيث إذا أراد الإنسان شيئاً وأحب أن يحدث له يتجسد له في الأحلام وهناك ما يمكن أن تجد له تفسيراً لكن يجب الإعتماد على الإختصاصيين في ذلك وهذا يرجع عادة لتشابكها و تعقيد تفاصيلها والتي تأتي بطريقة مرتبة لكنها غامضة.
أما أكثر ما يثير الجدل في الأحلام هو ذلك النوع الذي يتكون في عقل الإنسان أثناء نومه على شكل رؤى واضحة جداً وتبعث بالريبة فإما أن تكون قد حدثت بعد الحلم أو قبله أو حتى بعد سنوات من الحلم كما جاءت شكلاً و تحليلاً في تلك الأحلام. يحدث هذا الشكل الواضح من الأحلام والذي يطلق عليه اسم " الأحلام الجلية " Vivid Dreams عادة لبعض الناس الذين يعتبرون أنفسهم عاديين والذين لا يدعون هم (أو معارفهم) امتلاكهم لقوى روحية أو خارقة للطبيعة لهذا أصبحت هذه الأحلام أو الرؤى تثير التساؤل حول طريقة تشكلها أو من أين تأتي تلك الإشارات التي يرسلها العقل أثناء نوم الإنسان!؟"
بالطبع كلام الكاتب عن أن مصدر الأحلام فى المنام غير معروف يعارض أنه معروف وهو الله وليس غيره كما قال سبحانه:
"إذ يريكهم الله فى منامك قليلا"
وتناول الكاتب ما أسماه التجارب الواقعية حيث قال :
"تجارب واقعية
يعيش الكثير من الناس حول العالم تجارب أحلام تصنف في معظمها كمجرد أضغاث أحلام و رؤى عادية تتلخص عادة في حوادث مختلفة لم تلق الإهتمام من قبل العلماء أو حتى الصحافة لأنها تحدث و تبقى حبيسة لدى الشخص الذي حلم بها وإن تحققت على أرض الواقع فإنها تواجه بالتشكيك.
- بركان كاركاتوا
ومع ذلك هناك أحلام أثارت الكثير من الضجة حولها ونذكر منها ما حدث مع أحد محرري الأخبار في صحيفة بوسطن غلوب وهو إدوارد سامسون: ففي عام 1883 كان إدوارد في مكتبه بمقر الصحيفة التي يعمل بها عندما شعر بالتعب فقرر أن ينام قليلاً بالمكتب و لكنه إستيقظ مذعوراً بعد أن رأى كابوساً عند حوالي الساعة 3:00 صباحاً وكان ما رآه واضح جداً في تفاصيله، فقد رأى مجموعة كبيرة من الناس يحاولون الهرب من بركان ثائر و مجموعة من السفن المحطمة وكذلك الشمس كانت زرقاء اللون و لشدة تأثره بالتفاصيل قرر كتابتها على ورقة لكي لا ينسى الحلم وبعدها قرر المغادرة إلى منزله ليرتاح من العمل و في ظهر اليوم نفسه وجد أحد المحررين الورقة على مكتب إدوارد فظن أنه خبر فقام بتحريره على الصحيفة فقرأه الألاف و إستغربوا بأنها قصة لم يكن لها وجود، فإعتذر إدوارد لرئيس تحرير الصحيفة و أكد له أنه كان مجرد حلم كتبه على ورقة كي لا ينساه لكن بعد الحادثة بيومين وردت أخبار أن جزيرة كاركاتوا Krakatoa قد ثار فيها بركان هائل تسبب في موت 36 ألف شخص و غرق عشرات السفن و بدت الشمس شديدة الزرقة ذلك اليوم بسبب الأبخرة و الغازات و كذلك الرماد البركاني، هذا الأمر أثار حيرة وإستغراب ألاف من قرأوا الخبر بيومين قبل حدوثه و بهذا تأكد الجميع أن ما حدث لسامسون كان " رؤيا مستقبلية ".
- زلزال غلاسكو
مثال آخر حدث مع شخص لا يعدو كونه إنساناً عادياً كما لم يدعي أنه يملك شيئاً خارقاً للعادة. ونذكر قصته التي كانت في البداية نكتة ذلك اليوم في بريطانيا، لكن ما حدث بعدها جعل الكثيرين يصفونها على أنها رؤيا قد تجسدت و أصبحت النكتة شيئاً مريباً و غريباً. ففي عام 1978 تم القبض على شخص في محطة القطار بويلز لم يدفع ثمن التذكرة و كان قد إدعى أنه كان متوجهاً إلى غلاسكو في اسكتلندا لتحذير المسؤولين من زلزال مدمر سيحدث وأنه قد نسي من شدة قلقه و إرتباكه أن يدفع ثمن التذكرة لكن الشرطة إعتبرتها حجة مضحكة و عنونت صحف ذلك اليوم الخبر بطريقة ساخرة وهزلية مؤكدة أنه أغبى عذر لشخص يمكن أن يقوله بسبب عدم دفع التذكرة خصوصاً أن وقوع الزلازل في إسكتلندا يعد أمراً نادر الحدوث.
- وبعد إنقضاء 22 يومأ على ذلك أصيبت جلاسكو بزلزال مدمر تحطمت فيه البنايات و الطرق، ولحد الآن لم تعرف هوية صاحب الرؤيا كما لم يتمكن العلماء من معرفة كيفية إستطاعته من التنبأ بالحادثة.
- حاول العلماء مرار أن يفسروا هذه الظاهرة الغريبة وعزلها لتكوين فرضية يمكن أن تكون البداية لحل اللغز وراء تلك الرؤى والأحلام الغريبة لكنهم اصطدموا بعائق تمثل في أنه بعد وقوع حادثة كزلزال أو بركان أو أي كارثة أخرى تجد ألاف الناس تدعي بعدها و تأكد بأنها تنبأت بهاته الحادثة بعد رؤى أو شعور أتاهم بأنها ستحدث وقد حاول العلماء إستثناء كثير من الحالات التي تكون مجرد كذب ولكن رغم ذلك بقيت هذه القضية لغزاً.
ومن الجدير بالذكر أن كثيراً من الحيوانات تستشعر الزلازل قبل حدوثها بعدة أيام كما نجد في الضفادع والأفاعي إلى درجة أن بعض مراكز رصد الزلازل استخدمتها كما فعلت الصين
رسائل من عالم آخر:
اعتقد الكثير من العلماء والمختصين أن الأحلام (في بعض الأحيان) قد تكون رسائل تأتينا من المستقبل فمنها ما يأتي بصورة غامضة مبهمة وهناك ما يكون واضحاً لا يحتاج لتحليل. لكن نظرة الروحانيين تختلف عن نظرة العلماء وبحسب معتقداتهم فإن الروح بعد النوم ترتقي بطريقة لا تصل إليها أثناء اليقظة لهذا فإنها تستطيع الإتصال بعالم آخر غير عالمنا أو فتح بعد آخر و معرفة أحداثاً مستقبلية وحتى الإلتقاء بالموتى؟!، ربما كان أمراً يدعو للغرابة بالنسبة للبعض، لكن تلك النظرة قوبلت بالرفض من طرف العلماء، خاصة أنها لا تدعم بنظرية علمية ثابتة و هو ما يؤمن به العلماء.
هناك الكثير من التأويلات والتفسيرات لماهية الأحلام لكن لم يستطع أحد أن يجد طريقة علمية أو روحانية لماذا تأتينا الأحلام برؤى مستقبلية غامضة وحول دور عقل الإنسان و روحه في بناء تلك الرؤى، خاصة أنها تأتي أثناء نوم الإنسان، فهل يمكن أن تكون الأحلام تأتي من عالم آخر غير عالمنا؟! و هل يمكن فعلاً لعقل الإنسان الإتصال بعالم آخر و فتح بعد آخر؟
أسئلة كثيرة ما زالت تثار حول الأحلام التنبؤية التي تعتبر بعيدة عن فهمنا الواضح لها رغم محاولات العلماء لوضع نظرية مبنية على أسس قوية، وهذا بدوره يطرح تساؤل آخر: " هل يمكن تغيير المستقبل في حال تمكن العلم من تفسير تكون الرؤيا؟ "."
كل ما ذكره الكاتب من أسئلة تم طرحها بسيب البعد عن كتاب الله فالله هو من يصنع أحلام الناس فى المنامات وكلها أخبار مستقبلية ولكن لأن الناس لا يقدرون على التفسير فهم لا يعرفون ومن ثم فالأخبار المتعلقة بأحداث كبرى والتى تتحقق فى المستقبل والتى تعتبر نادرة أحيانا تأتى فى صورة مباشرة كما فى حادثى البركان والزلزال