عطيه الدماطى
المساهمات : 2113 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: مراجعة لمقال من كتاب الله ليس أكبر السبت يناير 28, 2023 7:08 pm | |
| مراجعة لمقال من كتاب الله ليس أكبر المقال هو فصل الدين سمَّمَ كل شيء وأما الكاتب فهو كريستوفر هايتشنز والكاتب هو ملحد وهو ينكر كل الأديان مستدلا باعتراضات أربعة حيث قال: "هناك أربعة اعتراضات على الإيمان بالأديان وهي اعتراضات لا يمكن التقليل من أهميتها ولا اختزالها ذلك أن الإيمان شوه الأصول التي انبثق منها الإنسان والكون وكان الخطأ الأساسي فيه أنه سعى لمزج أقصى الخنوع والاستسلام بأقصى تركيز على الأنا في الإنسان (كنَوْعٍ)، وهذين الأقصيان كانا سبباً أدى إلى قمع خطر للجنس وكانا بعد ذلك نتيجة تأدت عنه، وهذا كله منطلق في جوهره من تفكير رغبوي تأسس الإيمان عليه" الكلام السابق للكاتب هل فهم منه أحد شىء؟ فكيف شوه الإيمان أصول ألإنسان والكون ؟ هل مثلا نسف نوع من انواع الخلق أو أفسده تماما فحول النجوم إلى صواريخ أو حوب الجبال إلى أنهار ؟ وكل ما أهم الكاتب هو قمع الجنس والسؤال كيف تعرف أن الجنس تم قمعه ؟ هل الزواج هو القمع ؟ فعلى أى شىء حرمت وحللت حرمت القمع المسمى الزواج وحللت الزنى ؟ لو أننا درسنا الأنواع المختلفة سنجد هناك لأنواع فيها زواج بواحدة وسنجد زواج بأكثر من واحدة فى أنواع أخرى فهل نحلل على أساس هذا أو ذلك وسنجد أنواع أخرى ليس فيها زواج ظاهر لنا كالنباتات وهذا أساس أخر للرهبنة وهى قمع أخر للجنس يزعم الكاتب أنه اكتشف الاعتراضات حيث قال : "لست أظن أن هناك أية نزوع للغرور مني في ادعائي أني اكتشفت هذه الاعتراضات (وأضيف أني لاحظت كذلك الواقعة الأكثر وضوحاً و شيوعاً وابتذالاً وهي أن الدين يتم استعماله من قبل أصحاب المسؤوليات الدنيوية كي يمنحوا أنفسهم قوة و سلطة) قبل ان تغادر الرنة الصبيانية صوتي وانا هنا افترض افتراضاً فيه كل اليقين وهو أن هناك ملايين من الناس الآخرين غيري وصلوا إلى استنتاجات تكاد تماثل ما وصلت إليه وبنفس الطريقة أيضاً، وقد قيض لي بعد ذاك أن اجتمعت بمئات من مثل هؤلاء الذين افترضت و جودهم في مئات من الأماكن و في عشرات عديدة من بلدان مختلفة كثيرون منهم لم يؤمنوا قط وكثيرون أخرون تخلوا عن معتقداتهم بعد صراع مرير والبعض منهم مروا بمراحل من اللايقين الثابت كانت تأتيهم بشكل تلقائي وترافقهم في كل فترات وقتهم، رغم انها قد تكون أقل صرعاً وأقل رؤيوية مما في سفر الرؤيا من حيث الروعة والغموض (ولكنها تحولت إلى مزيد من العقلانية فيما بعد وأُضفِيَ عليها مزيد من التبرير الأخلاقي) مما كان عليه أمر سول تاروس في داماسين "مع نشوء المسيحية في التحول من إيمان إلى إيمان ملاحظة من المترجم" الكاتب لف ودار وتحدث عن الملحدين أمثاله ظنا منه بذلك أنه جاء بالديب من ذيله كما يقول المثل ومع هذا اللف والدوران لم يذكر لنا اعتراضاته كل ما ذكره استغلال الحكام للدين فهل فساد الحكام معناه فساد الدين ؟ بالطبع أى عاقل يفرق بين الفرد ودينه فهذا إنسان وهذا نص مكتوب أو محفوظ إذا فساد الحاكم لا يعنى فساد الدين لوجود فارق بينهما والكاتب الذى يزعم أنه عقلاتى كرمه غير عقلانى فهو يتحدث عن ملايين من الملحدين أمثاله فأين قابلهم أو حدثهم هذا الكاتب وهم ملايين وهو يعيش فى بلدة واحدة ؟ كلام لا علاقة له بالعقل أو العلم الدنيوى حتى وتناول الكاتب أنه لا دينى هو وأمثاله وأنهم يحترمون العقل والعلم ولكنهم يعرفون أنهما ليسا كل شىء حيث قال : "وإليكم النقطة الأساسية، فيما يخصني ويخص زملائي في الفكر إن إيماننا ليس إيماناً ومبادئُنا ليس معتقداً ونحن لا نعتمد فقط على العلم والعقل، فإنهما شرطان ضروريان لكنهما ليسا كافيين، على أننا في كل حال لا ثقة لنا بكل ما يناقض العلم وبما لا يحترم العقل قد نتباين في أمور كثيرة، لكننا جميعنا نحترم التحقق من الأمور والإنفتاح في العقول والمتابعة للأفكار من أجل الأفكار ذاتها" وكل من يزعم أنه لا دينى هو شخص مجنون بالفعل لأن كل إنسان يحلل ويحرم أى يكره أشياء ويحل أشياء وبذلك هو يشرع أحكام من عند نفسه وهذا هو معنى أى دين أن تلتزم بأمور معينة ولا تلتزم بأمور أخرى فمثلا المثلى يبيح جماع شخص مثله ويحرم على جماع النوع ألأخر ومثلا الاحترام واجب كما يقول الكاتب فى الفقرة السابقة واكنه احترام العقل والعلم ولكنه لا يحترم الدين لأنه يرفضه وهو مثلا يأكل أطعمة معينة وينفر من اطعمة أخرى وأكله إباحة للأطعمة التى يأكلها ونفوره من أطعمة أخرى هو تحريم لها ومن ثم فأى ملحد كاذب فى قوله أنه لا دينى فكل إنسان لابد له من دين ويعلن الكاتب أن الخلافات بين الملحدين ليست قناعات أى إيمان حيث قال : "نحن لا نتمسك بقناعاتنا باعتبارها دوغمات: إن الشقاق بين البروفسور ستيفن جي والبرفسور ريتشارد دوكينز، فيما يتعلق " نقاط التطور" و حول الثغرات غير المملؤة في الداروينية-المتأخرة، هو شقاق واسع وعميق، لكن علينا أن نحله بالأدلة وبالعقل وليس بالعزل، أو بـالحَرْم الكنسي" هل فهمنا شىء من خلافات جى ودوكينز ؟ الخلاف كما قال الكاتب يحل بالعلم والعقل والسؤال : عن أى عقل يتحدث الكاتب هل عقل الطفل أم عقل الرجل أم عقل المرأة؟ بالطبع لا يوجد اتفاق بين البشر على المنطق الذى يمثل العقل فهناك منطق أرسطى وهناك منطق حديث ينسب إلى أفراد أخرين وكل منهما يكذب الأخر ؟ وتناول الكاتب اقتراحات بعض الملحدين تسمية بعضهم بالساطعين حيث قال : "ما يزعجني من البرفوسور دوكينز ومن دانييل دينيت، هو اقتراحهما المداهن المتملق بأنه يتوجب على الملحدين أن يعجبوا بأنفسهم وان يتسَمّوا باسم "الساطعين"، على أن اقتراحهما هذا سوف يظل جزءاً من مناظرة مفتوحة ونحن لسنا محصنين بأي مناعة من إغراءات العجب والدهشة ولا من سحر الورع: فإن عندنا حس الموسيقى والفن والأدب ولدينا شعور يأن المآزق الآخلاقية الخطيرة في جديتها قد عولجت على يد شكسبير وتولوستوي و شيللي و دوستيوفسكي و جورج إليوت بأفضل مما أورده الكتاب المقدس من أخلاقيات في قصصه الأسطورية الخرافية" والكاتب يقر هنا بأن الملحدين مثلهم مثل غيرهم معجبين بأنفسهم وهم يعتقدون أنهم على الحق ولكن ليس من خلال كتب الدين وإنما من خلال كتب الأدب والفنون وهذا معناه أنهم اصبحوا على دين كتبهم وأسسه مأخوذة من أفراد أمثالهم كتبوا كتبا أدبية ويكرر الكاتب كلامه حيث قال : " إن الأدب، وليس النصوص المقدسة، هوما يغذي العقل _ حيث إنه ليس عندنا من استعارة لغوية افضل _ كما يغذي النفس نحن لا نؤمن لا بجنة ولا بنار، وليس هناك أية إحصاءات عثرت بأي شكل من الأشكال على ما يفيد أننا في غياب ما يغرينا ويتملقنا أو يهددنا ويرعبنا قد ارتكبنا جرائم مسوقة بالجشع والطمع أو مقودة بالعنف والقسوة أكثر مما ارتكبه المؤمنون (والواقع هوانه لو أجري أي إحصاء تحقيقي مضبوط، فأنا متأكد أن الأدلة سوف تتجه لتثبت الجرائم على الجانب الآخر) نحن راضون وقانعون بأننا نعيش مرة واحدة، اللهم إننا مع هذا مستمرون بأطفالنا ومن خلالهم، ونحن، من أجلهم وفي سبيلهم، نرى ونحن في منتهى السعادة في ذهابنا أنه إخلاء لطريق أطفالنا وتوسعة لهم في المكان " وهذا الكلام عن عدم الإيمان بجنة ونار وحساب ليس أمرا جديدا فهناك ديانات قديمة كالبوذية ليس فيها جنى ولا نار ولا حساب والكلام عن ارتكاب الملحدين للجرائم كارتكاب غيرهم معناه أن الملحدين قد بنوا دينهم على نفس أساس كل الأديان وهو وجود حلاب وحرام فالحرام هو الجرائم التى يعترفون بها والحلال غيرها ويتناول الكاتب ما أسماه الأخلاف الحميدة التى يجب العيش بها وهى الحلال كما سبق القول حيث قال : "نحن نرى بعد تأمل وتفكير أنه، وهو اقل ما يمكن أن يحصل، بعد ان يرتضي الناس بالأمر الواقع وهو قصر الحياة و صعوباتها والجهد المطلوب فيها، أنهم يتجهون في اتجاه تحسين سلوكهم مع بعضهم ولن يحدث العكس ونحن نؤمن بكل يقين ان حياة تسوقها الأخلاق الحميدة يمكن أن تعاش من غير دين ونحن نعرف واقعاً ملازما للدين و حاصلا بالفعل، وهو ان الدين تسبب لأعداد لا تحصى من الناس في ألا يكتفوا في اعتبار انفسهم أفضل من الآخرين فقط، بل أن يكافئوا أنفسهم بأن يبيحوا لها في مسالكها طرقاً تجعل الساعين للحفاظ على الأخوة بين البشر وعلى النظافة في أخلاقهم يرفعون حواجبهم ويفجرون عيونهم انشداهاً والأهم من هذا كله، ربما، هو أننا نحن الكفار ليس يلزمنا أجهزة وماكينات تقوينا نحن الذين كان باسكال يتطلع إليهم ويأخذهم في حسابه عندما كتب مخاطبا أحدهم الذي يقول، "آه، إنني مصنوع بحيث لا أستطيع أن أؤمن" وما اعترف به هنا هو نفس ما يقوم به أهل الأديان جميعا فالكل يعلن التزامه بالأخلاق الحميدة إلا ما كان من دين عبدة الشيطان وأمثاله والكاتب يعلن المحرمات والمحللات فى دينه حيث قال : "لسنا محتاجين لأن نجتمع في كل يوم، ولا في كل سبعة أيام، أو حتى ولا في يوم فرح ويمن، لنعلن عن صحة وجهة نظرنا ولا أن نعفر وجوهنا في الأرض، أوان ننغمس في انحطاطنا وانعدام قيمتنا نحن الملحدين لا نتطلب كهنة ولا هيئات كهنوتية أعلى منهم، كي تشرف على تعاليمنا وتسهر عليها الأضاحي والاحتفالات بغيضة عندنا، كما هي الآثار المقدسة , كما هو التعبد للصور وللأشياء (و هذا يتضمن حتى الأشياء التي هي على الشكل الأكثر نفعاً بين ما ابتدعه البشر من أشكال: الكتاب المُصَحَّف) بالنسبة لنا لا بقعة في الأرض يمكن أن تكون "اكثر قداسة" من أي بقعة أخرى وبديلا عن التفاخر السخيف بالحج، وبديلاً عن القتل الصريح المرعب للمدنيين بإسم شيءٍ ما مقدس: حائطٍ أو مقام أو مزار أو مغارة أو صخرة، بإمكاننا أن نضع مشية متروية أو مستعجلة من جانب إلى آخر في المكتبة ومن صالة للعرض إلى أخرى أو غداءً مع صديق ننسجم معه في السعي وراء الحقيقة أو الجمال بعض من الأشواط التي نقطعها لنصل إلى رف في المكتبة أو إلى غداء أوالى معرض سوف تسير بنا، إن كانت جدية، إلى الاتصال بالإيمان وبالمؤمنين من كبار المتعبدين من الرسامين والمؤلفين والى أعمال أوغسطين والإكويني ومايمونيدس ونيومان ربما أن هؤلاء العظماء الموهوبين (من الفلسفة السكولاستيكية في القرون الوسطى المترجم) كانوا قد كتبوا كثيراً من الكتابات الشريرة وكثير من الأشياء السخيفة الحمقاء، لكنهم كانوا على جهل مضحك بنظرية الجراثيم المتعلقة بالأمراض وعلى جهل بمكان الكرة الأرضية من النظام الشمسي، هذا بغضِّ النظر عن مكانها في الكون، و هذا هو السبب الواضح الذي منع من وجود أمثالهم في عصرنا، وسوف لن يأتي أحد مثلهم بكل تأكيد في المستقبل" والكاتب هنا يعلن تحليل أعمال وتحريم أعمال ويشير إلى أن الدين كان فيه كلمات عاقلة ولكن انتهت حيث قال : "مضى زمن طويل على الدين منذ أن قال آخر كلمات له مدركة بالعقل أو فيها نبل أولها تأثير وهي إما أنها أتت كذلك أن انها أعطيت نزوعاً إنسانياً معجِبٍ لكنه نزوع سديمي، كما قال، ديتريتش بونهوفر، وهو قس لوثري شنقه النازيون لأنه رفض ان يتواطأ معهم ليس لنا أن نرى بعد أنبياء أو حكماء قادمين من الربع الأخير من العصر القديم، ذلك لأنهم بانتمائهم هذا تأتي تقواهم المعاصرة صدى تكرارياً لما مضى، أوان تقواهم ترتفع أحيانا فتصل إلى حدٍ من الصراخ والزعيق تقف به في وجه الخلاء العنيد هذا في حين أن الاعتذار الديني مهيب في محدودية الطريقة التي يتبعها – وبالإمكان هنا أن نستشهد ببسكال_ فبعض منه حزين وعبثي _ وهنا لا محيد لنا عن تسمية سي إس لويس _ والاثنان يجتمعان في شيء واحد مشترك بينهما، عنيت به حملهما ثقل رهيب من نزعة موروثة لا بد لهما من حملها كم هو كبير الجهد المطلوب لإثبات ما لا يُصَدّق! " والكاتب يهاجم فى الفقرة السابقة النصرانية أى المسيحية بألفاظهم والاعتذار من أفرادها عن جرائم ارتكيوها أو ارتكبها من قبلهم من رجال النصرانية ويهاجم أفعال بعض الأديان لاثبات أشياء اعتقادية حيث قال : "لقد كان على الأزتك أن يشقوا كل يوم التجويف الصدري لكائن بشري لا لشيء إلا ليتثبتوا من أن الشمس سوف تشرق غداً مفترض في المؤمنين بإله واحد أن يزعجوا إلههم مرات أكثر بكثير من غيره، ربما، خشية أن يصيبه الصمم وما أكثر التفاهات المطلوب إخفاؤها _على انه ليس هناك فعالية كبيرة للإخفاء _ حتى يثبت أحدهم دعواه أن هو شخصياً النقطة التي حولها رسم الله خطته وما أعِظَمُ المقدار من احترام المرء لنفسه الذي يتوجب عليه أن يضحي به متلوياً طوال وقته من خجله الذي يتأجج نتيجة وعيه وادراكه لخطاياه؟ وما أكثر الافتراضات التي لا لزوم لها والتي يجب أن تُفترض" وتناول محاولات البعض نسبة بعض الاكتشافات الإنسانية ولا أقول العلمية إلى الوحى فى كل دين لاثبات صدقه وعندنا كمسلمين يسمونه الاعجاز العلمى وهو كلام جنونى لأن من يستعمل ذلك يجعل الإسلام عرضة للتكذيب عندما يأتى اكتشاف إنسانى أخر مناقض للاكتشاف السابق ولذلك لا أسميها اكتشافات علمية لأن لا علاقة للكثير منها بالعلم وإنما هو عمليات نصب واحتيال يبثها الأغنياء باسم العلم لشغل الناس عن مشاكل حياتهم اليومية والتى سببها نهب الأغنياء لأموالهم وتنظيمهم حياتهم على أساس غير الإسلام وفى تلك المسائل قال الكاتب : "وما أكثر الالتواءات المطلوبة، لدى تلقى خبر كشف علمي جديد، للمناورة بحيث يجعل الكشف الجديد "متلائماً" مع كلمات "الوحي" التي هي من عند الآلهة التي هي من صناعة الإنسان القديم ما هي الأعداد المطلوبة من القديسين ومن المجامع الكنسية ومن اجتماعات الكرادلة من أجل توطيد دوغما ثم بعد ذلك _ وبعد ما لا حصر له من المتاعب ومن الخسائر ومن الأعمال السخيفة ومن الأعمال الوحشية_ تعاد الكرة تحت ضغط الضرورة القاهرة لإلغاء واحدة مما وطد من الدوغمات" والكاتب لا يقول لنا الحقيقة وهى أن ما قامت به الكنيسة القديمة من فرض عقيدة باسم الدين يقوم الملحدون به بواسطة أغنياء العالم بفرض نظريات التطور ومركزية الشمس أو غيرها غير الأرض ونظريات أخرى على كل العالم حاليا هو نفس ما قامت به الكنيسة ألأوربية وحاربت من أجله ويتناول الكاتب أن تعدد الأديان والآلهة وتقاتل الناس دليل على فساد الأديان كلها : "إن الله لم يخلق الإنسان على صورته لأن الجلي الواضح أن الجملة يجب أن يوضع بصيغة أخرى ثم ما هي الشروحات الأقل مشقة في تفسير الوفرة الوافرة في إيجاد الآلهة وكثرة الأديان، وفي كثرة تقاتل الأخوة ضمن المعتقد الواحد وبين معتقد ومعتقد إن هذا الذي نراه حولنا قد آخر تطور الحضارة" وتناسى الكاتب أو نسى أن الملحدين الذين حكموا الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية حوالى سبعين سنة باسم العلم والعقل قتلوا عشرات الملايين فى سبيل المعتقد الالحادى والعدد يقال أنه أكثر من سبعين مليون وهو ما لم يقم به أصحاب الأديان ويوجه الكاتب انتقاد عاما إلى كل الأديان وهو أنها كلها صناعة بشرية حيث قال : "إن النقد الأكثر اعتدالاً بين ما يوجه للدين من انتقادات هو في الوقت نفسه أكثرها جذرية واكثرها تدميرا الدين هو صناعة بشرية بل وإن البشر الذين صنعوه لا يستطيعون أن يوافقوا على ما قاله أو فعله أنبياؤهم أو مخلصوهم أو "غورو" هم (المرشدون الروحيون في الهندوسية) وما زالت آمالهم تتضاءل في أن يخبرونا عن "معنى" الاكتشافات والتطورات الأخيرة التي لم تكن موجودة عندما بدأت أديانهم أوان أديانهم كانت قد اعترضت سبيلها أوانها شجبتها ورفضتها عندما حصلت ومع هذا _ هم ما زالوا يعتقدون أنهم يعرفون أو يدعون انهم يعرفون! ليس فقط أنهم يعرفون يعض المعرفة بل انهم يعرفون كل شيء وهم ليسوا يعرفون فقط أن الله موجود، وانه خلق " مؤسسة" الكون ويتولاها بإشرافه، بل إنهم يعرفون أيضاً ما الذي يطلبــه" منا_ انطلاقاً من تحديد طعامنا ومروراً بشعائرنا ووصولاً إلى خلقياتنا الجنسية أو بكلام آخر، وبينما نحن في غمرة بحث معقد نعرف فيه الأكثر والأكثر عن الأقل والأقل، وبينما نحن نأمل ان نحصل على أنوار تفيض في نفوسنا وبينما نحن نكمل السير من دون انقطاع، إذ تقوم زمرة- هي نفسها مؤلفة من زمر هي في حرب بين بعضها البعض_ زمرة متغطرسة بشكل مطلق لتقول أنها تعرف منذ عهد طويل كل المعلومات الجوهرية التي تلزم للبشر هذه الحماقة، التي يمازجها كل هذا الغرور، هي بحد ذاتها كافية لإقصاء "الإيمان" عن ساحة البحث إن الشخص الذي هو على يقين، ويدعي أن يقينه معه كفالة إلهية تؤكده، ينتمي الآن إلى جنسنا البشري في ماضيه البعيد زمن طفولته إنه وداع للإيمان" وهو وداع طويل، لكنه قد بدأ، وهو كسائر الوداعات لا ينبغي تأخيره أو ارجاؤه إن التذرع بالإيمان هو الأساس وهو المصدر الذي انطلقت منه كل الذرائع، لأنه كان بداية _ لكنه ليس نهاية_ المناظرة مع الفلسفة، والعلوم، والتاريخ، والطبيعة البشرية" والكاتب يتناسى أن ما يفعله هو والملحدين باسم العقل والعلم هو عينه ما فعله صناع الأديان من البشر فهم يحللون ويحرمون طبقا لشهواتهم التى يسمونها العلم والعقل فلا يوجد اتفاق بين البشر جميعا على ماهية العلم ولا على ماهية العقل وحتى على أساس من واقع الخلق وهو ما لم يفهمه الملحدون وهو : اختلاف البشر سيظل موجودا حتى القيامة كما قال سبحانه: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" بالطبع كل تلك الحقائق موجودة فى دين الله ولكن الملحدين يظنون أنهم سيوحدون العالم باسم العلم والعقل والذين هم يختلفون فيهما اختلافا شاسعا فلو كان العقل واحد والعلم واحد عندهم ما اختلفوا فيما بينهم المهم أنهم يختلفون فى أمور غيبية ويعيبون على أهل ألأديان ايمانهم بالغيبيات الملحدين يؤمنون بالتطور فى الحيوانات والنباتات الذى حدث منذ ملايين ومليارات السنوات وهو أمر غيبى لم يروه هم أو غيرهم يؤمنون بدوران الأرض حول الشمس وبالمجرات والنجوم الراديوية والثقوب السوداء والمادة المظلمة وغيرها رغم أنهم لم يروا شيئا من ذلك بأعينهم ويرجع الكاتب سبب اختلاف البشر لكوننا مخلوقات تطورية حيث قال : وهو كان بداية _وليس النهاية بأي حال من الأحوال_ لكل النزاعات حول الحياة المستقيمة و حول المدينة العادلة إن الإيمان الديني، و هذا سببه بالضبط أننا ما زلنا مخلوقات سائرة في طريق التطور، لا يمكن استئصاله إنه لن ينتهي إلى الموت مطلقاً، أو هو على الأقل لن ينتهي قبل ان نتخلص من خوفنا من الموت، ومن الظلام، ومن المجهول، وكذلك من خوف واحدنا من الآخر" وكيف نكون متطورين إذا كانت نظرية التطور نفسها موجودة من قديم الزمان وكذلك نظريات مركز الكون وقد وردت تلك النظرية فى كتب القدماء فمثلا النظرية التطورية قال فيها أرسطو : "الكائنات الحية قد ارتقت من أنواع بسيطة إلى أنواع معقدة يعتبر الإنسان ذروتها " وقال ابن خلدون فى مقدمته: "اتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى فى تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الرؤية والفكر ترتفع إليه من عالم القدرة 00وكان ذلك أول أفق من الإنسان" ونجد الكاتب رغم إلحاده يقول أنه يحترم المتدينين الحقيقيين حيث قال: "ولهذا السبب لن أمنعه أو أحرِّمه حتى لو ظننت أنني استطيع ذلك إنها غاية في الكرم مني، قد تقولون لكن هل سيوفر لي الدين يا ترى نفس التساهل؟ أنا أسأل هذا لأن هناك في الواقع فرق جدي بيني وبين أصدقائي المتدينين، أما اصدقائي الحقيقيين والجديين من المتدينين فإن عندهم ما يكفي من الشرف للتسليم بما أقول وسوف أكون مسروراً أن أذهب إلى "بارمتزاه" أطفالهم (هي حفلة تطويب الاطفال يهوداً عند بلوغهم سن 13)، واذهب بعدها كي أتأمل بإعجاب و دهشة كاتدرائيتهم الكاثوليكية، ثم لأتوجه بـ "الاحترام" لقرآنهم ولو انه لم يُمْلى إلا بلغة واحدة هي اللغة العربية، على تاجر أمي، ولأعلن بعدها عن تأثري لـ "ويكا" و "هندو" و "جين" (من ديانات الهند) في تعازيهم " ومع هذا يقول أن المتدينين يسعون لتدميره هو وبقية الملحدين حيث قال : "وهذا عند حصوله، سوف استمر فيه ولن ألح على مبادلتي الأمر بمثله كما هي مقتضيات التهذيب_ و هي تقتضي هنا أن يتركوني بحالي فقط لكن الدين هو في جوهره غير مقتدرٍ على هذا فإنه بينما أنا أكتب هذه، وبينما أنت تقرأها، يخطط الناس المؤمنون على اختلاف معتقداتهم على تدميري انا وتدميرك أنت، و على تدمير كل ما اكتسبه البشر بالمثابرة والكد، بحجة أنني اعتديت عليهم الدِّينُ يسمِّمُ كلَّ شيء" وهذا الكلام من الكاتب لا يعى معنى قوله تعالى فى الإسلام : " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فالإسلام ترك الحرية للبشر أن يعتنقوا ما شاءوا من الأديان وهو لا يقتلهم إلا إذا قتلوا المسلمين كما قال سبحانه : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" ومن ثم يظل الملحدون فى جهل بدين الله ومن يبحث عن الحقيقة يجب ألا يتهم دين إلا بدليل على فساده وليس أن يتكلم بدون دراسة والملاحظ هو أن الكاتب لم يحدد اعتراضاته التى ذكرها فى أول المقال
| |
|